قالت وفاء محمود عبدالرحيم عضو الجمعية المصرية للمعالجين النفسيين، ان الكثير من المواطنين في مصر لا يهتمون بالمرض النفسي بذات الاهتمام بالأمراض العضوية التي تصيب جسد الانسان، لافتة إلى أن القليل يهتم بمعالجة المرض النفسي، فيما يزداد الاهتمام بمعالجة كسر القدم او تورم اليدين أو البرد وخلافه. وأضافت خلال تصريحات ل"محيط" أن عدم الاهتمام بالمرض النفسي يرجع في الأساس، إلى انعدام الثقافة والجهل بخطورة هذه الامراض التي تؤثر بشكل كبير على جسم الإنسان، منوهة بأن النفس والجسد شيء واحد لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، ومن يمرض نفسيا يتألم جسديا ومن يمرض جسديا يتألم نفسيا. وأشارت إلى أن الاضطرابات السيكوسوماتية مثل الصداع النصفي، والقرحة، والقولون العصبي، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل وغيرها من الأمراض، تنشأ بسبب صراعات نفسية، وهذه الأمراض لا يتم الشفاء منها بمعالجتها عضويا فقط، ولكن يجب أن تعالج من الجانب النفسي في ذات الوقت. موروثات خاطئة وقالت إن هناك موروثات خاطئة مرتبطة بالمرض النفسي، مشيرة إلى أن بعض الناس يتصورون خطأ، أن كل من يزور الطبيب النفسي مختل عقليا أو مصابا بالجنون. وتابعت، هذا المعتقد الخاطئ يجع أساسا إلى عدم المعرفة بدرجة خطورة وانتشار هذه الأمراض بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، وتشمل كل الفئات العمرية، بسبب ضغوط الحياة اليومية والصراعات. ونوهت بأن درجة انتشار الاكتئاب تعدت ال 6% وهى نسبة عالية بلا شك، خاصة وأن 15% من مرضى الاكتئاب ينتحرون، و70% من حالات الانتحار ترجع للإكتئاب، وهو ثالث أكثر الأمراض انتشارا في العالم بعد الأمراض التنفسية والإسهال، متوقعة بأن يصبح مرض الاكتئاب في المرتبة الأولى عالميا في عام 2030. العلاج سرا قالت إن الكثيرين من ابناء الصعيد يلجأون لعاج ذويهم من الأمراض النفسية سرا في القاهرة، وكان المرض النفسي وصمة عار، لهؤلاء، ويحاولون انكاؤه بشتى الطرق. وتابعت هذه المعتقدات الخاطئة لابد من تحطيمها، والتوعية بالمرضى النفسيين، اللذين هم شريحة من شرائح المجتمع، لهم حقوق مثل غيرهم من الأفراد العاديين وبداخلهم طاقات كامنة يجب استغلالها وتطويرها، من خلال دمجهم بشكل طبيعي مع المجتمع، وأن يمارسوا حياتهم التعليمية والنفسية والاجتماعية كأشخاص أسوياء. ولفتت إلى أن الجهات التابعة لوزارة الصحة، الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، في القاهرة والوجه البحرى بدأت حملات لتوعية المواطنين بالمرض النفسي، لإزالة هذا اللبس واعتبار المرض سبة. ونوهت بأن هذه الندوات وقوافل التوعية نجحت بشكل كبير في تحقيق قدر كبير من التوعية لدى المواطنين، متمنية أن يكون للصعيد جانب من حملات التوعية هذه، مشيرة إلى أنها وجهت خطاب إلى الأمين العام لحملة الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان والتابعة لوزارة الصحة، لاستضافتهم بالصعيد من خلال أحد الجمعيات الاجتماعية الأهلية بقنا.