أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، والرئيس السوداني عمر البشير، التكامل بين البلدين في كافة المجالات، وتوحيد المواقف تجاه التهديدات الخارجية. وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقب جلسة مباحثات بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس الثلاثاء، قال البشير إن التكامل مع إثيوبيا يشمل كل المجالات وأتفق مع ما قاله رئيس الوزراء الإثيوبي بأنه لا توجد أي حدود للعلاقات بين البلدين في شتى المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتجارية والثقافية الاجتماعية. واعتبر البشير، أن أي تهديد لأمن إثيوبيا هو تهديد مباشر للأمن القومي السوداني. ومضى قائلا إن البلدين نفذا العديد من الاتفاقيات، بينما البعض الآخر ينتظر التمويل، مثل خط السكة الحديد بين السودان وإثيوبيا. وأضاف أن البلدين شرعا في إنشاء منطقة التجارة الحرة، وهي الآن في مرحلة التخطيط والدراسات. ولفت البشير إلى أن السودان يشتري حاليا نحو 300 ميجاوات من الطاقة الكهربائية من إثيوبيا. ومضى قائلا إن هذه الكمية قبل اكتمال بناء سد النهضة (الإثيوبي)، والبلدان يعملان حاليا لإيصال الكهرباء من السد إلى الخرطوم. وشدد على أهمية الاستفادة من الموارد المائية لدول حوض نهر النيل بصورة عادلة. وتابع بقوله: نحن متفقون حول سد النهضة.. للمرة الأولى يوجد اتفاق مشترك بين الدول الثلاث "إثيوبيا والسودان ومصر". ولفت البشير إلى وجود اتفاقات متقدمة بين السودان وإثيوبيا لتنفيذ السد، خاصة ما يتعلق بدراسة آثاره البيئة والاقتصادية على دولتي المصب "السودان ومصر". بدوره، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، خلال المؤتمر الصحفي، بدء مرحلة جديدة من التكامل مع السودان. كما أعلن عن اكتمال دراسة إستراتيجية حول ربط إثيوبيا والسودان بطريق سكة حديد سيتم تنفيذه في الأشهر القادمة. وقال ديسالين إن السودان يحصل على 300 ميجاوت من الكهرباء من إثيوبيا، وسيتم زيادتها إلى 500 ميجاوت من سد النهضة. وأضاف أن العمل جار لبناء مناطق صناعية تكاملية على الحدود المشتركة، حيث يعتزم البلدان جعل المناطق الحدودية مناطق تكامل أمني تكفل حرية التنقل للأفراد والسلع. واعتبر أن "التكامل الأمني هو ركيزة للتكاملات الأخرى.. وأي تهديد للسودان هو تهديد لإثيوبيا". وقال إنه اتفق مع البشير على "تعزيز التنمية في المنطقة وحل الصراعات والنزاعات، وخاصة في جنوب السودان والصومال". واعتبر ديسالين، أن "الإرهاب والنزاعات من أكبر التحديات والمهددات لدول القرن الإفريقي.. ونعمل مع السودان للقضاء على الإرهاب، وخاصة حركة الشباب في الصومال، التي تهدد استقرار في الصومال والإقليم". وتخشى مصر من احتمال تأثير سد النهضة، المقرر اكتمال بنائه في يوليو المقبل، سلبا على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتتهم جارتها السودان بالانحياز إلى جارتها إثيوبيا في هذا الملف، وهو ما تنفي الخرطوم صحته.