استبعد أمين عام اتحاد الصحفيين السودانيين صلاح عمر الشيخ زعزعة العلاقات المصرية السودانية على المستويين الرسمي بين قيادتي البلدين والشعبين ، واصفا هذه العلاقات بأنها "متميزة وقوية جدا" ، مشددا على ضرورة أن يكون هناك حوار مستمر ومنفتح على كافة الأصعدة حتى تتم المحافظة على هذا التميز وأن يتحقق الاتفاق وأن يتم الابتعاد عن القضايا الخلافية. وحول التعاون بين مصر والسودان في المجال الصحفي والإعلامي .. قال الشيخ - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - "لدينا باتحاد الصحفيين السودانيين علاقة متميزة جدا مع نقابة الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية في مصر ومازلنا نرسل صحفيينا للتدريب هناك بجانب ما نبعثهم سنويا للتدريب من خلال اتحاد الصحفيين الأفارقة". وتابع "الصحف السودانية تبادر بإرسال صحفييها للتدريب في مصر في وكالة انباء الشرق الأوسط والأهرام والأخبار وغيرها من المؤسسات الصحفية والإعلامية التي تتعاون مع السودان بشكل جيد جدا هذا بخلاف التأثر بالصحافة المصرية منذ وقت بعيد ، فجيلنا تأثر بالصحافة المصرية وكانت الأكثر توزيعا في السودان، وهي مدارس تعلمنا منها الكثير". ودعا إلى إجراء حوار دائم ومتواصل بين الصحافة والإعلام في كل من مصر والسودان ..كما دعا إلى عقد ورش وندوات مستمرة تضم صحفيين وإعلاميين محترفين من البلدين لبحث السجال السلبي الذي يحدث أحيانا بين الجانبين لتلافيه. وشدد على أهمية أن يكون الإعلام مسئولا وأن يحسن ولا يشوه ويساعد في تحسين وترقية العلاقات ولا يروج لما يضر بها وأن يخوض ويركز في التاريخ العريق والعلاقة القوية بين البلدين والشعبين بما يطور هذا الأمر ويسهم في تثبيته. وانتقد الشيخ مواقع التواصل الاجتماعي .. قائلا : "إنها مفسدة جدا وتنقل أشياء مستفزة ومن الممكن أن تكون قيلت بطريقة مختلفة ونزعت من سياقها وتم تحريفها لكنها في النهاية تترك أثرا سلبيا كبيرا وكذلك دخول غير المهنيين في العمل بالمجال الإعلامي ".. داعيا إلى ضبط تلك ومعالجة تلك المسائل بالعمل الصحفي المهني المحترف المتميز. وفيما يتعلق برؤيته للصحافة السودانية ..قال الشيخ : "إن مقولة أنها صحافة محلية تعتبر صحيحة إلى حد بعيد ، فصحافتنا لا تهتم بالأخبار العالمية كما يجب ، نعم هناك صفحة مخصصة لذلك في كثير من الصحف لكن على استحياء وليس هناك تحليلات متعمقة ، فهي مجرد نقل لأخبار تكون نقلت وأذيعت ،ولابد من ربط القارئ السوداني بما يجري حوله في العالم بالتحليل والتعمق". ونبه إلى أنه إن لم يتم نشر صحافة السودان أو إيجادها في مواقع يؤخذ منها الخبر والقضايا السودانية تنعدم قيمتها ، مؤكدا أن ذلك لا يتطلب توزيعها خارجيا ولكن من خلال وسائل أخرى مثل الاهتمام بالنسخ الإلكترونية لأنها تساعد كثيرا في نشر الصحافة وانتشارها بالعالم الخارجي. وحول دور الصحافة السودانية في العلاقات الدولية للخرطوم .. أكد الشيخ أن هناك التزاما صارما بأن تكون الصحافة ملتزمة تجاه قضايا السودان الخارجية لكن في بعض القضايا الداخلية أحيانا يحدث انفلات من البعض الذين لا يستطيعون التفرقة بين طرح قضايا الوطن وقضايا السياسة والخلاف مع الدولة ويسيئون للحكومة والوطن ككل ولا يرون الموضوعات التي يجب أن تكون خطوطا حمراء خاصة ما تمس الأمن القومي وتسئ لصورة السودان في الخارج .. مبرزا أنه في معظم الأحيان هناك صحفيون واعون يستطيعون التفرقة بين هذين الشأنين ويتمسكون بالمهنية. وعن المشكلات والتحديات التي تواجه الصحافة السودانية .. قال الشيخ إنها مثل ما تواجهه الصحافة على مستوى العالم لديها مشكلة كبيرة جدا بعد التطور الذي حدث في الصحافة الالكترونية، فقد أثر على تلك الصناعة بحانب المشكلات في مدخلات الإنتاج والتوزيع وتراجع الأداء الصحفي..موضحا أن الصحف السودانية كلها قطاع خاص فلا توجد صحافة حكومية وتجد معاناة شديدة وتحد كبير في أن تستمر حتى أن بعضها خرج بالفعل من المنظومة الصحفية. وبشأن الحوار بين الصحفيين والحكومة الذي اقترحته الرئاسة السودانية ، قال الشيخ : "إنه مهم جدا الآن ونحن نظن أن هذا هو الوقت المناسب له لأننا في ظل حوار وطني عام وشامل على مستوى الدولة سياسيا واجتماعيا ويجري تنفيذ مخرجاته".. كاشفا أن الجدل الدائم بين الصحافة والدولة يكون حول الحريات والمسئولية الصحفية .. داعيا للإسراع بإجراء حوار بين الطرفين يتم خلاله التوافق على نقاط محددة توجد توازنا بين الحرية والمسئولية.
