أكد وزير النقل الدكتور جلال سعيد أن العلاقة بين التجارة الدولية والنقل البحري علاقة تبادلية، وان حرية المبادلات التجارية وزيادة تدفقات البضائع فيما بين الدول تتطلب أن تتطور صناعة النقل البحري بالشكل الذي يساعد على تدفق تلك البضائع فيما بين الدول بانسيابية. وأشار "سعيد" إلى أهمية تطوير الموانئ وتعظيم جودة الخدمات بها لتتواكب مع ما يحدث بالنسبة لزيادة أحجام وأجيال السفن والناقلات التي تنقل تلك التجارة جنبا إلى جنب مع الاهتمام بمنظومة التقنيات الحديثة ونظم المعلومات والاتصالات.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه اللواء السيد حامد هداية رئيس قطاع النقل البحري اليوم "الأحد" خلال افتتاح المؤتمر الدولي للنقل البحري واللوجستيات "مارلوج" والذي يعقد بالإسكندرية تحت عنوان "رؤية مستقبلية بين الموانئ واللوجستيات".
وأضاف وزير النقل أنه إدراكا من وزارة النقل بأهمية هذا التكامل " كلفت الجايكا اليابانية" بعمل دراسة موضوعة لإعداد مخطط شامل للنقل على المستوى القومي بجمهورية مصر العربية.
حيث ورد بها مقترح لمحاور ربط موانئ البحر الأحمر بموانئ البحر المتوسط عن طريق ربط ميناء السخنة بميناء الدخيلة من خلال ممر طرقي وسكك حديدية لتكون مصر ليست فقط معبرا للبضائع من الشرق إلى الغرب.
ولكن يتم عمل مناطق لوجستية في "مدينة 6 أكتوبر" على سبيل المثال أو في مناطق قريبة من الموانئ لزيادة القيمة المضافة.
وشدد وزير النقل الدكتور جلال سعيد فى كلمته على ضرورة الاستفادة من تجارب الدول التي تبنت إقامة المناطق اللوجستية في موانئها مثل "روتردام، سنغافورة، جبل علي" لتحسين جودة الخدمات بها بهدف جذب العملاء وتعظيم نصيبها من حجم التجارة الدولية.
وقال "سعيد" إذا كان النقل البحري هو العامل الأساسي في التجارة الدولية فتأتي أهمية الموانئ البحرية في تلك الصناعة كونها عنق الزجاجة والمنفذ الرئيسي للتجارة الخارجية للدول حيث يتم نقل ما يقرب من ثلثي التجارة الخارجية للدول عبر الموانئ ففي مصر يتم نقل ما يقرب من 90\% من تجارتها الخارجية عبر الموانئ.
وأضاف وزير النقل أن في مصر أدركنا أهمية هذه العناصر فقمنا بتطوير وتحديث موانينا من خلال إنشاء محطات جديدة بمواصفات عالمية لتصبح موانئ محورية وعميقة ذات ظهير كبير داخلها وظهير أكبر خارجها مع إنشاء صناعات القيمة المضافة للاستفادة من الترانزيت وخلق فرص عمل لأبنائنا.
وأوضح "سعيد" أن نشاط النقل البحري هو نشاط دولي ولذلك فقد حرصت وزارة النقل على تعميق هذا المفهوم بالمشاركة الفعالة في المنظمة البحرية الدولية مما كان له عظيم الأثر في إعادة انتخاب مصر في مجلس المنظمة في نوفمبر 2011.
من جهته قال رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الدكتور إسماعيل عبد الغفار أن المؤتمر الدولي للنقل البحري واللوجستيات "مارلوج" يناقش أحد أهم الموضوعات المؤثرة على المستقبل الاقتصادي محليا وعالميا وهو موضوع اللوجستيات وتكاملها مع الموانئ البحرية.
وذلك لما له من تأُثير على كافة الأنشطة الاقتصادية من حيث التكلفة والجودة والمرونة والقدرة على الاندماج في التجارة العالمية بالإضافة لأثاره على التوظف ونقل المعرفة ونمو التجارة الخارجية وغيرها من المجالات.
وأضاف "عبد الغفار" أن حركة التجارة الدولية وانعكاسها في ظل الظروف العالمية الراهنة قد ألقت بآثارها على دور الموانئ كأحد أهم حلقات سلسلة النقل والخدمات اللوجستية.
يشار إلى أن هذا المؤتمر يعقد على مدى ثلاثة أيام ومن خلال 7 جلسات سيتم استعراض عدد من الأوراق البحثية تصل إلى 25 ورقة مقدمة من ممثلي 10 دول عربية وأجنبية هي مصر وانجلترا والولايات المتحدةالأمريكية وتونس والصين وإيطاليا وألمانيا والإمارات وفرنسا والسعودية.