قال الدكتور أسامة الحديدي ممثل الأزهر في المؤتمر الوزاري العربي "الإرهاب والتنمية الاجتماعية.. أسباب ومعالجات" المنعقد حاليًا بمدينة شرم الشيخ، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مواجهة الإرهاب يتطلب تكاتف وترابط كل المؤسسات المدنية والدينية لمحاربة كل الأفكار الهدامة والفكر المتطرف الذي له انعكاسات سلبية على المجتمعات. جاء ذلك في الجلسة التي ترأسها المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في اليوم الثاني من المؤتمر الذي تنظمه جامعة الدول العربية بالاشتراك مع وزارة التضامن الاجتماعي. وقال الحديدي عضو المكتب الفني لوكيل الأزهر الشريف "إن عنوان المؤتمر جمع بين كلمتين متناقضتين فالإرهاب تخويف وترويع والتنمية تشجيع وعطاء ومنح ودعم"، مؤكدًا على أن مواجهة الإرهاب يتطلب تكاتف وترابط كل المؤسسات المدنية والدينية لإخراج منتج صالح لمعالجة الآفات المجتمعية وتجفيف منابع الإرهاب وما يدعمه، مشددًا على ضرورة تنمية الشباب وتحصينهم من الإرهاب. وتضمنت الجلسة عرض ورقة عمل من تقديم الدكتور عبدالله النجار أستاذ الشريعة الإسلامية والقانون بجامعة الأزهر بعنوان (نحو خطاب ديني معاصر يسهم في مواجهة الإرهاب وينمي فكر التسامح لدى الشباب) بالإضافة إلى عرض ورقة عمل أخرى حول (الإعلام التنموي في مواجهة الإرهاب) وعرضتها السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال، كما قدم السيد صالح محمد عبود باعشر رؤية البرلمان العربي ودوره في قضايا التنمية الاجتماعية ومكافحة الإرهاب. وفي ملخص ورقته البحثية، أوضح النجار أن مشكلة الإرهاب قد تفاقمت وتجاوز خطرها الحدود الدولية فلا يقتصر على حدود دولة إسلامية أو عربية بل أصبح يشكل خطرا دوليا، مشددا على أن الإرهاب له تأثير سيئ على مقومات التنمية الاقتصادية في الدول التي نكبت به. وقال "إن الإرهاب يبدأ بفكرة مشوهة تنسب إلى الدين وتولد من الفهم المنحرف لأدلته ومبادئه ولهذا كانت الحاجة ماسة إلى خطاب ديني معاصر يسهم في مواجهة الإرهاب وينمي فكر التسامح لدى الشباب"، مؤكدا على ضرورة تجديد الخطاب الديني بما يلائم استيعاب المفاهيم الخاطئة والرد عليها بأسلوب منطقي يجابه الواقع ولا يغرق في التفصيلات النظرية البعيدة عنه مع تقنين ضوابط الحديث والإفتاء في الدين وإصلاح التعليم بما يساعد على تكوين العقل القادر على الحوار والفهم. ومن جانبه، قال الأنبا أبوللو أسقف جنوبسيناء في مداخلة ألقاها نيابة عن قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن الخطاب الديني مسئولية كبيرة وأمانة وليس كل من يقتني علما يصلح لاعتلاء المنبر فالدين مملوء بالفضائل ورجل الدين لابد أن يتحلى بالفضائل "فعندما يتكلم عن المحبة يكون نفسه عنوانا للمحبة ليتعلم الناس منه كقدوة له وأنه لابد من أن نبحث عن نوعيه الخطيب أولا قبل البحث في تجديد الخطاب الديني".