شيعت امس جنازة القيادي القاعدي الهارب ابو الخير أحد قادة هيئة تحرير الشام إلى مثواه الأخير بمنطقة محمبل "قرية سورية تتبع ناحية محمبل في منطقة أريحا في محافظة إدلب"، بعد مقتله نتيجة لاستهداف سيارته قرب معسكر المسطومة في ريف إدلب، من قبل طائرة دون طيار تابعة للتحالف الدولي يوم الأحد 26 فبرير 2017. أبو الخير المصري" هو "عبد الله محمد رجب عبد الرحمن"، ويعد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، ومدرج على قائمة الإرهاب الصادرة عن الحكومة الأمريكية عام 2005، وهو من مواليد محافظة الشرقية عام 1957. وكشف المرصد الإسلامي في لندن النقاب عن الشخص الثاني الذي قتل مع "المصري" هو أحد عناصر هيئة تحرير الشام، ويدعى "هاني مصطفى مطر"، من بلدة محمبل بريف إدلب. ويعد أبو الخير المصري مسؤولا في القاعدة عن التنقل والأمور اللوجستية والمصروفات التي يقدمها عملاء القاعدة، ممن يتم إرسالهم بمهام خارجية، وهو مقرب جداً من زعيم تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري"، حيث كان ضمن مجموعة "الظواهري" "الجهادية" في مصر، منذ أواخر الثمانينيات. ولعل التسريبات التي أوردها شريف هزاع الشرعي المصري المستقل في الشمال السوري، في صفحته على تويتر عن أن ابو الخير كان يعلم أن حياته معرضة للخطر من قبل طائرات بدون طيار تتعقبه، تثير الشكوك في قتل المصريين من القاعدة على وجه الخصوص، لاسيما وأنه خلال سته أشهر تم تصفية رفاعي طه و ابو الفرج المصري وأمين عبدله وهاني هيكل وأخيرًا ابو الخير. سافر "أبو الخير المصري" مع "أيمن الظواهري" إلى السودان، مطلع التسعينيات، ومنها إلى أفغانستان، حيث انضما إلى حاشية "أسامة بن لادن". ثم اعتقل ابو الخير من قبل السلطات الإيرانية، قبل أن يطلق سراحه عام 2015، ولا تزال ظروف اعتقاله غير معروفة تماما، إلا أنه وبحسب إفادة "سليمان أبو الغيث" عضو القاعدة السابق للمحققين الأمريكيين، فإن "المصري" وعدد من قادة القاعدة، اعتقلوا في شيراز بإيران عام 2003، واحتجز في مبنى تابع للمخابرات الإيرانية لعامين، قبل أن يتم نقله إلى مسكن داخل مجمع عسكري في طهران، إلى جانب أفراد من أسرة "ابن لادن"، بمن فيهم "حمزة" نجل "أسامة بن لادن"، قبل أن يطلق سراحه في مارس 2015. وعلى مدار عام على الأقل، رأت الاستخبارات الأمريكية أن "أبو الخير المصري" هو خليفة محتمل لزعيم القاعدة "أيمن الظواهري"، بعد مقتل نائبه السابق وزعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، "ناصر الوحيشي"، في غارة في اليمن عام 2015. صدر ضده الحكم بالإعدام .. فهو من ابرز القيادات التي حوكمت غيابيا في القضية رقم 8 لسنة 1998 جنايات عسكرية في مصر، والتي اشتهرت إعلامياً باسم «العائدون من ألبانيا» والتي صدر فيها تسعة اعدامات لهاربين، واحتل اسم ابو الخير رقم 12 على لائحة القضية التي شملت 107 من قيادات الاصوليين في مصر، ونظرتها المحكمة العسكرية العليا في قاعدة الهايكستب شمال القاهرة عام 1999م وصدر ضد ابو الخير عضو مجلس شوري جماعة «الجهاد» حكم الاعدام غيابيا في نفس القضية.