أكد وزير الخارجية سامح شكري اليوم الاثنين على وحدة الرؤية بين مصر وتونسوالجزائر حيال الأزمة الليبية وعزمها على العمل الدؤوب لمعاونة الأشقاء في ليبيا للتوصل إلى حل ليبي - ليبي يحقيق ما يصبو إليه الليبيون وطموحاتهم بشأن مستقبلهم. وقال شكري - في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية عبدالقادر مساهل - "نحن جميعا نعمل في دعم هذا المسار ونتطلع إلى أن تسفر الحوارات التي جرت والتي كان آخرها حوار القيادات الليبية في القاهرة والتي أشرف عليها رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمود حجازي واللجنة الوطنية وما أسفرت عنه من رؤية وخارطة طريق ، في تكوين مسار للوصول إلى التوافق الليبي". وأضاف "نتواصل مع كافة الأطراف الليبية ونأمل أن يكون هناك في القريب حل لهذا الانسداد السياسي وانطلاق لدعم مؤسسات الدولة الليبية لتحقيق خدمة مصالح الشعب الليبي"..مشيرا إلى أن الحوارات التي تمت في الجزائروتونس ومصر تحدد مسارا وهذا المسار كان بداية في أن الأطياف السياسية المختلفة في ليبيا استطاعت تحديد مواضع القصور أو المواضع التي يوجد توافق على أهمية مراجعتها وتعديلها في الاتفاق السياسي حيث كان هناك إقرار ضمني باحتضان الجميع للاتفاق السياسية باعتباره الركيزة الأساسية التي يتم على أساسها التوافق. وتابع "تم الانتقال بعد ذلك إلى تأكيد الآلية القائمة في الاتفاق السياسي والتي تم اعتمادها مرة أخرى على مستوى القيادات خلال اجتماعاتهم في القاهرة في إطار آلية متمثلة في لجنة تمثل كلا من المجلسين التشريعيين المنتخبين في ليبيا (النواب والدولة اللذان يعبران عن إرادة الشعب الليبي وهما المخولان من قبل الانتخابات التي تمت أن يقوما بتمثيل الشعب الليبي)..مشيرا إلى أن هذه الآلية هي التي تصيغ في إطار حوار ليبي ليبي ما يحتاجون لاتخاذه من تعديلات على الاتفاق السياسي ليتوافق مع الرغبة وطموحات الشعب الليبي. وقال "إن هذا هو الأسلوب السليم المتدرج الذي يبني لبنة تلو الأخرى حتى نعضد من مصداقية ومرجعية الاتفاق السياسي وفي نفس الوقت نذهب إلى تثبيت مؤسسات الدولة والسير قدما للتعاون بشأن القضايا الملحة في ليبيا ومن ضمنها قضية القضاء على الإرهاب وتحقيق الاستقرار في كافة ربوع ليبيا ". ومن جانبه .. قال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي إن الهدف الأساسي من الجهود التي تقوم بها تونسوالجزائر ومصر هو تهيئة الظروف حتى يتمكن الفرقاء الليبيون من الجلوس إلى طاولة الحوار .. مشددا على أن الليبيين أنفسهم هم الذين سيُجدون الحل وهم الذين سيقررون المرحلة الانتقالية وتاريخ الانتخابات. وأضاف الجهيناوي "إن هناك إرادة مشتركة بين مصر وتونسوالجزائر وحرصا من الدول الثلاث على مساعدة الليبيين للتوجه إلى حل توافقي يجمع الكل مهما كانت توجهاتهم ومساعدتهم على تذليل وتجاوز أية عقبات لم يتمكنوا من تذليلها لدى تنفيذ اتفاق 17 ديسمبر 2015 (اتفاق الصخيرات). .معربا عن تفاؤله حيال إمكانية حل الأزمة الليبية رغم صعوبتها وتشعبها. وبدوره .. قال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية الجزائري عبدالقادر مساهل إن الجزائر ومصر وتونس معنية كدول جوار باستقرار وسلامة ليبيا الشقيقة لأسباب عديدة تاريخية واجتماعية وأمنية .. مذكرا بأن للجزائر نحو ألف كيلو متر حدود مشتركة مع ليبيا ولتونس أكثر من 500 كيلومتر مع ليبيا ومصر أكثر من 1200 كيلومتر معها أيضا ؛ لذا فإن عدم استقرارها ووجود الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة يشكل خطرا على الدول الثلاث. وأضاف مساهل "إن الحوار بين الليبيين الهدف منه تأسيس مؤسسات ليبية قوية قادرة وعادلة ؛ لأن عدم وجود مؤسسات الدولة يفتح المجال للإرهاب والجريمة المنظمة"..مؤكدا على أن مصير ليبيا سيحدده الليبيون وحدهم معتبرا أن دول الجوار تسعى بعلاقاتها الطيبة مع كل الأطراف الليبية لمرافقة الليبيين حتى الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية. واعتبر الوزير الجزائري أن استقرار وسلامة ليبيا هو استقرار وسلامة لمصر ولتونس وللجزائر..لافتا إلى أن العدو المشترك لمصر وتونسوالجزائر هو الإرهاب.