تحتفل تونس اليوم السبت ، بالذكرى الأولى لاندلاع شرارة الثورة التي أطاحت نظام الرئيس السابق بن علي في 14 يناير الماضي، وستنطلق الاحتفالات في مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية، بمشاركة شخصيات عربية وأجنبية وأعضاء المجلس الوطني التأسيسي التونسي. فقد مر عام على رحيل طارق الطيب محمد البوعزيزي الشاب التونسي الذي أشعل فتيل الثورات العربية بإشعاله النيران في جسده احتجاجا على الفقر والبطالة واهانة الشرطة له. ومع دخول تونس عهد الجمهورية الثالثة، والتوانسة عهد جمهورية الحرية والتعددية، يبقى الشعب التونسي هو الضامن الأوحد للديمقراطية والحرية التي يستحقها.
البوعزيزي
بوعزيزى الذي كان يحمل شهادة جامعية عليا، أشعل النيران في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة، قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية فادية حمدي التي صفعته أمام الملأ وقالت له" Dégage "أي ارحل، لتصبح هذه الكلمة شعار الثورة تملأ حناجر الثوار في تونس للإطاحة ببن على ومن بعدها مصر وليبيا وسوريا للإطاحة برؤسائها ، وتوفي بعد 18 يوماً من إشعاله النار في جسده، قبل أن يري بعينيه سقوط الطاغية.
وانفجرت شرارة الثورة التونسية، بعد أن انتشر الأمر وما حدث مع بوعزيزي واشتعلت الاحتجاجات في شوارع ولاية سيدي بو زيد ومنها انتقلت إلى ولايات أخرى لتشمل تونس كلها، واستمرت لأسابيع لتطيح في يومها ال 29 بالديكتاتور التونسي زين العابدين بن علي ويترك البلاد هاربا، إلي المملكة العربية السعودية، مطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة التي طالب بها بو عزيزي بائع الخضار.
وتجني تونس اليوم ثمار الثورة بعد إنتخاب مجلس تأسيسي وطني وإختيار أول رئيس مؤقت لتونس بالإنتخاب محمد المنصف المرزوقي
مظاهر الاحتفالات
وستنطلق الاحتفالات بهذه الذكرى في مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية، بمشاركة عدد من الشخصيات العربية الأجنبية، وأعضاء المجلس الوطني التأسيسي التونسي المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر الماضي.
ويتضمن برنامج هذه الاحتفالات التي ستتواصل على مدى ثلاثة أيام، العديد من الفعاليات السياسية والثقافية والفنية، إلى جانب وضع نصب تذكاري على شكل عربة لبيع الخضار والفواكه تحيط بها مجموعة من الكراسي المبعثرة ، وذلك في إشارة إلى الإطاحة بالرئيس السابق بن علي.
وترمز عربة بيع الخضار والفواكه إلى عربة الشاب محمد البوعزيزي، الذي انتحر بإشعال النار في جسده أمام مقر محافظة سيدي في السابع عشر من ديسمبر 2010، احتجاجاً على منعه من ممارسة حقه في العمل كبائع متجول للخضار والفواكه.
وتسببت هذه الخطوة الاحتجاجية في اندلاع مظاهرات ومواجهات لأول مرة في مدينة سيدي بوزيد"265 كيلومترا جنوبتونس العاصمة"، حيث بدأت بعد ذلك في التدحرج ككرة الثلج، لتشمل كافة البلاد.
واتخذت تلك الاحتجاجات في بدايتها طابعاً اجتماعياً، أساسه المطالبة بالحق في العمل، ولكنها سرعان ما انتقلت إلى التعبير عن مطالب سياسية، كما تحولت بسرعة أيضاً من مظاهرات اجتماعية إلى مواجهات وصدامات دامية تخللها سقوط العديد من القتلى والجرحى، لتنتهي في 14 يناير 2011، بسقوط نظام الرئيس السابق بن علي الذي يقيم حالياً صحبة عائلته في السعودية، لتشهد مصر وليبيا ربيعا عربيا جديدا يطيح بالأنظمة الديكتاتورية الحاكمة، وما زالت سوريا واليمن تسير علي الدرب محاولة إنهاء الحكم الاستبدادي .
وأخيراً، مع حلول العام الأول، يسجّل للتوانسة أنهم كانوا أول من سطّر سطور كتاب نهضة عربية ترفض أن تعود عقارب الزمن إلى الوراء.