أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار افتتاح قاعة العرض المؤقت بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط يوم الأربعاء المقبل، وذلك في إطار الافتتاح الجزئي للمتحف بحضور "إيرينا بوكوفا" مدير عام منظمة اليونسكو وعدد من الوزراء و السفراء ومديري المعاهد الأجنبية للآثار بمصر، ومجموعة من الشخصيات العامة وقيادات من وزارة الآثار. وأوضح العناني، خلال تفقده القاعة اليوم الاحد، أنه سيتم فتح أبواب المتحف لاستقبال زائريه بالمجان بدءا من الخميس المقبل وحتى نهاية الشهر الجاري. من جانبه، قال المهندس محروس السعيد المشرف العام على المتحف إن قاعة العرض المؤقت ستستضيف معرض "الحرف والصناعات المصرية عبر العصور"، والذي يضم حوالي 420 قطعة أثرية تحكي تطور الحرف المصرية على مر العصور التاريخية وحتى الآن. كما أشار الدكتور محمود مبروك منسق العرض المتحفي إلى أن سيناريو العرض المتحفي للقاعة يسلط الضوء على أربع حرف هامة في تاريخ مصر وهي : الفخار، النسيج، والنجارة والمصاغ ، حيث توضح نشأتها وتطورها عبر العصور التاريخية المختلفة، وذلك عن طريق عرض قطع أثرية مختارة من المتحف المصري بالتحرير ومتحف النسيج بشارع المعز ومتحف الفن الإسلامي بباب الخلق والمتحف القبطي بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة ، بالإضافة إلى مخازن المتحف القومي للحضارة المصرية. وأضاف أن القاعة سوف تضم كذلك عددا من المجسمات والجرافيك توضح شكل صانعي هذه الحرف وملابسهم وهيئاتهم وكذلك المواد المستخدمة في الحرفة الخاصة بهم، مشيراً إلى أنه تم إعداد شاشات إلكترونية كبيرة تعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية عن كل حرفة وتطورها عبر العصور. كما أكد أنه من أهم القطع المعرضة ، مجموعة الفخار الخاصة بعصور ما قبل التاريخ وكرسي للملكة حتب حرس والدة الملك خوفو، والذي يعد أول كرسي ملكي في التاريخ، وكرسي من الدولة القديمة مصنوع من خشب الرمان به 120 وحدة خشبية يوضح مهارة العمال في الصناعة وكيفية تجميع عروق الخشب، ومجموعة من نسيج القباطي، وأجزاء من مشربيات، وعدد من الأبواب الخشبية عليها زخارف هندسية ونباتية بالعاج، بالإضافة إلى مجموعة من الحلي من تراث سيوة والنوبة والصعيد ووجه بحري وسيناء. يذكر أن فكرة إنشاء المتحف القومي للحضارة المصرية تعود لعام 1982 عندما قامت منظمة اليونسكو بالإعلان عن حملة دولية لإنشاء المتحف القومي للحضارة ومتحف النوبة بأسوان، وفي عام 1999 تم اختيار الموقع الحالي لمتحف الحضارة بالفسطاط بدلا من موقعه السابق بالجزيرة، وتم عمل الحفائر الأثرية بموقع المتحف في الفترة من 2000 حتى2005، وتم وضع حجر الأساس لمبني المتحف في عام 2002. وتبلغ مساحة المتحف نحو مساحة 33,5 فدان منها 130 ألف متر مربع من المباني، ويتوقع أن يضم 50 ألف قطعة أثرية من مختلف عصور مصر القديمة وحتى التاريخ المعاصر، ويضم مجموعة من المخازن لحفظ الآثار مجهزة بأحدث التقنيات العلمية الحديثة على غرار المتاحف العالمية مثل متحف اللوفر والمتحف البريطاني . كما تم تزويد المتحف بمنظومة للتأمين والمراقبة ، حيث يحتوي على عدد كبير من الكاميرات تعمل على مدار اليوم لرصد أية حركة بالمتحف ، بالإضافة إلى حركة فتح وغلق المخازن بشكل دقيق.