المليون فدان بارقة أمل يقدمها السيسي الاكتفاء الذاتي من الزراعة طموح المصريين نحتاج شبكة ري وطرق زراعة غير تقليدية أراضي الشباب تذهب لذوي النفوذ تجريف التربة جريمة كبرى نقابة الزراعيين أصبحت ل"المجاملات" الطريق الصحراوي "إخضَّر".. و"الزراعي" أسمنت معاش عضو النقابة 100 جنيه لا يحصل عليها تعتزم النقابة العامة للمهن الزراعية في ال 29 من الشهر الجاري اجراء انتخاباتها الرئيسية على مقعد النقيب والذي يتنافس عليه 7 مرشحين، كما تجري انتخابات عضوية مجلس النقابة بين 17 مهندسا زراعيا. ومن بين أبرز الأسماء المرشحة لعضوية مجلس النقابة، المهندس أحمد عيسى، الذي حاورته شبكة الإعلام العربية "محيط" حول الزراعة وقضايا نقابة الزراعيين، وبرنامجه الانتخابي الذي ينافس به. وخلال حواره طرح عيسى رؤيته لبرامج الحكومة للإصلاح الزراعي واستعادة الأراضي المنهوبة، وطرق العودة للاكتفاء الذاتي من الغذاء باعتبارها قضية أمن قومي. وإليكم تفاصيل الحوار: بداية.. لماذا ترشحت لعضوية مجلس إدارة نقابة الزراعيين؟ وضع النقابة أصبح مؤسفا؛ وأغلب النقابات المصرية يكون الترشح فيها مبنيا على مصالح شخصية، وموارد النقابات صارت متراجعة كثيرا حتى أن معاش "النقابي" بالزراعة 100 جنيه، وتوقفت النقابة عن صرفه منذ 3 سنوات! بالرغم من أن المستحقين للمعاش دفعوا تأمينات طيلة أربعين سنة. وما الذي تتوقعه بفوزك بعضوية مجلس النقابة؟ توفير بيئة ملائمة لعودة الأرض الزراعية لعافيتها وتصدير المنتجات الزراعية وان تعود النقابة لمكانتها. ومن خلال جبهة التغيير التي أترشح على قائمتها، نسعى لتوفير الزراعات غير التقليدية، ودعم مشروع المليون ونصف فدان التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي. لماذا يتأخر معاش النقابة؟ موارد النقابة مهدرة، لقد فوجئ الناس بمجلس إدارة النقابة بحصولهم علي قطعة أرض خلف مدينة الإنتاج الإعلامي، وتم وضع إعلان في اليوم الأخير لاستحالة التقدم من الزراعيين للحصول علي مساحة للشراء أمر مؤسف جدا، وكله بالقانون. طُرح المتر في القطعة ب 400 جنيه على سبع سنوات 280 ألف جنيه وتباع بمبلغ 7 ملايين جنيه، وتم تشييد البنية الأساسية من موارد النقابة، والنقابة أصبحت للمجاملات وميزة خاصة لأعضاء المجلس، وليست الدفاع عن الفلاحين. كم تعداد النقابات الفرعية؟ جميع المحافظات بها نقابة للزراعيين وتعد محافظة البحيرة الأنشط زراعيا، فيما تعد المنوفية هي الأنشط نقابيا. ما الدور المنوط به النقابة مستقبلا؟ يجب أن تدعم الدولة النقابة، ليكون لها دورا في حماية الفلاح ودعم أنشطته الزراعية، فدعم الدولة الحالي 2 مليون جنيه فقط. ما مطالبك بالنسبة للعملة الانتخابية؟ أن يتم تنقية كشوف الانتخابات من الموتى فعن طريقهم تزوير الانتخابات النقابية كل عام، وينجح أشخاص بعينهم ويستمرون لفترات طويلة. نريد أن تتدخل الأجهزة السيادية في تنقية الأسماء المرشحة، ويتم استبعاد الأسماء الفاسدة عن طريق الرقابة الإدارية والأمن الوطني. وهل هناك فساد في النقابة؟ هناك واقعة ثابتة أحد الموظفين استولى على مبلغ خمسة ملايين جنيه وهرب، وهذا الشخص معروف جدا. وهناك فساد كبير في نقابة الزراعيين وعندما يعرف ان هذا الشخص استولي علي المبلغ واشتري به شقق تمليك لأقاربه وبعد ذلك مجلس إدارة النقابة لا يقوم بأي إجراء قانوني يصبح الأمر تقنين للفساد. وما المحافظة التي بها كتلة تصويتية كبيرة في نقابة الزراعيين ؟ الغربيةوالمنوفية بسبب الوعي الذي يتسم به الفلاح هناك. من أفضل شخص تولى أمور النقابة؟ العالم الدكتور عبد السلام جمعة رئيس مركز البحوث الزراعية السابق. ما رأيك في تدمير الأراضي الزراعية والبناء عليها؟ هذه جريمة في حق الشعب المصري ؛ فاستقطاع أراضي لحساب المباني أمر في غاية الخطورة، أكثر من مليون فدان دخلت لحساب الغابات الإسمنتية السوداء في مصر. مثلا في محافظة القليوبية تجد أن أكثر الأراضي الزراعية التي كانت تزرع فاكهة تحولت إلي مباني، وهذا خلل من المحليات، وإهمال شديد من المحافظين. وزير الزراعة الحالي يحاول أن يحد من هذه الظاهرة، وبعض أعضاء مجلس الشعب يطرحون عمل غرامات علي هؤلاء المخالفين. مشكلة البناء على الأراضي الزراعية تحتاج لوقفة قوية من الدولة، وفي نفس الوقت توفير أراضٍ للبناء. وكيف يمكن حل هذه المشكلة؟ الظهير الصحراوي هو البديل، الزراعة في الصحراء والبناء في الصحراء، لك أن تتخيل أن طريق مصر إسكندرية الصحراوي اصبح به زراعة أفضل من طريق مصر إسكندرية الزراعي. الطريق به مزارع خاصة لمستثمرين ورجال أعمال بها أفضل إنتاج فاكهة يتم تصديره. وكيف يمكن وقف تجريف الأراضي الزراعية؟ هذه جريمة أيضا، فإقامة مصانع الطوب علي الأراضي الزراعية لا تقل خطورة عن البناء علي الأراضي الزراعية، فالتجريف أيضا يقلص المساحات الزراعية. وقد طرحت في برنامجي الانتخابي إيجاد الطوب الطفلي والطوب الرملي، وهو عمل نظام البلوكات وهو نظام صحي ضد الإشعاع وقد عالجها الراحل العظيم المهندس حسن فتحي في مشروعه مدينة القباب، وهي أفضل من الطوب الأحمر، والطوب الإسمنتي لأنه مجوف من الداخل. وما تصوركم لتجنب إهدار مياه النيل في الري؟ السبيل الوحيد إيجاد شبكة ري كبيرة وهو علاج مكلف ولكنه الأنجح والأفضل، ولحسن الحظ أن الري بالتنقيط والرش وليس بالغمر هو الذي يخرج الزراعات التصديرية، ترشيد المياه يجب أن يكون السياسة القادمة للمسؤولين عن الزراعة في مصر. ما رأيك في مشاريع الاستصلاح الزراعي للشباب؟ للأسف بعض المهندسين الزراعيين يحصلون على الأراضي الخاصة بشباب الخريجين وبعد ذلك يتم تأجيرها للعرب والبدو القربين منها، ولا يقوم بأي مجهود يذكر فيها ولا توجد رقابة علي هذا الأمر إطلاقا ثم يبيعها بعد ذلك وكل ذلك على مرأى ومسمع من المسئولين. ما رأيك في تعامل «الزراعة» مع الجراد في موسمه السنوي؟ الجراد يأتي من السودان في الغالب، وهناك مراكز استشعار عن بعد، ويتم تبليغ الزراعيين بهجمات الجراد الموسمية، وهناك خطط وقائية وهذا لا يحدث كل عام، ووزارة الزراعية لا تقصر في توفير كافة الوسائل للاحتراز من الجراد. ما رأيك في تعامل الوزارة مع المزارع السمكية التي تستخدم مياه ملوثة؟ هذه المزارع خاصة وغير تابعة للوزارة، صحيح أن وزارة الزراعة تشرف عليها لكنها مقصرة. وماذا عن الري من الصرف الزراعي؟ الصرف الزراعي به خلل كبير ويكلف الدولة كثيرا، كيف تسعي الدولة من التخلص من الأرض الزراعية من الملوحة وفي نفس الوقت تروي من الصرف الزراعي؟!. هل أثر التأميم على الرقعة الزراعية؟ التأميم أفاد الفلاح، ولكن بسببه خسرنا مساحات زراعية كبيرة كانت تُستخدم فيها أساليب حديثة، ومالك الأرض الزراعية كان يستطيع التصدير، كنا أفضل بلد في زراعة وتصدير القطن. ختاما ... ما أحلامك لمصر الزراعية؟ زيادة الانتاج الحيواني لمليون ونصف رأس إضافة إلي الثروة الموجودة ، وأن يسترد الريف عافيته، والأفران الريفية تزود الريف بالعيش الفلاحي، وأن يتوقف بيع الدقيق في السوق السوداء، وأن يكون هناك اكتفاء ذاتي من القمح ومن الخضروات وأن يكون هناك تصدير لمنتجاتنا.