تشهد فرنسا غدا الاحد انطلاق الجولة الاولى للانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسي لاختيار مرشح للاستحقاق الرئاسي المقبل والذي سيجرى في غضون مائة يوم. وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط، أنه سيشارك في الانتخابات سبعة مرشحين ضمن ما يسمى "بالتحالف الشعبي الجميل" الذي يضم عددا من أحزاب اليسار ابرزهم الحزب الاشتراكي الحاكم. والمرشحون هم مانويل فالس (54 عاما) رئيس الحكومة السابق وبنوا هامون (49 عاما) الذي عين وزيرا منتدبا مكلفا بالاقتصاد التضامني في 2012 ثم وزيرا للتربية في 2014، وأرنو مانتبور (49 عاما) وزير الاقتصاد السابق في حكومة جون مارك آيرولت (2012-2014)، وفانسان بيون (56 عاما) وزير التربية سابقا في حكومة جون مارك آيرولت (2012-2014) ونائب في البرلمان الأوروبي، وسيلفيا بينال (39 عاما) التي عملت كوزيرة مكلفة بالأعمال الحرفية والتجارة (2012- 2014) ثم وزيرة للإسكان في (2014-2016)، وفرانسوا دو روجي (42 عاما) نائب في الجمعية الوطنية باسم حزب الخضر ونائب رئيس الجمعية الوطنية منذ بداية العام 2016 وأخيراً جون لوك بنامياس (62 عاما) نائب في البرلمان الأوروبي (2004-2014). ويحق لكل فرنسي مهما كانت توجهاته السياسية المشاركة في الانتخابات التمهيدية لليسار شرط أن يكون مسجلا في القائمة الانتخابية وان يسدد يورو واحدا في كل دورة ويوقع على نص يتعهد من خلاله باحترام قيم اليسار وأحزاب البيئة. وتم تجهيز نحو 7350 مكتب تصويت لاستقبال الناخبين على التراب الفرنسي وما وراء البحار من الساعة التاسعة صباحا وحتى السابعة مساء. وكان المرشحون السبعة شاركوا في ثلاث مناظرات تلفزيونية في 12 و 15 و 19 يناير استعرض خلالها كل منهم الخطوط العريضة لسياسته للنهوض بالاقتصاد وتحقيق تطلعات الفرنسيين المعيشية والاجتماعية ، وتعهدوا باحترام نتائج هذه الانتخابات ومساندة المرشح الذي سيفوز بها. وركزت المناظرات على عدد من الموضوعات من بينها اقتراح بنوا هامون بمنح راتب عام أدنى لجميع الفرنسيين لتحسين ظروف معيشتهم وهو ما اثار انتقادات من جانب مانويل فالس وفرانسوا دو روجي وفانسان بيون حيث اعتبروا أن هذه الخطوة ستشكل عبئا كبيرا على خزينة الدولة وستتسبب في رفع نسبة الضرائب . وبرزت خلافات كثيرة بين المرشحين حول عدد من القضايا من بينها استقبال المهاجرين،وانتقد بنوا هامون السياسة التي اتبعتها فرنسا فيما يخص استقبال المهاجرين مقارنة بما قامت به ألمانيا والدول المجاورة لسوريا.واقترح منح ما سماه ب"تأشيرات إنسانية" لكل اللاجئين الذين يودون المجيء لفرنسا هربا من الحروب والعنف، لكن هذا الاقتراح لم يلق مساندة من طرف المرشحين الأخرين. كما تطرق المرشحون الى ضرورة حماية الاقتصاد الأوروبي من المنافسة غير الشريفة، وكانت مواقفهم من الحمائية الاقتصادية مختلفة، حيث رأى جون لوك بنامياس أنه من الضروري أن يراقب الاتحاد الأوروبي حدوده مع الدول الأخرى لمنع المنافسة الاقتصادية غير الشريفة، الا ان فنسان بيون حذر من مغبة الحماية الاقتصادية الكاملة ، معتبرا انها ستمنع الشركات الفرنسية من تصدير منتجاتها داخل أوروبا وخارجها. من جانبه، دعا بنوا هامون دول الاتحاد الأوروبي إلى "فرض سياسة ضريبية وجمركية مشتركة بين جميع دول الأعضاء داخل الاتحاد للحيلولة دون وقع منافسة اقتصادية بين الدول نفسها". على جانب اخر، انتقد فالس مقترح هامون بتشريع تناول القنب الهندي لتجفيف منابع العنف وانهاء تبييض الأموال، وحذر من ان تشريع تناول القنب الهندي، سيؤدي بدون شك لبيع مواد جديدة وخطيرة أخرى في السوق السوداء. فيما أيد جون لوك بنامياس مقترح منافسه هامون، مؤكدا ان "القنب الهندي يستخدم حاليا في بعض الوصفات العلاجية لتخفيف الآلام، وبالتالي يجب تشريعه كما هو الحال في البرتغال وبعض دول أمريكا اللاتينية وبعض الولاياتالأمريكية". كما وجه المرشحون انتقادات لمنافسيهم وعلى رأسهم مرشح اليمين والوسط فرانسوا فيون الذي يريد إلغاء 500 ألف وظيفة في القطاع العام. ودافع مانويل فالس عن قانون العمل الذي اعتمده دون تصويت البرلمان حين كان رئيسا للوزراء بعد اشهر من الاحتجاجات الشعبية و اعتبر انه متوازن ويعطي حقوقا جديدة للعمال ويأخذ بعين الاعتبار بعض الوظائف الشاقة التي يقومون بها. وقد اظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "ايلاب" للدراسات عقب المناظرة الثالثة والاخيرة أمس الأول أن بنوا هامون كان الأكثر إقناعا بالنسبة ل%29 من المشاهدين يليه وزير الاقتصاد الاسبق أرنو منتبور (%28) ثم في المرتبة الثالثة والاخيرة مانويل فالس (%21)..اما بين أنصار اليسار فقط، فحصل هامون على %34 من التأييد يليه مانويل فالس (%24) ثم أرنو منتبور (%23). ويذكر انه الى جانب الخصوم من اليمين فرانسوا فيون والجبهة الوطنية مارين لوبن، سيواجه الفائز في انتخابات الاشتراكيين التمهيدية مرشحين مستقلين هما زعيم اليسار الراديكالي جون لوك ميلنشون ووزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون.