صدر حديثا عن دار ومكتبة حرف للنشر والتوزيع في القاهرة "يَعلَمُ مَا في نَفسي" مجموعة قصصية للكاتبة نعمة الله محمد عبد الغني آل موسى. المجموعة تحتوي على عدد من القصص القصيرة والفصيرة جدا، أطلقت عليها كاتبتها أيضا اسم "مِسبَحَة قصصية" حيث طُعِمَت المجموعة بفواصل شعرية قصيرة وسطور من خواطر بقلمها. المجموعة تهتم بروح المرأة في مراحل عمرية مختلفة .. ترسم ألامها التي تنسج في صمت .أحلامها ومعاناتها في فضاء مجتمع مغلوط المفاهيم إلى حد كبير .. أو تحت وطأة حياة أسرية جريحة انعدمت كل سبل نجاتها على قيد الحياة إلا بالصبر . تحكي الكاتبة كذلك عن المراة المخلصة التي يتعدى اخلاصها دائرة الزوج والحبيب فقط .. تبرز ذلك العمق المنسي في شيخوختها وتلك الافضال التي تنسى لأياديها البيضاء وتسقط بالتقادم . المجموعة وكأنها امرأة تنطق وتهمس وتصرخ في عيون قارئها وكثيرا من الأحيان تدعوه للصبر والصبر فقط وتلهمه الكثير من التعلق بالله . اقتباس من داخل المجموعة؛ "قصة السُكر والظل": إنه في الخلف! .. نعم خلفي .. كيف ظهر فجأة وكيف لم أسمعه؟! توقف بداخلي كل شيء حتى منسوب السكر في عروق حياتي. أهذه أول مرة أشعر فيها بخوف؟ أهذه بدايات المرار في حلق طفولتي وبراءة شعوري .. أين أختبئ أنا وطهر تفكيري ونبضاتي؟!!! أين؟! لم أنتهِ بعد من جرعة الخوف الأولى حتى واتاني بالثانية حين تجرعت أنامله على ظهري تمر ببطء مقزز .. لازلت أذكرهم خمس أصابع في كفه أشعر بهم واحدًا واحدًا كخنجر ناعم خائن حقير.
