قالت مصادر أمنية إن تحريات فريق البحث الذى تم تشكيله برئاسة اللواء خالد شلبى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، لكشف المتورطين فى حادث انفجار عبوة ناسفة ، أمس الأول، بتمركز أمنى بشارع الهرم، والذى أسفر عن استشهاد 6 شرطيين وإصابة 3 آخرين- أشارت إلى أن منفذى الحادث عناصر إرهابية تسكن فى إحدى شقق منطقة الهرم، وهى الخلية الإرهابية نفسها التى حاولت اغتيال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، أثناء خروجه من منزله لصلاة الجمعة بالحى المتميز بمدينة 6 أكتوبر. وأضافت التحريات أن تلك العناصر كانت تسكن بمنطقة المريوطية بشارع الهرم، وتم ضبط 6 أشخاص منهم، والأسلحة ومخزن متفجرات، واعترفوا خلال التحقيقات بحصولهم على أموال من جمعيات إسلامية بالخارج عن كل عملية إرهابية يقومون بتنفيذها ضد جهاز الشرطة، وأنهم تمكنوا من استقطاب عدد من شباب جماعة الإخوان من خريجى كليتى «الهندسة والعلوم» للانضمام للخلية لتصنيع عبوات ناسفة تعمل بدائرة كهربائية لتفجيرها عن بعد. وأكدت التحريات أن العناصر الهاربة من هذه الخلية هم وراء تفجير كمين الهرم، وأنهم كانوا يترددون على مسجد السلام بالهرم وصلوا الجمعة أكثر من مرة داخل المسجد الذى يقع على بعد 8 أمتار من الحادث وراقبوا جيداً توقيت تمركز قوات الأمن. وشنت قوات أمن الجيزة عدة حملات أمنية فى الساعات الأولى من صباح أمس لملاحقة العناصر الإرهابية التى نفذت حادث الهرم الإرهابى، وداهمت مباحث الجيزة بالتعاون مع مباحث الأمن الوطنى، عددا كبيرا من الشقق السكنية المؤجرة فى المناطق المتطرفة من شارع الهرم وفيصل، وقال مصدر أمنى إن الحملة ضبطت عددا كبيرا من المشتبه فيهم بالتورط بالحادث، وجميعهم عناصر إخوانية. وتابع أنه تم تشكيل فريق بحث يضم 30 ضابطاً من قوات أمن الجيزة والأمن «العام والوطنى»، تحت إشراف اللواء هشام العراقى، مدير أمن الجيزة، وتم فحص ملفات العناصر المتطرفة المتهمة بارتكاب أعمال إرهابية واستهداف الكمائن، كما تم إعادة استجواب بعض العناصر، من داخل السجون والتى تم القبض عليها فى حوادث مشابهة من بعد ثورة 30 يونيو للتعرف على هوية المتهمين وأماكن إقامتهم. وذكرت التحريات أن فريق البحث استعان بالكاميرات الموجودة، على واجهة المحال الموجودة بشارع الهرم إلا أنها لم ترصد أى تحركات لمنفذى الحادث، لبعد المسافة بين تلك الكاميرات وموقع الحادث بالإضافة إلى أن كثافة الأشجار الموجودة بموقع الحادث تسببت فى حجب الرؤية. واستمع فريق البحث لأقوال صاحب الكشك المواجه لمكان الحادث، وأقوال عامل المسجد وسكان 25 شقة تقع بالقرب من الحادث وأكدوا جميعهم أنهم لم يشاهدوا أى شخص يزرع عبوة بتلك المنطقة، وقال مصدر بالحماية المدنية إن نوعية العبوة المستخدمة فى التفجير هى نفسها التى استخدمتها عناصر خلية جنوبالجيزة فى تفجير المنشآت الشرطية. وأضاف أن العبوة كانت أسطوانية الشكل موجودة داخل كيس أسود، بداخلها مادة TNT شديدة الانفجار تزن حوالى 6 كجم، . وفى سياق متصل، كشفت تحقيقات نيابة جنوبالجيزة فى الحادث، أن الجناة فجروا العبوة الناسفة عن بُعد، حيث راقبوا تحركات الكمين الأمنى الذى عادة ما يتمركز جوار مسجد السلام بشارع الهرم الرئيسى «كل يوم جمعة»، الأمر الذى ساعد منفذى الحادث على ارتكاب جريمتهم. وقالت مصادر قضائية بفريق التحقيقات إن التحقيقات الأولية أظهرت أن الجناة راقبوا الكمين منذ عدة أشهر، وأن مكان التمركز لم يتغير منذ نحو شهرين، كما أن الكلاب البوليسية لم تمشط مكان الكمين قبل وقوع الحادث للبحث عن أى مواد يشتبه بها.
