طهران : أعلنت السلطات الإيرانية أنها ستبدأ محاكمة سبعة أشخاص ممن يعتنقون "الديانة البهائية" في 12 يناير/ كانون الثاني المقبل بعد توجيه اتهامات إليهم بالتجسس لحساب إسرائيل والإساءة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وارتكاب جرائم دينية. وذكرت شبكة سي ان ان الاخبارية الامريكية أن السلطات الإيرانية كانت قد أعلنت عن موعدين سابقين لبدء محاكمة المتهمين المعتقلين منذ ربيع 2008 وهم خمسة رجال وامرأتين إلا أن الموعدين تأجلا دون أن تتضح أسباب التأجيل. ويتولى محامون من مركز حقوق الإنسان الذي أسسته الناشطة الإيرانية شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام بطهران الدفاع عن المتهمين الذين قد يواجهون عقوبة الإعدام إذا ما أدينوا بتلك الاتهامات. وأكدت عبادي في أغسطس/ آب الماضي عدم وجود أية أدلة مقنعة ضد المتهمين . وتتضمن الأدلة التي كشفت عنها السلطات الإيرانية اتصالات مع أشخاص داخل إسرائيل إلا أن مديرة قسم الشئون الخارجية في "الجامعة البهائية" بالولايات المتحدة كيت بيغيلو قالت إن ذلك يرجع لأن المركز العالمي للبهائيين يوجد مقره الرئيسي في إسرائيل. وقامت سلطات الأمن بتوقيف أحد أفراد هذه المجموعة في مارس/ آذار من العام 2008 في مدينة "مشهد" شرقي إيران ثم اعتقلت الستة الآخرين في مايو/ أيار من العام نفسه من منازلهم بالعاصمة طهران. وقد أثار اعتقال قوات الأمن الإيرانية لزعماء الطائفة البهائية واحتجازهم في أحد سجون طهران موجة انتقادات واسعة وقلقاً لدى أبناء الطائفة، فضلاً عن بعض المنظمات الأمريكية التي تدافع عن الحريات الدينية. وكانت الممثلة الرئيسية لجماعة البهائيين الدولية في الأممالمتحدة باني دوغال ذكرت في وقت سابق أن جريمتهم الوحيدة هي تطبيقهم للعقيدة البهائية. وتقول الجماعة التي ينظر إليها على أنها أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران إن الاعتقالات تعيد إلى الأذهان حملة القمع التي استهدفت البهائيين طيلة عقدين ، مشيرة إلى أن 17 شخصاً من أعضاء مجلسين بهائيين شهدتهما إيران في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي إما اختفوا أو قتلوا. ومن جانبها ، أدانت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية اعتقال البهائيين في طهران ووصفت تلك الاعتقالات بأنها إشارة أخرى على التدهور المتسارع لوضع الحريات الدينية وحقوق الإنسان في إيران. وادعت اللجنة الأمريكية أن السلطات الإيرانية قتلت منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 أكثر من 200 زعيماً بهائياً واعتقلت الآلاف من أتباع الطائفة وطردت أكثر من عشرة آلاف بهائي من وظائفهم. ويبلغ عدد البهائيين حوالي خمسة ملايين على مستوى العالم، منهم 300 ألف في إيران وحدها ، ويزعم البهائيون أن عقيدتهم هي أحدث الديانات المستقلة في العالم وأن محورها الأساسي هو أن الإنسانية هي عرق واحد وجاء اليوم الذي ينبغي أن تتوحد فيه داخل مجتمع كوني واحد ، كما يزعمون أن مؤسس العقيدة بهاء الله (1817-1892) يعد بالنسبة إليهم الأحدث في خط رسل الله الذين جاءوا على مر الزمن .