قال موقع "ميدل إيست أي" البريطاني ، في سياق تقرير له، إن أزمة انخفاض قيمة الجنيه المصري هي عرض للأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تضرب مصر، والأسوأ في هذه الأزمة أن الجنيه لم يصل أدنى مستوياته بعد. وأضاف الموقع أن السنوات الخمس الماضية أضاعت على الشعب المصري نحو 91 بليون دولار ، الأمر الذي اسفر عن ولوج كثير من المصريين في النفق المظلم للفقر، وشكك الموقع في مدى إنفاق هذه الأموال الطائلة في منافذها الصحيحة. وأشار الموقع إلى أن كل الظواهر في مصر تؤكد أن إنهيار الاقتصاد مثل كرة الثلج والتي ستخلف تداعيات خطيرة على الظروف المعيشية للمصريين بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني. ولفت الموقع إلى أن السبب الذي جعل مصر تصوت للقرار الروسي في مجلس الأمن الأسبوع الماضي هو الفوضى المالية التي تعيشها، فمصر ترغب في التحالف مع إيران وروسيا حال توقف الدعم الخليجي لها. وأضاف: ربما ضغطت القاهرة على الرياض لتقديم مزيد من الأموال والدعم. وتابع الموقع: في الواقع لا يمكن لمصر أن تفعل أي شيء في وضعها الراهن،لأن حدة أزمتها الاقتصادية تزداد بشكل لا يمكن ان يتخيله الشعب المصري ، وهي بذلك ليس لديها خيار آخر، غير البحث عن داعمين لها. وألمح الموقع أن تدهور القطاع السياحي كان سببا أخر في اختفاء العملة الصعبة وزيادة حدة الازمة الاقتصادية، وبغض النظر عن أسباب هذا الانهيار ، فقد كان هذا القطاع يساهم بنحو من 7 إلى 11% من الدخل القومي. فوفقا للبيانات الرسمية كان قطاع السياحة يسهم بنحو 20% من العملة الصعبة التي تدخل مصر ، ويعني ذلك أن انهيار هذا القطاع كان سببا مباشرا ورئيسيا لأزمة الدولار وصعوده أمام الجنيه المصري . واختتم الموقع تقريره بالقول إن التغلب على الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تشهدها مصر يكمن بالأساس في محاربة الفساد.