توالت برقيات التعزية الدولية بوفاة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز بالإضافة إلى تنكيس الأعلام في الولاياتالمتحدة كما وصفه البعض بأنه "شريك في صنع سلام الشجعان". وقد أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه لعائلة الراحل شيمون بيريز وحكومة وشعب إسرائيل، مثمنا الجهود التي بذلها بيريز بغية إنجاح التسوية الإسرائيلية الفلسطينية. وأفاد المكتب الإعلامي للكرملين بأن الرئيس الروسي أشار في رسالته إلى أن إسهام بيريز الشخصي في التسوية الشرق أوسطية قدر عاليا في العالم، الأمر الذي تمثل بمنح الرئيس الإسرائيلي السابق جائزة نوبل للسلام. وشدد بوتين على أن بيريز اكتسب، أثناء السنوات الطويلة لعمله في منصبي رئيس الدولة ورئيس الوزراء في إسرائيل، فضلا عن مناصب أخرى، الاحترام الفعلي داخل البلاد وخارجها. أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقد بعث ببرقية تعزية لعائلة بيريز، أعرب فيها عن حزنه وأسفه لوفاة الرئيس الإسرائيلي السابق. ونقلت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية عن عباس وصفه بيريز بأنه كان شريكا في "صنع سلام الشجعان مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء رابين". وأشاد الرئيس الفلسطيني بالجهود الحثيثة التي بذلها بيريز من أجل إحلال سلام دائم، "منذ اتفاق اوسلو وحتى آخر لحظة في حياته". بدوره، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: "إن بيريز لم يستسلم أبدا أمام المصاعب التي واجهتها بلاده ولم يفقد الأمل في إحلال السلام بين إسرائيل من جهة والفلسطينيين والدول المجاورة من جهة أخرى". من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن تعازيه لعائلة بيريز، مشيدا بدور الرئيس الإسرائيلي السابق في التاريخ. وفي غضون ذلك، أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأن مراسم تشييع الجنازة ستجري بمشاركة كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ونظيريه الأسترالي والهولندي مالكولم ترنبول ومارك روته، والرئيسين المكسيكي إنريكه بينيا نييتو والألماني يواخيم غاوك، والأمير البريطاني تشارلز، والملكة الهولندية ماكسيما، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، وزوجته المرشحة لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون وغيرهم من الشخصيات السياسية البارزة، وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ترجح أن يحضر المراسم ممثلون من مصر والأردن وغيرهما من الدول العربية. في الوقت نفسه أعلن قصر الإليزيه في بيان له أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيتوجه الجمعة إلى إسرائيل لحضور مراسم وداع الرئيس الإسرائيلي الراحل بيريز. في حين نقلت بعض المواقع الإعلامية عن مصادر في الفاتيكان، أن البابا فرانسيس الذي عبر عن حزنه العميق لوفاة بيريز، لن يستطيع حضور مراسم جنازة الرئيس الراحل، لأن جدول أعمال الحبر الأعظم يتطلب منه التوجه، صباح الجمعة، إلى جورجيا وأذربيجان بزيارة رسمية. وتوالت برقيات التعزية برحيل بيريز من مختلف زعماء العالم، إذ عبر الرئيس الألماني يواكيم غاوك عن تعازيه الحارة لشعب اسرائيل، إلى جانب المستشارة أنجيلا ميركل التي أشارت إلى أن بيريز" وضع الحجر الأساس لمستقبل مشترك قائم على السلام بين اسرائيل وجيرانها، وبقي وفيا لهذا الهدف حتى النهاية". ووجه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك برقية تعزية الى ريفلين اعتبرا فيها أن العالم خسر بوفاة بيريز "بطلا حقيقيا للسلام"، فضلا عن إشادة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن بيريز "عمل بلا كلل من أجل حل بدولتين يسمح لاسرائيل بالعيش بسلام وانسجام مع الفلسطينيين والمنطقة بأكملها". هذا وبعث رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي برسالة تعزية إلى المسؤولين الإسرائيليين، مشيدا ببيريز الذي لعب دور "الجسر" بين اليابان والشرق الأوسط. وفي بكين، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية على الدور الذي لعبه بيريز في تعزيز علاقات اسرائيل مع بلاده،"وفاته خسارة للسلام في الشرق الأوسط وللعلاقة الصينية الإسرائيلية". في حين لم يصدر أي رد فعل رسمي من أي بلد عربي آخر، بما في ذلك مصر التي كانت أول دولة توقع اتفاق سلام مع الدولة العبرية. وكان الرئيس السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام قد نقل إلى المستشفى بعد إصابته بجلطة دماغية رافقها نزيف شديد، قبل نحو أسبوعين، حيث أُدخل في غيبوبة اصطناعية وتم توصيله بجهاز تنفس اصطناعي لتسهيل العلاج، تمهيدا لخضوعه للتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، حسب بيان مكتب بيريز، وتحسنت حالته قليلا قبل أن تتدهور فجأة. من جهتها أفادت القناة الإسرائيلية الثانية بأن مراسم تشييع الرئيس السابق بيريز ستجرى يوم الجمعة 30 سبتمبر/أيلول، بينما ستتاح للجمهور الخميس فرصة وداع بيريز، الذي تقلد قبل أن يصبح رئيسا لدولة إسرائيل عدة مناصب رسمية مهمة، من بينها وزير الدفاع، ورئيس الوزراء.
