قال أربعة متعاملين في السوق الموازية للعملة في مصر، ل"رويترز"، امس الثلاثاء، إن الدولار واصل قفزاته الشديدة بالسوق السوداء ليصل إلى 13.10 جنيه، مسجلاً أعلى مستوياته منذ يوليو. وأكد مصرفيون بقطاعات الخزانة في البنوك المصرية، أن سعر الدولار في السوق الموازية تسارع بوتيرة لم يشهدها من قبل خلال الساعات القليلة الماضية، وسط تكهنات بخفض وشيك لقيمة الجنيه، وشح واضح في المعروض من العملة الصعبة. وجرى تداول الدولار في السوق الموازية الأسبوع الماضي عند 12.80 جنيه، لكن وتيرة ارتفاع سعر الدولار تسارعت بداية من الأسبوع الحالي، إلى أن وصل يوم الإثنين إلى 12.95 جنيه، قبل خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثم إلى 13 جنيها بعد الخطاب، وبحلول الساعة 1100 بتوقيت جرينتش، بلغ الدولار في السوق السوداء 13.10 جنيه. وتابع متعامل في السوق الموازية: "السعر ارتفع بشدة منذ خطاب الرئيس الذي أكد فيه أن أسعار السلع الرئيسية ستنخفض خلال شهرين بغض النظر عن سعر الدولار". فيما توقَّع ستيفن دايك، نائب رئيس مجموعة تقييم المخاطر السيادية بوكالة موديز للتصنيف الائتمانى، والمسئول الأول عن التصنيف السيادى لمصر، تراوح سعر الدولار أمام الجنيه المصرى بين 10.5 و11 جنيهًا خلال العام المالى الحالى 2016/ 2017. وأضاف، فى تصريحات له على هامش مؤتمر صحفى بالقاهرة، أن خفض الجنيه قد يحمل فى طياته مخاطر وآثار آليمة على المدى القصير، لكن عوائده جيدة على المدى الطويل. وفيما يتعلق بسياسات سعر الصرف قال ستيفن إن إجراء خفض الجنيه سيدعم جذب سيولة أجنبية وتضييق الفارق بين السعرين الرسمى والموازى ويقرِّب من الوصول لسعر موحد للعملة المحلية، مع تأكيده صعوبة تحديد توقيت الوصول لتلك المرحلة. وأشار إلى أهمية الاعتماد فى احتساب قيمة الجنيه على سلة من العملات الأجنبية وليس الدولار الأمريكى فقط، قائلًا: الاعتماد على سلة تضم اليورو والين اليابانى والاسترلينى أفضل ويقلِّل من تذبذبات سعر الصرف. يذكر أن الرئيس السيسي أشار فى خطابه الى أن بلاده تعكف حالياً على تنفيذ برنامج لزيادة المعروض من السلع الأساسية لضبط الأسعار، خلال شهرين، وذلك بغض النظر عن سعر الدولار، وتوفير الغذاء بأسعار في متناول المواطنين قضية سياسية قابلة للانفجار في مصر التي يعيش عشرات الملايين من سكانها على حد الكفاف، وساهم السخط على الأوضاع الاقتصادية في الإطاحة برئيسين خلال خمس سنوات. وقالت بلتون المالية في مذكرة بحثية اليوم تعليقاً على خطاب الرئيس "الجزء الأهم من الخطاب هو عندما أشار الرئيس إلى أن الحكومة ستعزز إمدادات المواد الغذائية الأساسية بأسعار معقولة 'خلال شهر أو اثنين بغض النظر عن سعر الدولار' أمام الجنيه، ومن المثير للاهتمام أن الرئيس شدد على سعر الصرف من خلال تكرار النصف الأخير من الجملة وهي 'بغض النظر عن سعر الدولار'.