زنا المحارم ظاهرة تكررت في الفترة الأخيرة بشكل يثير الاشمئزاز، بعد أن كانت تتمثل في حالات فردية بين الحين والآخر. وفي الوقت الحالي أصبحت أخبار زنا المحارم تنتشر كل يوم دون أن الانتباه إلي أنها كارثة يجب أن نواجهها بكل الطرق الممكنة سواء بالتوعية أو بزيادة الوازع الديني و القيمي في المجتمع.. وإليكم أبرز الحالات التي ظهرت في الفترة الأخيرة: في واقعة من أبشع وقائع انعدام الرحمة والإنسانية تجرد أب من مشاعر الأبوة و الإنسانية إذ أجبر ابنته التي لم تتجاوز عامها الخامس عشر على معاشرته جنسيًا على مدار ثلاث سنوات ودون علم أحد مُهددًا إياها بقتلها حال فُضح أمره. وتجرد عاطل من مشاعر الأبوة وأقدم على معاشرة نجلته لمدة 9 سنوات بمدينة الخانكة في القليوبية، حيث عاد الابن إلى البيت بالصدفة مبكرًا، وفوجئ باعتداء الأب على شقيقته جنسيًا وكان يهددها كل هذه المدة حتى لا تعترف بجريمته وحين تم القبض عليه أنكر كل الاتهامات المتوجهة إليه ولكن الطب الشرعي أثبت تعرض البنت لاعتداءات متكررة من قبل أبيها. انعدام الضمير والأخلاق والدين قالت الدكتورة سميحة نصر أستاذ علم النفس ورئيس شعبة بحوث الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن الشخص الذي يُمارس هذا الفعل هو مريض نفسي قد يكون تعرض لتجارب شخصية جعلت لديه رغبة في الانتقام. وأضافت في تصريحها لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أن السبب الأساسي في هذه الجريمة هو انعدام الضمير والأخلاق والدين، مُشيرة إلى صعوبة علاج هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون هذا النوع من الزنا لأنهم وصلوا إلى مرحلة متدهورة في الخروج عن الأُطر العامة، وقد يحتاجوا إلى فترة طويلة من العلاج تُعالج فيها كل سماتهم الشخصية. القضاء على العشوائيات من جانبها، قال الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن هذه الحوادث تحدث في مناطق العشوائيات والأماكن الفقيرة بسبب معيشة بعض الأسر في غرفة واحدة قد تجمع بين الأم والأب والأشقاء ويستخدمون دورة مياه واحدة وقد ينام الأشقاء بجانب بعضهم مما يؤدي إلى تلاحم أجسادهم فتتحرك غرائزهم ويحدث الزنا هذا السلوك الذي ترفضه كل الأديان السماوية وكل القيم الأخلاقية. وترى "خضر"، أنه للقضاء علي هذه الظاهرة في المجتمع يجب القضاء على العشوائيات نهائيًا والتي تعتبرها مصدر لكل الانحرافات كالتحرش وزنا المحارم وانتشار المخدرات والخيانات الزوجية والوطنية. تعاطي المخدرات سبب بدورها، تعتقد سهير محمد "ربة منزل"،إن تعاطي المخدرات قد يكون سببًا أساسيًا في ذلك،لأن مُتعاطي المخدرات يكون فاقد الوعي مما يجعله يُقبل على أي فعل غير طبيعي، كذلك سوء التربية وانعدام المعايير الدينية والأخلاقية يجعل الشخص غير سوي لا يستطيع التمييز في كيفية إشباع رغباته، وأضافت أنه من الممكن أن يكون هناك تجاوز غير أخلاقي من الطرف الآخر تجعله يفقد السيطرة على نفسه. بينما قالت آية عبد الباسط" 20 سنة "طالبة بكلية الحاسبات والمعلومات إن ظاهرة زنا المحارم من أخطر وأقذر الظواهر التي يمكن أن نراها في أي مجتمع فعندما نسمع عن حادثة اغتصاب أو تحرش نغضب من صاحب هذا الفعل ولكن بالمقارنة بزنا المحارم فالشخص الذي يرتكب هذه الجريمة تجرد من أي إحساس أدمي لأن ربنا خلق في الذكر غريزة ثابتة ناحية بناته ومحارمه بصفة عامة فبالتالي هو تخلص من الغريزة الإنسانية لديه، بالإضافة إلى أننا مجتمع إسلامي شرقي لا يجب أن تنتشر فيه هذا النوع من الحوادث.