ناقش الكاتب الصحفي السعودي عبدالله ناصر العتيبي في مقاله المنشور اليوم بصحيفة " الحياة " اللندنية، أزمة الإعلام السعودي في تغطية الأحداث السياسية الخاصة بالمملكة. وقال أن الإعلام السعودي يغطي الفضاء العربي، ووصوله يتجاوز الإعلام الإيراني بمرات كثيرة، لكن على رغم ذلك ما زال تأثيره لا يتناسب مع حجم انتشاره! فأين الخلل؟ وذكر عدة نقاط لابد الأخذ بها للنهوض بالإعلام السعودي فقال: أولاً... علينا أن نعي أن إعلامنا جزء منا. هو في الواقع يمثل متوسط قدراتنا. هو تماماً مثل اقتصادنا، مثل التزامنا بأنظمة المرور، في مستوى منتخبنا الوطني لكرة القدم. علينا أن ننظر بمنظار الحقيقة ولا نعطي ما نملك من قدرات أكبر من حجمها. ثانياً... ينبغي أن نفرق بين وصول الإعلام ومحتوى الإعلام نفسه. علينا أن ندرك الفرق بين وسيلة الإعلام وما تحمله هذه الوسيلة! "إم بي سي" مثلاً موجودة في كل بيت عربي، لكن هل الجزء الأكبر من مادتها سعودي؟ هل مسلسلاتها سعودية؟ هل برامجها الفنية سعودية؟ هل برامجها الوثائقية سعودية؟ هل تحمل محتوى ثقافياً سعودياً مطلوباً في البيوت العربية؟ عندما كان الإعلام المصري مؤثراً في زمن مضى، كانت مادته مصرية بالكامل فماذا عن قنواتنا الإعلامية التي تصل للجميع مثلما كانت تصل وسائل الإعلام المصرية للجميع قبل عقود! هل مشكلتنا في الإعلام ذاته أم في أجهزة الثقافة ومنصات الفن ومنظمات الفكر التي ليس لديها منتج على الأرض يمكن تسويقه. وأشار أن "إم بي سي" و"روتانا" وغيرها من القنوات السعودية العابرة للحدود مؤثرة بأداتها لكنها بحاجة إلى منصات فكرية وثقافية وفنية فاعلة في البلاد من أجل الوصول الكامل لتغطية عربية مصاحبة بتأثير إيجابي عن السعودية. المشكلة ليست مشكلتها بقدر ما هي مشكلة الفقر في الموارد اللازمة للتأثير. وأوضح أن الخبر في الإعلام السعودي قادر اليوم على الوصول إلى أقصى نقطة في البلاد العربية. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها، لكن ما زلنا نرغب في ما هو أكثر من ذلك. وختم مقاله بالقول، ما زلنا نتمنى أن يكون هذا الخبر مصاحباً بأسلوب حياة كاملة وليس فقط خبراً مكوناً من بضعة أحرف وكلمات! هو مؤثر الآن بالفعل ولو جزئياً، ولطالما أصابت أخبارنا خصومنا في المنطقة بالولولة، لكن تأثيره سيكون مضاعفاً عشرات المرات عندما يكون مسنوداً بالحياة الفاعلة داخل السعودية. إعلامنا الموجه للخارج يتناسب مع موقعنا على الخريطة... هذا صحيح، لكنه فقط يحتاج إلى يد من خارج دوائر الإعلام تسنده وتحمل عنه بعض هواجس الوحدة! نقلا عن صحيفة "الحياة" اللندنية