كشف الكاتب عباس الطرابيلي في مقاله المنشور اليوم الثلاثاء في صحيفة "المصري اليوم"، عن الأسباب التي أدت إلى أرتفاع الاسعار الجنوني للسلع الاساسية في مصر. وبدأ مقاله بقول : "الذين يثورون بسبب ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والأسماك ينسون أن هذه السلع لم تعد تهم كثيراً من المصريين.. خلاص، خرجت من اهتمامات المصريين ولم يعد يهمهم إلا أسعار سلع «تملأ البطن» وتشبع الجوعى.. بأقل الأسعار.. وفى مقدمتها: طبق الكشرى.. وطبق الفول - وساندويتش الفول والطعمية - ولذلك فإن ما يهم الناس، الآن، هو أسعار المواد الخام التى تصنع هذه الوجبات.. وهكذا ثار كل المصريين عندما وصل الفساد إلى سعر الأرز.. والسكر.. والعدس والفول، وللقضية هنا عدة أبعاد". وأضاف أنه بسبب تزايد الاستهلاك - دون إنتاج محلى يغطيه - تعلل صناع الفول والطعمية والكشرى.. وأدعو أن الدولار هو السبب.. وهم محقون. ولكن ماذا يأكل الناس؟ وإذا تعمقنا فى تطور أسعار طبق الكشرى - وأكثره مواد نشوية كاربوهيدرات وأكثر مواد بروتينية «فى العدس مثلاً» نجد العجب. وطبق الكشرى هو الوحيد الباقى الذى يملأ البطن.. ويشبع المصرى الشقيان. هنا أتذكر أن أول طبق كشرى أكلته عندما جئت للدراسة بجامعة القاهرة فى النصف الثانى من الخمسينيات، كان سعره قرشاً ونصف القرش، وكان فى شارع كلوت بك من ناحية باب الحديد. وختم مقاله بعدة نقط تلخص الوضع الحالي بالشارع المصري وهي كالتالي: ■ ■ ولا نقول: كم عمارة بناها ملوك الكشرى والمدمس والطعمية هذه الأيام بعد أن أصبح ثمن ساندويتش الفول جنيهين كاملين.. مع تصغير حجم الرغيف!! وبعد أن أصبح ثمن قرص الطعمية جنيهاً كاملاً، وكنت أشترى عشر طعميات بقرش واحد من الست وهيبة بسوق الحسبة بدمياط، أى كنت بجنية أشترى 1000 قرص.. وهذا هو فرق السعر!! ■ ■ وإذا ناقشت بائع الطعمية رد قائلاً: يابيه شوف حزمة البصل الأخضر بقت بكام.. وكذلك حزمة البقدونس أو رأس الثوم!! وبدونهما لا تأكل طعمية. ■ ■ ابحثوا: لماذا لم تعد مصر أرخص بلاد الدنيا؟.. ولماذا بات المستورد أرخص من الإنتاج المحلى؟.. الإجابة: لأننا شعب لم نعد ننتج.. ولذلك نستهلك أكثر مما ننتج.. وهذا سر الغلاء!! أقصد الوباء!!