بعد مفاوضات ماراثونية، أعلن وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرجي لافروف، امس الجمعة، التوصل إلى خطة لإرساء هدنة في سوريا تبدأ ليل الأحد، تزامنا مع عيد الأضحى الذي يبدأ الاثنين. وأوضح كيري أنه في حال صمدت هذه الهدنة "أسبوعا"، فإن القوات الأميركية ستوافق على التعاون مع الجيش الروسي في سوريا. وأضاف كيري: "الولاياتالمتحدة موافقة على القيام بخطوة إضافية لأننا نعتقد أن لدى روسيا ولافروف القدرة للضغط على نظام الأسد لإنهاء النزاع والذهاب إلى طاولة المفاوضات". وفي حال صمدت الهدنة لمدة أسبوع، فإن واشنطنوموسكو اتفقتا على تعاون عسكري بين البلدين في سوريا. ويأمل الطرفان أن تسمح الهدنة بالحد من العنف وفتح طريق أمام سلام عن طريق التفاوض ثم انتقال سياسي في سوريا، حسبما أعلن كيري في ختام مفاوضات جرت في جنيف. من جانبه، أشار لافروف إلى أن الخطة الروسية الأمريكية "تسمح بالقيام بتنسيق فعال لمكافحة الإرهاب في حلب أولا، كما تسمح بتعزيز وقف إطلاق النار. كل ذلك يخلق الظروف الملائمة للعودة إلى العملية السياسية". وتدعو موسكو منذ فترة طويلة إلى تعاون مماثل، رغم أن الولاياتالمتحدةوروسيا تدعمان طرفين متضادين في النزاع الذي قتل خلاله نحو 300 ألف شخص منذ عام 2011. ومع ذلك، أقر لافروف بأنه لم يكن قادرا على ضمان نجاح الخطة الجديدة "100 في المئة"، خصوصا بعد مبادرة روسية أميركية سابقة حظيت بموافقة الأممالمتحدة في فبراير، لم يطل أمدها وأعقبها ازدياد في العنف. وإلى جانب مكافحة تنظيم "داعش"، اتفق الطرفان على تعزيز العمل ضد جميع القوى الجهادية، خصوصا جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي أعلنت مؤخرا فك ارتباطها بتنظيم القاعدة. وسيبدأ التعاون العسكري بين البلدين في حال صمدت الهدنة، من خلال تبادل المعلومات لتوجيه ضربات جوية، وهو ما كانت ترفضه واشنطن حتى الآن. كما أعلن لافروف عن إنشاء "مركز مشترك" روسي أميركي لتنسيق الضربات "سيعمل فيه عسكرون وممثلون عن أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية لتمييز الإرهابيين من المعارضة المعتدلة". وأوضح وزير الخارجية الروسي "سنتفق على الضربات ضد الإرهابيين من قبل القوات الجوية الروسية والأميركية. وقد اتفقنا على المناطق التي سيتم فيها تنسيق تلك الضربات".