ذكر تحليل إخبارى أن تركيا وجهت تطلعاتها نحو الشرق الأوسط بشكل متزايد فى الآونة الأخيرة بدلا من الغرب فى أعقاب الأزمة الاقتصادية التى تعصف حاليا بالاتحاد الأوروبي واثار تساؤلا هو هل سترفض تركيا الاتحاد الاوروبي قبل ان يرفضها الاتحاد الأوربي؟. ونقلا عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الأزمة الاقتصادية التى تهدد الدول الأوربية بشدة فى الوقت الحالى بالإضافة الى الاضطرابات التي شهدتها المنطقة العربية خلال ثورات الربيع العربي.
والتى مهدت الطريق لتركيا لتمارس نفوذها كقوة إقليمية فى المنطقة ، وقلص من رغبتها فى الانضمام لعضوية الاتحاد الأوربى.
وأشارت الى أن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان كان يطمح منذ توليه لمهام منصبه في عام 2002، فى تحقيق هدف تركيا المنتظر – الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
أشارت الى تركيزه لأهداف حزب " العدالة والتنمية "لتناول القضايا الهامة مثل حقوق الأقليات وتقليص القيود المفروضة على حرية التعبير في تركيا، وذلك للنهوض بالبلاد والارتقاء الى المعايير الغربية .
ولفتت الصحيفة الى أن محاولات تركيا للانضمام للاتحاد الاوروبى كانت تلاقى بعض الشكوك و"الازدراء" من قبل بعض أعضاء الاتحاد الاوروبى، ولذلك قام بعض الأعضاء بدفع المفاوضات نحو طريق مظلم لم يسفر عن شىء .
ونقلت نيويورك تايمز عن ايرول يارار مؤسس مجموعة " رجال الاعمال المحافظين " المقربة من رئيس الوزراء التركى والتى تضم 20 الف شركة تركية قوله:
ان اردوغان كان يتطع الى أن يكون أول زعيم إسلامى محافظ ينجح فى ضم تركيا الى الاتحاد الاوروبى ولكنه تخلى عن تلك الطموحات عقب خيانة القوى الغربية له.
وأضاف يارار أن الاتحاد الاوروبى ليس له اى تأثير على تركيا فى الوقت الحالى، مشيرا الى أن معظم الاترك انتقدوا خطوة انضمام بلادهم الى الاتحاد الاوروبى، تفاديا لوقوعهم فى نفس الفوضى التى تعانى منها اقتصاديات الدول الاوروبية فى الوقت الراهن . وتابعت الصحيفة انه فى ظل تلك الأزمات التى تعصف بالاقتصاد الاوروبى، فإن تركيا فضلت تعزيز علاقاتها فى الشرق الأوسط، وذلك بفرضها عقوبات صارمة على سوريا والتى قد تكون استعدادا لتدخل عسكري محتمل .
وأضافت أن تركيا اكتسبت شعبية هائلة فى منطقة الشرق الأوسط خاصا بعد تجميدها للعلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل اعتراضا على قيام الجيش الاسرائيلي بالهجوم على سفينة المساعدات الانسانية " مرمرة " التى كانت تتجه الى قطاع غزة لاسيما مواقفها المنددة بالتجاوزات الإسرائيلية بحق الفلسطينين .
وسلطت الصحيفة الامريكية الضوء فى ختام تقريرها على تصريحات المسئولين الأتراك الذين أكدوا أن علاقة تركيا مع الاتحاد الاوروبى وصلت الى حالة ميؤوس منها ، وذلك فى خضم الأزمة الاقتصادية الاوروبية الطاحنة ، واحتمالية تولى قبرص رئاسة الاتحاد الاوروبى فى العام القادم .