وصف الدكتور جمال شقرا مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات، ما حدث في تركيا بأنه "مشروع انقلاب جديد"، مشيرا إلي أن تركيا شهدت العديد من الانقلابات العسكرية منذ 1960. وأوضح شقرا من خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح أون" على قناة "أون تي قي" الفضائية اليوم السبت أن الانقلاب جاء كرد فعل نتيجة لتخبط سياسات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مضيفا أن "المؤشرات الأولية تشير إلي قوة الانقلاب العسكري وفي الوقت نفسه نجاح رجب طيب إردوغان في تجييش وتحريك الشارع الوقت ضد قادة الانقلاب، وأن المعركة لم تحسم بعد". وتوقع حدوث صدام ما بالشارع التركي خلال الفترة القادمة وقد يشهد الشارع التركي حرب أهلية، مشيرا إلي تهديدات إردوغان "العنيفة" لمنفذي ومخططي الانقلاب وإظهار مرتكبي الانقلاب لأنفسهم بأنهم متماسكون. وقال: "التاريخ علمنا أن جيوش دول العالم الثالث بتتخلي بتعمل داخل العواصم نتيجة لشعورها بتهدد الدولة"، وتابع: "أنا أتوقع أن نظام إردوغان سينهار وأن كان هناك اختلاف على تحديد المدة الباقية له، وأن محاولة الانقلاب يعد لكمة قوية ستؤثر على مستقبل النظام السياسي في تركيا". وأضاف : "أن إردوغان لن يجد أمامه إلا التسلط واستخدام العنف ضد المعارضين مما سيؤدي إلي انقلاب أخر يطيح به". وذكر أن دول الشرق الأوسط ومصر تترقب نتيجة مشروع الانقلاب نظرا لأن مصر عانت من سياسات إردوغان، موضحا أنه "يشاع أن منفذي الانقلاب يميلون لمصر ويقدرون التغيرات السياسية المصرية مؤخرا". وشكك في أن يغير الرئيس التركي لسياساته ويصبح أكثر مرونة لأن "دراسة شخصية إردوغان تثبت عكس ذلك"، مضيفا أن إردوغان لا يزال متمسك ب"العثمانية الجديدة". وأعلن أن الاحزاب التركية متمسكة ب"الشرعية" خوفا من الدخول في حرب أهلية – على حد قوله. وكانت السلطات التركية قد تمكنت في الساعات الأولى من فجر اليوم السبت من إحباط انقلاب عسكري قام به بعض قيادات وضباط الجيش التركي في محاولة للإطاحة بالرئيس رجب طيب إردوغان مساء أمس الجمعة.