تحل قريبا الذكرى الثالثة لثورة 30 يونيو المجيدة،وكانت قد بدأت شرارتها يوم 5 يونيو 2013 في اعتصام رموز الفنانين والمثقفين أمام وزارة الثقافة حينذاك للمطالبة بإزالة حكم الإخوان والحفاظ على الهوية الثقافية المصرية. وقال السيناريست سيد فؤاد رئيس قناة "نايل سينما" ورئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وأحد منظمي اعتصام وزارة الثقافة - للنشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط -"لقد أخذنا فترة تحضير للاعتصام عقب تعيين د.علاء عبد العزيز وزيرا للثقافة في عهد حكم الإخوان، وخاصة عندما بدأ يأخذ قرارات مضادة للثقافة والهوية المصرية وللحضارة الفرعونية ولفن الباليه وأقال العديد من قيادات المؤسسات الثقافية واستشعرنا الخطر على الهوية الثقافية المصرية، وفقا لوكالة أنباء "الشرق الأوسط". وأضاف أن العديد من الكتاب والصحفيين شنوا حملة ضد وزير الثقافة المتأخون ونظموا بعض الوقفات الاجتجاجية المتفرقة. وقال "اجتمعنا مع زملائي في المسرح المستقل الذي يضم مجموعة من المناضلين الذين شاركوا في ثورة 25 يناير 2011، بالمجلس الأعلى للثقافة وقررنا أن نأخذ موقفا قويا لكى ننقذ الحركة المسرحية وهوية مصر الثقافية من أيدى هذا الوزير الإخواني، وحضر في البداية مجموعة من المسرحيين المستقلين أبرزهم محمد عبد الخالق وعبير على وعزة الحسينى وطارق سعيد وهاني المتناوي، واقترحت تنفيذ مبادرة "احتلوا المسارح" بحيث تأخذ كل فرقة مستقلة مسرحا تقدم خلاله عددا من العروض لصالح الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية" . ولفت سيد فؤاد إلى أن المشاركين اندهشوا من المبادرة ووصفوها بأنها عنيفة وربما قد يرد تنظيم الإخوان عليها بالعنف، فالبعض وافق على الفكرة والآخر تراجع عنها،وتطور الأمر إلى الاعتصام أمام وزارة الثقافة الكائن بحي الزمالك، ووقعنا على بيان صحفي نعلن فيه رفضنا لوزير الثقافة الذي فرضته الفاشية الدينية الحاكمة،والذي بدأ فعلا في خطة تجريف الثقافة الوطنية،وأعلنا استمرارنا في الاعتصام حتى يتولي زمام أمر الثقافة من يتعهد ويؤمن بالحفاظ على قيم التنوع والمواطنة والثراء الذي كان ثمة للثقافة المصرية على مر العصور. ويوم 20 يونيو جاء مستشار الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي وطالبنا بالابتعاد عن الوزارة وفض الاعتصام وهددنا بأن السلفيين سيأتون لمهاجمتنا، وبالطبع رفضنا فض الاعتصام،وذهبت مع الفنان أحمد عبد العزيز والفنان التشكيلي أحمد شيحة وحررنا محضرا بقسم شرطة قصر النيل واتهمنا فيه مؤسسة الرئاسة الإخوانية بتهديد المعتصمين بالعنف، وأصبح الاعتصام مزارا لكل الناس الراغبة في التغيير،وعلقنا لافتة لوزير الثقافة الإخواني علاء عبد العزيز مرتديا السلطانية وتطور الموضوع بمطالبتنا برحيل الرئيس الإخواني محمد مرسي. وحاول فيه تنظيم الإخوان الإرهابي الإساءة لنا بتلفيق قضية ضدنا باقتحام وزارة الثقافة وسرقة مقتنيات منها، وجاء يوم 30 يونيو وقررنا جميعا المشاركة فيه، وانضمت إلى مسيرتنا أعداد هائلة من أهالي الزمالك والمناطق المجاورة بإمبابة والعجوزة، ولهذا كان اعتصام المثقفين هو الشرارة الحقيقية لثورة 30 يونيو التى أزالت حكم تنظيم الإخوان عن البلاد. وأشاد سيد فؤاد باعتصام الفنانيين والمثقفين واعتبره أكبر مسيرة في تاريخ وزارة الثقافة من أجل تحرير الوطن، إلى أن جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان يشعر بنبض الشارع ووضع خارطة الطريق التي أنقذت مصر.