قالت الناقدة الإيطالية "باولا جاندولفي"، أستاذة اللغة العربية بجامعة فينيسيا، إن رواية "كلب بلدي مدرب" للروائي المصري محمد علاء الدين والمترجمة مؤخرًا إلى الإيطالية، إنها تعبر عن معنى أساسي في الحياة البشرية، وهو إعادة اختراع النفس. وأضافت "باولا" خلال الأمسية التي استضافها "كافيه ماكوندو" الثقافي في بيرجامو بإيطاليا، لتقديم الترجمة الإيطالية للرواية الصادرة مؤخرًا عن دار نشر إل سيرينتي بروما، أن الرواية تم الحديث عنها كثيرًا باعتبارها معبرة عن الجيل الذي قام بيناير، وهو ما اعترض عليه، مؤلف الرواية محمد علاء الدين، الذي قال إنه لا يتخيل وجود شخصية "اللول" من أصله، وقد يعبر "عبد الله" –إحدى شخصيات الرواية-بميدان التحرير من باب الفضول أو من باب أنه مخدر تماما. وأضاف: بالفعل تعرضت الأجيال التي قامت بالثورة لما كتبه عن أيام التسعينيات والألفينات، ربما يكون ما قيل في الصحف الإيطالية صحيحا من هذا الباب. ووفق "الأهرام"، لفتت الناقدة الإيطالية إلى ما احتوت عليه الرواية من فصول قصيرة، أسمتها ب"المشاهد" أو "الفلاشات"، التي ترسم في لوحات سريعة مختزلة ومتقنة مشهدًا وافيًا عن قاهرة اليوم وعن شخصيات الرواية، وسألت المؤلف عن سبب استخدام هذا الأسلوب، وهو ما أجاب عليه "علاء الدين" أن موضوع الرواية هو ما طرح أسلوبها، وقال:"هناك مواقف كاشفة، عن عمق الشخصية التي يكتب عنها أو الحدث الذي يتناوله، بالطبع على الروائي أن يحترس كثيرًا من افتراض أن ملاحظة واحدة تقول كل شيء، قد أكون ثرثارًا في الحياة الطبيعية، ولكنك لا ينبغي أبدا أن أكون ثرثارًا في الكتابة". كذلك أشارت أستاذة اللغة العربية بجامعة فينيسيا، إلى أن النفس الساخر في الرواية مختلف عن باقي أعماله، وهو ما رد عليه صاحب "الصنم":"إننا يجب علينا أن نحترس كثيرًا للفرق ما بين الفكاهة والتهكم، قائلًا: "أنا منحاز للفكاهة، ولكن التهكم يعني ضمنًا احتقار من ترمي إليه بكلماتك، وهو ليس منحى عميقًا في الكتابة، لأنه يفترض وجود حقيقة واحدة قياسية نلوم من يخالفها، وندعي أننا مثال عليها، من طرف خفي، بينما الفكاهة تأتي من افتراض وجود سياق، للأسف نفترض دائما وجود سياق، وحال مخالفته يكون الأمر باعثًا عن الفكاهة. وأضاف: في أيام الثورة، قد نكون في المستشفى مصابين، وحالتنا في غاية السوء، ولكن يسترعي انتباه أحدهم أن هناك ممرضة جذابة بينما هو غارق في دمائه، هذا هو مخالفة السياق المفترض، وهي الفكاهة، من أجل ذلك لا أؤمن باليوتوبيا ولا بالديسوتوبيا، في غمار الحروب يمكنك أن تجد فكاهة وضحك. وضرب علاء الدين مثالا بما يفعله الشباب المصريين على شبكة الإنترنت في غمار الظروف السيئة التي تمر بها البلاد، قائلا: يمكنك أن تكتب عن الديسيوتوبيا من وجهة نظر شخص، غالبا هو مكتئب ومحطم نفسيًا، وهذا هو جمال وعمق الموضوع، في رؤيته للعالم بينما هو كذلك، لكن كحالة عامة في جماعة ما فهذا هو ما لا أؤمن به. مضيفًا: بعيدًا عن هذا التوضيح نعم، لقد سمت لنفسي بأن أكون أكثر فكاهة من الكتب التي ألفتها سابقًا، ربما كنت ألمح للفكاهة قبل ذلك في أعمالي، وتبدت فعلا خاصة في مجموعتي القصصية المعنونة ب"الحياة السرية للمواطن م"، ولكنه في "كلب بلدي مدرب" تركت للفكاهة المجال تماما، بحيث أصبحت جزء لا يتجزأ من الكتاب.