الإعلام الصيني يهتم بالشأن المصري والثقافة الفرعونية زيارة الرئيس الصيني لمصر عمقت روابط المحبة والصداقة المصرية الصينية يجب تطوير الأدوات الإعلامية حتى تتواكب مع ما يشهده العالم من تكنولوجيا اكد أحمد عبد العزيز سلام الخبير في الشأن الصيني والمستشار الاعلامى المصرى السابق فى الصين أن منتدي السلام الدولي الذي اقيم تحت رعاية مصرية صينية هام جدا في هذا المنعطف التاريخي للعلاقات بين البلدين والمنطقة . وأشار الى ان الصين قدمت مجموعة من المنح للتعاون في مجالات الإعلام والتعليم والثقافة بين الجانبين ، ضمن المشروعات التي تم التوقيع عليها مؤخرا أثناء زيارة الرئيس الصيني لمصر والتي وصلت لحوالي 23 اتفاقية بين الجانبين . وفيما يلي تفاصيل الحوار : متى بدأت العلاقات المصرية الصينية؟ نحن نحتفل هذا العام بمرور 60 عاما على بدء العلاقات المصرية الصينية، وهي علاقات ممتدة عبر التاريخ لأكثر من ألفي عام كانت بدايتها طريق الحرير والذي مر بالإسكندرية وكانت العلاقات بين البلدين متواصلة دون انقطاع أبدا، وازدادت في الفترة الأخيرة من خلال زيارة الرئيس السيسي خلال العامين الماضيين للصين بالإضافة إلى زيارة الرئيس الصيني لمصر هذا العام. وكيف ترى منتدى السلام للشرق الأوسط الذي عقد مؤخرا فى القاهرة ؟ هو خطوة هامة لما تشهده منطقة الشرق الأوسط من صراعات وما تعانيه بعض الدول العربية من مشكلات اللاجئين، فمؤسسة دعم السلام للشرق الأوسط المقيمة للمنتدى تحاول أن تكون جزءا من حل مشاكل اللاجئين ، مثلا هناك مشروعات لإقامة العديد من المدارس في المنطقة لتستوعب اللاجئين خاصة السوريين. هل هي مدارس للاجئين أم مشاريع لإعمار سوريا والمناطق المتضررة جراء الحرب؟ المنظمة لديها العديد من المشروعات بينهما مشروع المدارس، لكنها تدعو إلى التنمية والسلام في منطقة الشرق الأوسط من خلال إقامة العديد من المشروعات الاستثمارية فهناك خطة لعقد منتدى استثماري لتنفيذ العديد من الاستثمارات في المنطقة وستستضيفه المملكة العربية السعودية خلال ديسمبر من العام الجاري. ألا يعد ذلك تدخلا بشكل مؤقت أو غير مباشر في الشأن العربي؟ لاشك أن الصين دولة عظمى ولا يستهان بها الآن وتمارس الكثير من الأدوار خاصة كونها عضوا أساسيا في الأممالمتحدة وتسعى للتواجد بشكل جيد وتحاول المساعدة في حل مشكلات الشرق الأوسط ، ولكن دون استخدام القوة العسكرية فهي دائما تسعى للنواحي الاقتصادية والاستثمارية وتحاول حل المشكلات من ذلك الجانب وأهم المشروعات التي تسعى لها الآن ما يطلق عليه "طريق الحرير" الجديد الذي يسعى للتواصل الاستثماري والاقتصادي مع جميع دول العالم بما فيهم منطقة الشرق الأوسط. وهل يمكن أن يتدخل المنتدى لحل مشكلات الوطن العربي الداخلية مثل العشوائيات في مصر؟ أتصور أنه في حالة نجاح هذه المؤسسة في الدخول إلى مشكلات الشرق الأوسط ربما يأتي بعد ذلك في مراحل متقدمة تعمل على مساعدة الدول في تنمية ونمو بشكل أفضل مما هو عليه الآن . هل يمكن أن تهتم هذه المؤسسة بدعم النابغين من الطلاب أو النشء المصري في تعليم اللغة والثقافة وتبادل الزيارات بين المصريين والصينيين في كافة المجالات؟ الصين قدمت مجموعة من المنح للتعاون في مجالات الإعلام والتعليم بين الجانبين وهذا ضمن المشروعات التي تم التوقيع عليها مؤخرا في زيارة الرئيس الصيني، وبالفعل يتم تبادل الخبرات الإعلامية من خلال الصحف والمجلات وكافة وسائل الإعلام ، كما يقوم عدد كبير من المصريين بزيارات للحصول على دورات تدريبية في الصين تحت إشراف اتحاد الإذاعة والتلفزيون ونقابة الصحفيين، أما ما يخص التعليم تتولى مسئوليته وزارتي التعليم والثقافة. وعن التواصل مع الإعلام الصيني ونشر رؤى بعض الكتاب هناك فيما يخص قضايا الشرق الأوسط ؟ هناك اتفاقيات بين المراكز البحثية مثل مركز الأهرام ومركز بحث الشرق الأوسط في شنغهاي، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المواقع الصينية وقناة تلفزيونية تبث باللغة العربية، فالصين تسعى للتواجد في المنطقة بشكل أفضل وربما يكون التقصير من طرفنا. ننتقل إلى ما يخص الجانب الإعلامي المصري .. ألا ترى أن هناك قصورا في التعامل مع الإعلام الغربي للتعريف بقضايا مصر؟ نحن نمر بظروف وفترة صعبة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو ، لكن هناك مجهودات عديدة من خلال وزارة الخارجية والمكاتب الإعلامية التابعة للهيئة العامة للاستعلامات المصرية المنتشرة في بعض الدول وتسعى للتعريف وتوضيح الصورة بحقيقة المشاكل وطرق حلها. وكيف ترى دور الإعلام الإلكتروني في دعم مثل هذه القضايا وتناولها في المراحل السابقة والراهنة؟ لا أحد يستطيع إنكار حقيقة أن الإعلام الإلكتروني أصبح الآن أداة مهمة جدا فيما يخص سرعة تناول المعلومة والخبر، ولكن ربما ينقصه الدراسات والأبحاث فقد تسعى بعض المواقع إلى نشر بعض الدراسات لكن لابد من التعاون بشكل أوسع للعمل على حل العديد من المشاكل التي تعاني منها المنطقة خاصة إذا ما تكلمنا عن مصر، فنحن لدينا مشكلة في الإعلام بشكل عام سواء المتلفز أو المقروء أو الإلكتروني نظرا لعد تحري الدقة والصدق في المواد المتداولة. الهيئة العامة للاستعلامات كان لها دورا في فترات سابقة في الثمانينيات والتسعينيات وكانت تدعم الإعلاميين بالتقارير والكتب والسلاسل المترجمة.. لماذا اختفي دورها حاليا؟ دور الهيئة لم يختف مطلقا ، فلها دور هام جدا لكن الأساليب والإعلام ووسائل التواصل الحديثة اختلفت وأصبحت سريعة جدا، فالهيئة لديها موقع إلكتروني تضع عليه الترجمات للكتب والدراسات والأبحاث التي تقوم بإعدادها ، لكن يجب أيضا أن تتطور الأدوات التي نستخدمها حتى تتواكب مع ما يشهده العالم من تطور تكنولوجي في مجال الإعلام.