وصف الإعلام الكوري الشمالي الرسمي الزعيم كيم جونج أون أمس الأربعاء بأنه "الشمس الساطعة للقرن الحادي والعشرين" مع اقتراب البلاد من الإنتهاء من الاستعداد لمؤتمر نادر للحزب يعتبر تتويجاً رسميا للزعيم الشاب. وتشمل الاستعدادات للاجتماع الذي يعتبر الاول من نوعه منذ نحو 40 عاماً، تعبئة البلاد بأكملها خلال حملة استمرت 70 يوما انتهت الاثنين. ويفتتح المؤتمر الجمعة ويتوقع ان يرسخ مكانة جونج أون كقائد اعلى بعد اكثر من أربع سنوات من توليه السلطة عقب وفاة والده كيم جونج ايل. وذكرت صحيفة "ردودونغ سينمون" الناطق الرسمي باسم الحزب الحاكم، ان المؤتمر المقبل هو حدث "مقدس" سيكرم انجازات كيم سواء مشاريع البنية التحتية او تطوير صواريخ بالستية تطلق من غواصات. وقالت الصحيفة ان هذه انتصارات حققتها البلاد من خلال النضال الوطني ضد العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد بسبب برنامجها النووي، وضد تهديد التدريبات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية المشتركة والانتقادات الدولية لسجل البلاد في حقوق الانسان. ووصفت الصحيفة ترسانة البلاد النووية بأنها "سيف ثمين"، وقالت ان الأسلحة هي "كنز السعادة التامة الذي سيضمن عدداً من الامور في العقود المقبلة". وانتشرت تكهنات تدعمها صور أقمار اصطناعية، بأن كوريا الشمالية تستعد لإجراء تجربة نووية خامسة قبيل المؤتمر او حتى خلال المؤتمر لتأكيد مزاعمها بأنها قوة نووية حقيقية. وذكرت وزارة شؤون الوحدة الكورية الجنوبية الاربعاء انه "فيما يتعلق بالتحضيرات، فإن كوريا الشمالية قادرة على اجراء تجربة في اي وقت تريده". وأجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الرابعة في يناير تلاها اطلاق صاروخ بعيد المدى وعدد من التجارب الصاروخية الاخرى. ولم تكن جميع التجارب ناجحة حيث فشلت في الاسابيع الاخيرة ثلاث جهود منفصلة لتجربة صاروخ باليستي متوسط المدى جديد وقوي قادر على ضرب القواعد الأمريكية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ. ودعت بيونج يانج الاعلام العالمي لتغطية المؤتمر، إلا انها لم تكشف الكثير عما يمكن أن يتم الاعلان عنه خلال المؤتمر. ولم تؤكد رسميا المدة التي سيستغرقها المؤتمر. وتحدثت مواقع اخبارية للمنشقين الكوريين الشماليين في سيول لها مصادر في كوريا الشمالية عن تشديد الاجراءات الامنية في بيونج يانج في الأسابيع الاخيرة، حيث فرضت قيود مشددة على دخول العاصمة والخروج منها. ونقل موقع "ديلي ان كاي" عن مصادر قولها ان "اي شخص يتسبب في مشاكل مع السلطات خلال الاعداد للمؤتمر يعامل على انه متمرد سياسي ويعاقب طبقا لذلك". إلا ان الاعلام المحلي انشغل خلال الحملة التي استمرت 70 يوما في نشر قصص عن تضحية الافراد. فقالت صحيفة "رودونج سينمون" ان زوجين مزارعين تبرعا بمواصلة العمل خلال يوم زفافهما، بينما اصرت حارسة امنية على التوجه إلى عملها بعد يوم من وفاة زوجها. ويعتقد بعض المراقبين ان جونج اون سيستغل المؤتمر لتأكيد اكتمال نظام الردع النووي والإعلان عن تحويل التركيز إلى تنمية الاقتصاد.