يوم الحشر، زحام شديد على محال بيع اللعب والتسالي بشوارع المنوفية ليلة العيد (صور)    الرئيس السيسي يشكر خادم الحرمين وولي العهد على حفاوة الاستقبال ويشيد بتنظيم مناسك الحج    ترامب: زيلينسكي أعظم تاجر بين كل السياسيين الأحياء وسأوقف دفع ملياراتنا له    الجثث تفحمت ليلة العيد، مصرع 9 أشخاص في احتراق "باص" يقل مسافرين وسط اليمن (فيديو)    تمنتها ونالتها.. وفاة سيدة قناوية أثناء أداء فريضة الحج    باكية.. ريهام سعيد تكشف عن طلبها الغريب من زوجها بعد أزمة عملية تجميل وجهها    قبلها بساعات.. تعرف على حُكم صلاة العيد وما وقتها وكيفية أدائها    تعرف على سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك    متلازمة الصدمة السامة، ارتفاع مصابي بكتيريا آكلة اللحم في اليابان إلى 977 حالة    93 دولة تدعم المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة جرائم إسرائيل    «السواق كان لوحده».. كواليس انقلاب ميكروباص في ترعة المريوطية    طقس أول أيام العيد.. أمطار وعواصف تضرب الوادي الجديد    من عائلة واحدة.. استشهاد 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على رفح الفلسطينية    موعد مباراة المقاولون العرب وطلائع الجيش في الدوري المصري والقنوات الناقلة    موعد مباراة إنجلترا وصربيا اليوم في أمم أوروبا يورو 2024 والقنوات الناقلة    دعاء لأمي المتوفاة في عيد الأضحى.. اللهم ارحم فقيدة قلبي وآنس وحشتها    موعد صلاة عيد الأضحى المبارك في القاهرة والمحافظات    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الاحد 16 يونيو 2024    «الموجة الحارة».. شوارع خالية من المارة وهروب جماعى ل«الشواطئ»    أثناء الدعاء.. وفاة سيدة من محافظة كفر الشيخ على صعيد جبل عرفات    إقبال متوسط على أسواق الأضاحي بأسيوط    قبل صلاة عيد الأضحى، انتشار ألعاب الأطفال والوجوه والطرابيش بشوارع المنصورة (صور)    تأسيس الشركات وصناديق استثمار خيرية.. تعرف علي أهداف عمل التحالف الوطني    غرامة 5 آلاف جنيه.. تعرف علي عقوبة بيع الأطعمة الغذائية بدون شهادة صحية    «التعليم العالى»: تعزيز التعاون الأكاديمى والتكنولوجى مع الإمارات    الحج 2024.. السياحة: تصعيد جميع الحجاج إلى عرفات ونجاح النفرة للمزدلفة    تشكيل غرفة عمليات.. بيان عاجل من "السياحة" بشأن الحج 2024 والسائحين    أنتم عيديتي.. كاظم الساهر يهنئ جمهوره بعيد الأضحى المبارك (فيديو)    شذى حسون تطرح أغنية «بيك تحلى» في عيد الأضحى    الدعم العينى والنقدى: وجهان لعملة واحدة    كرة سلة.. عبد الرحمن نادر على رأس قائمة مصر استعدادا للتصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس    مش هينفع أشتغل لراحة الأهلي فقط، عامر حسين يرد على انتقادات عدلي القيعي (فيديو)    استقبال تردد قناة السعودية لمشاهدة الحجاج على نايل سات وعرب سات    أدعية للمتوفى في عيد الأضحى    عاجل.. رد نهائي من زين الدين بلعيد يحسم جدل انتقاله للأهلي    طريقة الاستعلام عن فاتورة التليفون الأرضي    أماكن ساحات صلاة عيد الأضحى 2024 في مكة.. تعرف على موعدها    ملخص وأهداف مباراة إيطاليا ضد ألبانيا 2-1 في يورو 2024    عاجل.. عرض خليجي برقم لا يُصدق لضم إمام عاشور وهذا رد فعل الأهلي    عاجل.. الزمالك يحسم الجدل بشأن إمكانية رحيل حمزة المثلوثي إلى الترجي التونسي    ريهام سعيد تكشف مفاجأة لأول مرة: محمد هنيدي تقدم للزواج مني (فيديو)    اتغير بعد واقعة الصفع، عمرو دياب يلبي طلب معجبة طلبت "سيلفي" بحفله في لبنان (فيديو)    أنغام تحيي أضخم حفلات عيد الأضحى بالكويت.. وتوجه تهنئة للجمهور    تزامنا مع عيد الأضحى.. بهاء سلطان يطرح أغنية «تنزل فين»    خوفا من اندلاع حرب مع حزب الله.. «أوستن» يدعو «جالانت» لزيارة الولايات المتحدة    «المالية»: 20 مليون جنيه «فكة» لتلبية احتياجات المواطنين    إلغاء إجازات البيطريين وجاهزية 33 مجزر لاستقبال الأضاحي بالمجان في أسيوط    شيخ المنطقة الأزهرية بالغربية يترأس وفداً أزهرياً للعزاء في وكيل مطرانية طنطا| صور    إعلام عبرى: صافرات الإنذار تدوى بمستوطنات فى شمال إسرائيل    اندلاع مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال فى جنين ورام الله    إقبال وزحام على محال التسالي والحلويات في وقفة عيد الأضحى المبارك (صور)    للكشف والعلاج مجانا.. عيادة طبية متنقلة للتأمين الطبي بميدان الساعة في دمياط    بمناسبة العيد والعيدية.. أجواء احتفالية وطقوس روحانية بحي السيدة زينب    حلو الكلام.. لم أعثر على صاحبْ!    فحص 1374 مواطنا ضمن قافلة طبية بقرية جمصة غرب في دمياط    وزيرة الهجرة: تفوق الطلبة المصريين في الكويت هو امتداد حقيقي لنجاحات أبناء مصر بمختلف دول العالم    رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصرى بعيد الأضحى المبارك    10 نصائح من معهد التغذية لتجنب عسر الهضم في عيد الأضحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور كمال حبيب ل "محيط": الدولة لن تستغني عن الإخوان.. وسيناء وصلت لإدارة التوحش
نشر في محيط يوم 09 - 04 - 2016

لا نستطيع أن نهمل حسن البنا في السياق الاجتماعي والتاريخي
هناك قطاع في الجماعة يميل إلى العنف
تطبيق قاعدة "من لم يكفر الكافر فهو كافر" تضلل الناس
حركة النهضة لها مصادر متعددة وكتب راشد الغنوشي شاهدة على ذلك
لي مشروع فكري عن الحركات الاجتماعية سوف يري النور قريبا
يمثل مشروع مراجعات الإسلاميين جزء من أفكار وأطروحات المفكر الإسلامي الدكتور كمال حبيب، وهو اليوم يدعو التيار الإسلامي كله وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين للخروج من ضيق التنظيمات السرية إلى أفق الأمة المفتوح.
ويؤكد "حبيب" أن معيار التجديد لأي حركة أو تنظيم يقوم على أساسين الأول هو أن يكون شائعا بين أبناء الأمة جميعا وليس موجها لفئة أو طائفة أو جماعة منها، والثاني هو أن يكون ذلك الاجتهاد للأمة وليس في مواجهتها.
وللدكتور كمال حبيب عدة مؤلفات تناول فيها الفكر الإسلامي والتنظيمات الجهادية، كان آخر ذلك كتاب "أزمة الحركة الإسلامية في مصر.. قراءة جديدة في الأفكار والتحولات".. عن الإخوان ومستقبلهم في مصر ومؤلفاته، ومواضيع هامة أخرى كان لنا في شبكة الإعلام العربية "محيط" هذا الحوار..
تناولت أزمة الحركة الإسلامية في كتابك الجديد.. فماذا عن أزمة الدولة بتعاملها مع الحركة الإسلامية؟
أنا لم أتناول أزمة الدولة ولكن تناولت أزمة الحركة الإسلامية الآن، نحن لم نعد نتحدث عن حركات عنف معروفة ومحددة مثل الجماعة الإسلامية والجهاد كما كان الأمر في التسعينيات، ولكن أصبحنا نتحدث عن بزوغ لاتجاهات عنف داخل حركات كانت مركز الاعتدال في السابق مثل حركة الإخوان المسلمين.
مع الزميل عمرو عبد المنعم
تقول إن الإخوان كانت مركز الاعتدال.. فماذا حدث لها؟
نعم.. هي حركة يحتمل أن تذهب إلى العنف، هناك قطاع في الجماعة يميل إلى العنف، ويستخدم مصطلحات سلفية جهادية مثل دفع الصائل، وهو مصطلح جديد لم يستخدمه حسن البنا و لا سيد قطب، وأسس على أثر تلك المجازفات الحركية الداعية للعنف حركات مثل كتائب حلوان، والعقاب الثوري وهي لها صلة قريبة جدا من الإخوان، هذا فضلا عن "نداء الكنانة" الذي يعكس مراهقة علمانية ممن وقع على البيان لأنه حكم على طوائف بالكامل في الدولة المصرية ممن اعتبرهم داعمين لمنظومة الدولة المصرية واعتبرهم جميعا مقصودين بالقتل والاستهداف.
وهنا نقلة كبيرة من فكر أهل السنة والجماعة الذي لا يحكم على طوائف بالكامل بحكم جزافي إلى فكر خوارجي أقرب لأفكار الطائفة الممتنعة التي تتبناها السلفية الجهادية خاصة الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد قبل مراجعتهما، وهذا تأسيس لمواجهة مع الدولة والمجتمع، والانتقال مما أطلق عليه الإسلام المشارك إلى الإسلام المواجه.
ما هي قصة هذا الانتقال؟
انتقل الإخوان إلى الإسلام المواجه والوقوف أمام النظام بالدعوة للخروج عليه، وهي إحدى أزمات الإخوان الآن، وعلى سبيل المثال قبل الثورة المصرية كنت من المتفائلين بأن تكون تحولات الحركة الإسلامية في مصر ناحية الجماهير وتبني مشاكل المجتمع وحلها.
أما الآن فنحن نرى حركات اجتماعية مغاضبة ومفارقة لمجتمعها وتسعي للنيل منه، وتتبني فكر اقرب إلى الخوارج، وليس شرطًا أن تتبني عقائد الخوارج في اعتبار العمل هو الإيمان ومن ثم تكفير الناس بأدنى المعاصي، أو تكفير الحكام والنظم السياسية، وإنما تبني أفعالهم على المستوى الحركي، وتخرج على الأمة "برها وفاجرها" وتهدد مصالحهم واستقرارهم وأكل عيشهم وتقلبهم في معاشهم وحياتهم.
ما هي هذه المفاهيم المخالفة؟
فكرة التنظيمات وعقد الولاء والبراء عليها هي السبب، بحيث يحل الإسلام في التنظيم الذي يمثل كهنوتا مقدسا كما لو كان كنيسة كاثوليكية، ويصبح كل عضو في هذا التنظيم يعقد الولاء والبراء على الانتماء لذلك التنظيم، وهذا يشكل جوهر الأزمة.
كذلك تجويز الكذب واستخدام الأدوات البرجماتية وغير الأخلاقية لتحقيق مصالح التنظيم فيما أطلقنا عليه "التدين الحركي"، وهو تدين بشروط التنظيم وليس كما يوجبه الإسلام، وهنا يجب أن تراجع الحركة الإسلامية مقولاتها الحركية التي أصبحت من المسلمات عندها.
مراجعة الأدبيات أم الأفكار؟
مراجعة الفكر الحركي، فا لشريعة والمذاهب المعتبرة لدى الأمة والتي أصبحت جزء من ثقافتها، تأتي هذه التنظيمات بقواعد من الفقه الشرعي والأصولي وتستدعيها إلى الفقه الحركي الذي يعبر عن اجتهاد تلك التنظيمات وحدها وتقدمه كما لو كان شريعة واجبة على كل المسلمين. مثل كلام شكري مصطفى زعيم جماعة المسلمين المعروفة إعلاميا بالتكفير والهجرة عندما استدعى قاعدة "من لم يكفر الكافر فهو كافر"، "وهي قاعدة صحيحة في شأن من نص القرآن على كفره مثل فرعون وقارون وهامان، وأبي لهب"، لكنه استخدمها لتكفير المسلمين الغافلين، فكان يقول مثلا هل تكفر فلانا الذي يكفره هو؟ فالطبع يقول من يطرح عليه ذلك السؤال الصعب لا أكفره!!، فيأتي لواحد آخر ويقول له هل تكفر فلانا الذي لا يكفر ذلك الذي نكفره وسألناه عن حاله، وهكذا يدور في دورة تكفير عبثية ذات طابع صبياني!!
كذلك قاعدة " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، وهذا مصطلح أصولي لا يختلف فيه مسلم، وهو الواجب ا الشرعي كالصلاة لا تتم إلا بالوضوء فحكم المتمم للواجب له نفس حكمه الوجوبي، أما التنظيمات فإنها توجب الجماعة والبيعة والولاء والبراء وتعتبرها شروطا للإسلام ومعاقد للإيمان، وهنا يصبح التنظيم مصدرا لتشريعات لم يأذن بها الله.
لكن ما هو رأيك في اعتباران أفضل الجماعات على الإطلاق هم الإخوان؟
هم ينزلون شروط الجماعة المسلمة بخصائصها في العصر النبوي على جماعة الإخوان المسلمين كما قال سعيد حوي في كتابة "المدخل لجماعة الإخوان المسلمين"،. وقال: إن حسن الهضيبي وعمر التلمساني لهم بيعة في أعناقنا، والحديث يقول " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"، وهنا ادخلوا الناس في مساحات من التدين الحركي الذي يوجبه التنظيم ولم توجبه الشريعة.
فمن المعروف أن المسلم هو من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، يثبت له بها عقد الإسلام، بيد إنهم يضيفون إليها الجماعة والبيعة والإمارة، وهنا أصبحت تلك المعاني جزءً من شروط الدخول للإسلام، والولاء والبراء على أساسها ولا يصح إسلام المسلم إلا بها، وهذا تزيد وابتداع لم يأذن به الله.
فلو رجعنا إلى الأصل فالإسلام لم يوجب سوى قول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ليثبت لك الإسلام،لأن معناها القبول والاستسلام لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم جملة وعلى الغيب، ولم يعرف عن النبي أنه اشترط أكثر من ذلك.
هل تتوقع أن تتحول الحركة من المراجعة إلى المواجهة مرة أخرى وتعود لمربع الصفر؟
الحركة الإسلامية قبل الثورة والتي كنت أبشر بأنها حركة اجتماعية سلمية تلتفت لمطالب الناس الاجتماعية والاقتصادية، وتنتقل من المواجهة إلى المشاركة، وتجادل مجتمعها حول قضاياه كافة وتتخذ طابعا مدنيا وإنسانيا، وتنتقل من الهامش إلى المركز، وتبني تيارا رئيسيا حول رؤيتها وموقفها وقضاياها، إذا بها بعد وصولها للسلطة تتنكر لتلك الوجوه المبشرة وتسفر عن وجه آخر يخيف ولا يطمئن، يستحوذ ولا يشارك، يحيف ولا يعدل، يسرع ولا يتمهل، يقطع الأدبار والأرحام ولا يصلها.
يؤثر موقف جماعته وفريقه وعشيرته ولا يزن مصالح الجماعة كلها والأمة جميعها، وهو في كل ذلك لا يملك خطة واضحة ولا موقفا رشيدا متريثا، كل ذلك جعل الحركة تنتقل من المراجعة والهدوء إلى المواجهة والإجلاب والأصوات العالية والفرقعات المدوية وأحاديث الأماني والآمال والخرافة، ومن هنا نعود مرة أخرى إلى الحديث عن المراجعة.
ما المفروض أن تراجعه جماعة الإخوان المسلمين؟
علاقة الجماعة بالعنف هذا هو أهم ما يجب أن تراجعه، فخطاب البنا فيه إشارات لذهاب لعنف حين يقول للمتعجلين حين يكون منكم ثلاثمائة كتيبة فسوف أخوض بكم البحر وأرغم أنف كل جبار عنيد". وحين يتحدث في رسالة التعاليم يتحدث عن البيعة والجماعة والطاعة وغيرها فإنه يفتح الباب واسعا لتأسيس جماعة في مواجهة مجتمعها.
وهنا حين يطرح حسن البنا، وكيف نتعامل معه وما الذي نأخذه منه أو تدعه، لا نستطيع أن نهمله في السياق الاجتماعي والتاريخي والفكري لمصر، ولكن ما يعد اجتهادا شائعا له بين الأمة جميعا ويناقش مشاكلها جميعا نأخذه منه، على سبيل المثال كتاب "مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي" ناقش فيه البرلمان والأحزاب وغيرها من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فعندما أتكلم عن تطور الفكر السياسي المصري اخذ هذا الكلام أساسيا في هذا الطرح.
لكن عندما يتكلم ويقول: أيها الإخوان المسلمون إن لكم إسلاما هو إسلام الإخوان، فهذا اعتبره فكرا تبديديا وليس تجديدا.
كذلك نأخذ من حسن البنا أيضا كتابه "الله في العقيدة الإسلامية " وكتاب "المأثورات"، وهو ككتاب الأذكار للنووي. أما حين يتجه خطابه لتقسيم الناس واعتبار الإخوان دون بقية المسلمين جماعة ذات إسلام مخصوص أو أنها الجماعة المصطفاة، فهنا أتوقف ولا آخذ منه هذا النوع من الاجتهاد أو الفكر الذي يؤسس لتقسيم الأمة وتهديد هويتها واستقرارها، أما ما يعد اجتهادا شائعا للناس جميعا فنحن نأخذه ونناقشه.
ألم تحاول شرح هذه الأمور للإخوان قبل ذلك؟
حاولت أكثر من مرة فالإخوان تنظيم عقدي وكتبت عن ذلك دراسة عنونتها "حركة النهضة في تونس والإخوان المسلمين في مصر" البنية التكوينية للإخوان في مصر عقدية وهو يحاول أن يظهر وجه سياسي ولكنه مغاير للحقيقة، وفي الواقع نجده متصلب في التعامل مع الواقع، بينما حركة النهضة لها مصادر متعددة وكتب راشد الغنوشي تدل على ذلك فنجدهم استوعبوا تجربة السودان والانفتاح على الثورة الإيرانية، والانفتاح على التقاليد المالكية المذهبية والمقاصد، والانفتاح على الجزء العقلاني في الفكر الإسلامي كمناهج المعتزلة.
وعندما ضغط على حركة النهضة في الممارسة السياسية كان لهم مقولة مشهورة، قال الغنوشي: "أن أكون معارضًا في الداخل خير من أن أكون مسجونا أو مهاجرا في المنافي"، ولذلك ترك السلطة ورئاسة الحكومة، وبقي رقما صعبا ومهما في السياسة التونسية فله ممثلوه في البرلمان وله وزراؤه في الحكومة، وهو يدفع بشكل عقلاني نحو تحول ديمقراطي متدرج دون انقلاب بشكل كامل على العملية السياسية.
التنظيمين والذين عملوا بالتجارة والبيزنس احد تجليات أزمات الحركة الكبيرة في مصر، فعالم الأشياء عندهم يفوق عالم الأفكار فلما انتقلوا إلى السياسية عاملوها بمنطق الأشياء فاخذ يبيع ويشتري ويحشد الأنصار فكان السقوط المدوي.
لا يوجد مفكرون عند الإخوان المسلمين، لكن يوجد قدرات تنظيمية ضخمة ذات طابع حركي مغلق، وعندما تتعامل في التجارة مثل خيرت الشاطر فإنها تنتقل للسياسة لتتعامل بنفس المنطق، فهو يتعامل بمنطق الأشياء في منطقة تعامله فيها يجب أن يكون بمنطق الأفكار.
ألا ترى في الأفق نوعا من المراجعة عند جماعة الإخوان المسلمين؟
لابد من هذا.. لما حدثت أزمة الستينيات من التوقف والتكفير والهجرة والاعتزال، اخرجوا كتاب "دعاه لا قضاه" لحسن الهضيبي، تجده يختلف عن كتابات حسن البنا، هو كتاب ذو بعد سلفي تحدث عن قضايا عقدية وطرح فيه أسئلة وأجوبة عليها. الكتاب أيضا يناقش أفكار أبو الأعلى المودودي لكنه في الحقيقة يرد على أفكار سيد قطب، فيناقش وهذ اهو الجانب الباطني في الحركة أو الجانب السري فهي تريد أن تستخدم سيد قطب فيما بعد في وقت الحاجة إليه.
هل تعتقد أن التاريخ يعيد نفسه مع الإخوان؟
نعم.. لقد تم فصل أحمد عبد المجيد ومجموعة القطبيين رغم اعتبار أنفسهم جزءً من الجماعة، والآن يفصل محمود عزت ومن معه من يختلف معهم وهم بالعشرات، أسلوب الفصل والطرد والملاحقة والاستغناء والاستعلاء حرم الجماعة من طاقات ضخمة وكبيرة، كما أن التكلس وسيطرة الكبار وسطوتهم يحرم الجماعة من تجديد أبنائها وأفكارها، ويكفي أن الجماعة لم تسمح بأي صوت للإصلاح والتطوير داخلها، وكان تعامل بقسوة كل من يختلف مع التيار التنظيمي المتحكم في مفاصل الجماعة ومقدراتها.
أفرجت السلطات عن مجموعة من قيادات الجماعات الإسلامية مؤخرا.. كيف ترى مشهد الإفراج عنهم.. هل هناك صفقة؟
لا توجد صفقة، هؤلاء سنهم كبيير ولا يعبرون عن تيار يمثل تحديا للدولة، وهو تحسين للوضع الحقوقي في الخارج، والدولة تحاول أن تجد صيغة للتفاهم وتمد حبل مع الإسلاميين القابلين للعيش وفق الصيغة التي يتكيفون بها معها.
كيف تدير الدولة صراعها مع الكيانات الغير معترف بها؟
على الدولة أن تعي أن الإخوان استنفذت كل الأدوات وكل المقولات في مواجهتها مع الدولة مثل كسر الانقلاب والشرعية و المظاهرات والحرائر، والدولة أيضا نفس القصة أمامها أزمة اقتصادية ولديها مشاكل كبيرة في الإدارة والاجتماع، بجانب العنف والإرهاب في سيناء، وحين تصبح الدولة قوية واثقة من نفسها فإنها يمكن أن تفكر في فتح الباب لتلك الجماعات للدخول ضمن الكيانات المعترف بها، وأظن لو حلت الدولة مشاكلها الاقتصادية سوف يكون هناك صيغ تفاهم مع الإخوان ومثل هذه الكيانات لكن بشروط الدولة المصرية.
كيف ترى حل أزمة الإرهاب في سيناء؟
هناك جزء به مشاكل في سيناء وصل لإدارة التوحش كما يطرحه أبو بكر ناجي، فما يقرب من 22 كيلو شرق الشيخ زويد حتى رفح، السيطرة عليها بشكل كامل يبدو صعبا، كل ذلك له صلة بالوضع الإقليمي والتحدي الموجود في رفح غزة وصعود التيار السلفي الجهادي بها، وتحدي "داعش" في سوريا والعراق وليبيا.
بيد إن ضربات العالم لداعش في سوريا والعراق وإدراكهم هذا التنظيم يمثل خطرا على سوف تؤدي لتراجع خطره وإن كان سيبقي مرتبطا بحل الأزمات الكبرى في البلدان العربية التي تواجه مخاطر فشل الدولة.
ما هي أخر مؤلفاتك؟
كتاب "أزمة الحركة الإسلامية في مصر"، وقبلها هاتف الخلافة للقيادي السابق أحمد الرجال من تحريري وتقديمي وتحقيقي، وهناك بعض الكتب لم تنشر حتى الآن مثل الدين والدولة في الدولة العثمانية" ، وعندي كتاب تحت الطبع اسمه "الحركات الاجتماعية.. رؤى مقارنة بين الغرب والإسلام"، وعندي كتاب آخر لم يطبع اسمه "الحركة الإسلامية من المراجعة إلى المشاركة" ، كنت كتبته وظننت أنه لم يعد له معنى بعد وصول الإسلاميين للسلطة، لكنه مهم الآن بعد عودة الإسلاميين مرة أخرى للمراجعة والمشاركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.