اكتشفت توازي الحداثة بمصر والمجتمع الغربي إذا تحالف أهل النفوذ مع السلطة حلت الكارثة حكومة أمريكا أيضا تخفي حقائق عن مواطنيها! محمد علي غيّر تركيبة المجتمع المصري أين اختفى مغاربة مصر بعد عصر إسماعيل ؟ المصري والأمريكي متشابهان اجتماعيا التقيت بالشيخ شاكر على الورق يرى المؤرخ الأمريكي بيتر جران أستاذ التاريخ المصري الحديث بجامعة تمبل أن ما يمر به المصريون من تحولات تتشابه كثيرا مع ما يمر به المجتمع الأمريكي، ليس في الناحية الاجتماعية فحسب بل والسياسية أيضا! بيتر جران يقول أنه لاحظ جذورا للرأسمالية في مصر في القرن الثامن عشر وتحدث عنها، وهذا يعني أن المجتمع قد تطور وصولا للرأسمالية قبل دخول الفرنسيين، وقد طور نفسه بنفسه، مما يؤكد أن الرأسمالية كان بإمكانها الظهور خارج أوروبا على عكس ما يؤكده دعاة الحداثة العربية باننا استوردناها من الغرب في الأساس . قام جران بكتابة ثلاثة كتب هامة بقراءة التاريخ المصري الحديث، وهي "الجذور الإسلامية للرأسمالية: مصر"1760-1840 (1979)، "ما وراء المركزية الأوروبية" (1996)، و"صعود أهل النفوذ" (2009) . على هامش سيمنار التاريخ السنوي بالجامعة الأمريكية ، التقته شبكة الإعلام العربية "محيط " .. السطور التالية تحمل التفاصيل بعد كتابك "الرأسمالية الإسلامية" قيل بأنك امتداد لمدرسة شاكر، هل أفدت منه بدراستك؟ لم ألتق الشيخ محمود شاكر صاحب كتاب "رسالة في الطريق إلي ثقافتنا" ، ولكن دراسته شكلت منهجي في كتاب "جذور إسلامية رأسمالية مصر "1760-1840" لقد اكتشفت انه يسيرعلي نفس المنهج الذي عملت عليه وخاصة عندما تعرضت للشيخ مرتضي الزبيدي وهو يعتبره من المجددين . وبقاء الإسلام كدين كان مرهونا بعملية التجديد ، وهي كانت فرضية بالنسبة لي ، خطوات الحداثة في مصر وبواكيرها كانت هي نفس خطوات الحداثة في الغرب وفي الكتاب كنت منشغلا بحكايات الحداثة مراحل حدوث الحداثة في مصر . وأنا مهتم في كتاباتي بتاريخ مصر الحديث والمعاصر مثلا عن عصر الخديوي إسماعيل وما يليه وعن بدايات الحداثة في مصر كيف يمكن حدوثها بعد الحرب العلمية الأولي وما قبلها . هل تواجه كمؤرخ مشكلات بأمريكا ؟ نحن كمؤرخين نعاني،أرشيف الأمريكيين مغلق منذ 50 عاماً، والوثائق لا تتاح لنفس الأسباب التي لا تتاح الوثائق لأجلها في الدول العربية، فكما في العالم العربي لا يريدون الإفصاح عن كل ما لديهم ، لا تريد الحكومة للأمريكيين أن يعرفوا شيئاً، المجتمع الأمريكي قريب الشبه بالمجتمع المصري وما يحدث الأن في بعض المناقشات في مصر يحدث داخل أمريكا أيضا وخاصة على المستوى الاقتصادي ومعاناة الناس اليومية . وهل تحجم النخب الأمريكية عن قراءة الدور المصري ؟ نعم هناك معارضة لي في بعض ما أكتب عن دور مصر التاريخي ؛ معظم المفكرين في أمريكا ولا يتحدثون عن البلاد الأجنبية نحن في مرحلة انفصالية فكرية غير منفتحين علي الأجانب الآن . ما الذي لفت نظرك بخصوص الدراسات التاريخية المصرية هذا العام ؟ الكتاب الهام «المغاربة فى مصر خلال القرن الثامن عشر» والذي يرصد تاريخ العائلات ذات الأصول المغربية الممتد من العصور القديمة إلي عصر الخديوي إسماعيل والكتاب ويرصد دور العائلات المغربية فى الاقتصاد المصري كخلية اجتماعية اقتصادية متحركة. الكاتب للمؤرخ حسام عبد المعطي ومن خلال حياة شخص نرى المجتمع ، لقد شكل مجتمع المغاربة في مصر نوعا من النفوذ والتواجد ، وعندما جاءت حكومة "محمد علي " غيرت تركيبة المجتمع المصري لذلك نجد ان المغاربة في مصر بعدما يقرب من خمسين عاما اختفوا تماما، والسؤال الآن أين ذهبوا ؟ لقد كانوا في عصر إسماعيل أقوياء وبعد خمسين عاما من عهد محمد علي اختفوا !. هل ننتظر ترجمة كتابك الحديث "صعود أهل النفوذ" ؟ نعم . سوف يترجم إلي العربية بالمركز القومي للترجمة ، وفيه أطرح صعود أهل النفوذ كتفسير محتمل لتطوير نظام العالم الحديث، وسبق أن قدمت محاضرة بهذا العنوان العام الماضي بعنوان "صعود الغرب أم صعود أهل النفوذ، مشكلة غير محلولة لدى المؤرخين " المشكلة في أصحاب نفوذ يمتلكون ويحافظون على ثرواتهم في مواجهة من لا يملكون. ورأس المال يبحث عن الربح، والسؤال دوما يكون هل الحكام في خدمة الطبقة الغنية أم الطبقة السفلى؟. إن أساس الرأسمالية الحقيقي هو النهب والسرقة ، بل وهو أساس في عصرالاستعمار، و الأفراد هم المسئولون علي هذا النهب ، لأنهم شركاء في الرئاسة وقدموا خدمات بذلك لأهل النفوذ . في مصر مثلا أهل النفوذ الذين تمتعوا بعلاقة جيدة مع السلطة الحاكمة استفادوا كثيرا من قانون الإصلاح الزراعي الذي أصدره الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر،و النظام السابق في مصر والذي ثار المصريون ضده كان مبنيا على الظلم والاستبداد. في كتابي أتتبع فكرة أن الرأسمالية بتطبيقها الجشع زادت ثراء طبقة بعينها على حساب الفقراء الذين ازدادوا فقرا وألما . و تحالف أصحاب النفوذ مع أصحاب السلطة يؤسس لعمليات من النهب المنظم يتعرض لها العالم الآن.