كشف مصدر كنسي، عن أن لجنة الأديرة بالمجمع المقدس اجتمعت، أمس السبت، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، لبحث أزمة دير وادي الريان في الفيوم، بعد رفض الرهبان للاتفاق الأخير الذي رعاه الأنبا أرميا، الأسقف العام للكنيسة، والمهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية. وكان رهبان الدير منعوا شركة المقاولون العرب المسؤولة عن شق طريق «الفيوم - الواحات» وحرق أحدهم "لودر" مملوكا للشركة، كما قام الرهبان ببناء سور حول بعض الأراضي لعرقلة المشروع. وقال المصدر إن البابا غاضب بسبب رفض الرهبان للاتفاق الذي جعل عيون المياه ضمن أراضي الدير ويقنن وضعه، دون إلحاق أضرار بالموجودين فيه، ووصف الاتفاق ب«الجيد جداً»، وأكد تبرؤ الكنيسة من الرهبان. وتابع المصدر أن البابا كرر كلامه في مؤتمر المغتربين بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، الجمعة الماضي، قائلا: «أعتز بديري وإخوتي الرهبان لكن عندما أجد خطأً في طريق الرهبنة أو الأديرة لا يصح أن أسكت عليه، وأنا بحكم منصبي، الرئيس الأعلى للأديرة والرهبنة، وعندما بدأت مشكلة منطقة وادي الريان، بأن ناس اشتغلوا بدون معرفة الكنيسة برغم ادعائهم علمها واستولوا على أرض ليست ملكهم، والشواهد على ذلك كثيرة، فهل هذه الأمور تناسب تصرفات رهبان، والرهبنة يقال عنها الفقر الاختياري». ونقل عن البابا، قوله: «المساحة التي وضع الرهبان أيديهم عليها 13 ألف فدان، ومساحة دير السريان الأثري فدان وربع فقط، وكذلك الأنبا بيشوي، وبعد ذلك تم إنشاء سور وفصل عيون المياه الموجودة». وأضاف البابا: «إنهم يدعون أن هذا دير، وهو ليس ديرا ملك لله وليس تابعا للكنيسة، وعندما استدعى المسؤول وهو راهب له أكثر من 40 سنة فى الرهبنة، وأقول له: "اجعل المكان يعيش في سلام".. يرد عليّ أعجب رد: "أنا لا أسمع غير كلام المسيح".. وبذلك فهم خرجوا عن نطاق الكنيسة ونطاق الدولة وفى هذه الحالة يبقى الدولة تتصرف معاهم». وأستطرد: «رفض هؤلاء الرهبان كل الحلول وأنا شخصياً صبرت عليهم إلى أقصى درجة، فهذه الأزمة بدأت في أكتوبر 2014 وانتهت في مارس 2016، هذا المكان ليس ديرا والساكنون فيه ليسوا رهبانا حتى لو لبسوا الزي الرهباني»، محذراً الأقباط من زيارة المكان أو التبرع له. وأكمل البابا حديثه: «أوجه كلامي للجميع، كل مكان الكنيسة لم تعترف به أو يكون به ملحوظات على مكانه، لا يصح زيارته بأي صورة من الصور، ولا التواجد فيه ويكفي أن المكان مبني على كسر الطاعة». وقال المصدر إن الراهب اليشع المقاري سبق أن أرسل خطابا لرهبان الدير للسماح بشق الطريق وقبول الاتفاق الأخير، لكن عناد بعض الرهبان منعهم من الاستماع لمدبرهم الروحي، وهناك خطوات للاعتراف بالدير، وهي أولاً وجود تجمع رهباني ووجود مدبر روحي ومستندات تثبت ملكية الأرض المقام عليها الدير، وبعد ذلك تقوم لجنة الأديرة والرهبنة بزيارة المكان وكتابة تقرير للمجمع المقدس ليعترف بالدير أو لا. ولفت المصدر إلى أن الطرق البديلة التي يطرحها الرهبان للطريق لا يمكن تنفيذها، حيث تم عرض الدراسات على الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق بجامعة عين شمس، والذي كان نقل الطريق الرئيسي 1200 متر، لتدخل عيون المياه داخل نطاق الدير. وفي السياق نفسه جددت نيابة إبشواي، أمس السبت، حبس ماهر عزيز حنا، الراهب المشلوح الذي كان يسمى «بولس الرياني»، 15 يوماً على ذمة التحقيق في الاتهامات الموجهة له بمقاومة سلطات وحرق لودر مملوك لشركة المقاولون العرب.