طلبت كوريا الشمالية، أمس الاربعاء، من مجلس الأمن أن يجتمع لإدانة المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة. وأكد الممثل الدائم لكوريا الشمالية في الأممالمتحدة جا سونج نام، في رسالة إلى مجلس الأمن، أن هذه المناورات السنوية «تشكل تهديداً خطراً ضد كوريا الشمالية، وكذلك ضد السلام والأمن الدوليين، ما يستدعي النظر فيها في صورة عاجلة من جانب مجلس الأمن». وأضاف السفير الكوري: «نتيجة لذلك، أطلب وضع مسألة المناورات العسكرية المشتركة على جدول أعمال المجلس، وعقد جلسة طارئة للمجلس». وكانت كوريا الشمالية قدمت طلبات عدة في هذا الشأن سابقاً، إلا أنها ذهبت أدراج الرياح. وفي هذا السياق، تضيف الرسالة أنه إذا كانت هذه هي الحال مرة أخرى «فهذا يظهر أن (المجلس) لم يكتف فقط بالتخلي عن مهمته الأساسية، وفقد صدقيته الدولية، بل أصبح أيضاً أداة سياسية في يد قوة واحدة»، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. وبدأت القوات الكورية الجنوبية والأمريكية في 6 مارس الجاري، مناورات مشتركة هي الأكبر التي تنظم في شبه الجزيرة الكورية، وهددت كوريا الشمالية بالرد عليها بهجمات نووية «عشوائية». ودائماً ما تثير هذه المناورات السنوية بين واشنطن وسيول الحليفتين توتراً بين كوريا الشماليةوكوريا الجنوبية. في الأثناء، فرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بهدف زيادة عزلة قادتها بعد تصرفات بيونغيانغ الأخيرة التي اعتبرتها واشنطن وحلفاؤها استفزازية. ويجمد الأمر التنفيذي الذي أصدره أوباما، أمس، أي ممتلكات للحكومة الكورية الشمالية في الولاياتالمتحدة ويحظر تصدير البضائع من الولاياتالمتحدة إلى كوريا الشمالية. ويسمح أيضا للحكومة الأمريكية بأن تضيف إلى القائمة السوداء أي أفراد، سواء أمريكيين أو غير أمريكيين، يتعاملون مع القطاعات الرئيسة لاقتصاد كوريا الشمالية. وقال خبراء إن العقوبات الجديدة توسع في شكل كبير الحصار الأمريكي ضد بيونغج يانج. وأجرت كوريا الشمالية تجربة نووية في 6 يناير وفي 7 فبراير الماضيين، وأطلقت صاروخاً قالت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها إنه إستخدم تكنولوجيا محظورة للصواريخ الباليستية. لكن بيونج يانج قالت إنها أطلقت قمراً اصطناعياً للاستخدام السلمي. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن «الولاياتالمتحدة والمجتمع العالمي لن يسمحا بأي نشاطات محظورة في المجال النووي أو الصواريخ الباليستية، ونحن سنواصل فرض أعباء على كوريا الشمالية حتى تتقيد بالتزاماتها الدولية». وعلى رغم عقود من التوترات، فإن الولاياتالمتحدة لم تفرض حظراً تجارياً شاملاً على كوريا الشمالية على غرار الحظر الذي فرضته على ميانمار وإيران. ويسمح للأمريكيين بمبيعات محدودة إلى كوريا الشمالية، على رغم أنه في الواقع العملي فإن مثل هذه التجارة محدودة جداً.