يسعى الكثير من الباحثين إلى ابتكار أساليب وطرق متنوعة للنهوض بالمستوى التعليمي فى الدولة، ورغم كل الجهود المبذولة من قبل بعض المؤسسات التعليمية والمدرسين فى اعتمادهم على أساليب حديثة فى التعلم مثل العصف الذهني والبحث، إلا أن أغلبهم لم يتطرق إلى تعريف التخصصات أو المجالات التي تكون أكثر ملائمة بالنسبة للطلاب في مستقبلهم، وهو ما أهتمت به مؤسسة "بناء الأجيال" إلى جانب بعض الاهتمامات الأخرى. المؤسسة الإلكترونية تقدم مجموعة من الخدمات المتنوعة للأبناء من سن الروضة وحتى الجامعة فهى تساعدهم على كيفية بناء شخصيتهم كذلك تساعد الطلاب فى المرحلة الثانوية أو ما قبل الجامعة على معرفة أى التخصصات أكثر ملائمة لهم، وتتعامل المؤسسة مع مؤسسات تعليمية أخرى، ومدارس وجامعات مقابل اشتراكات خاصة وحتى الآن تتواجد المؤسسة فى المملكة العربية السعودية ومصر فقط. أن تبدأ وفي بالك النتائج النهائية التي تريد أن تصل إليها، يعني أن تبدأ بفهم واضح للوجهة التي تسير نحوها، وللنتيجة التي تسعى إليها، محدّدًا موقعك الحالي، محاولاً تجسير الفجوة بين الواقع المنظور والناتج المأمول، تلك كانت كلمة المؤسس دكتور غسان محمد الصديقى، وهو من أكثر الشخصيات المهتمة بالتعليم فى المملكة العربية السعودية حيث قام بالعديد من الاستشارات التعليمية والدورات التدريبية فى جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومصر وماليزيا. ويتشكل المحور الأساسى فى عمل مجموعة بناء "بناء الإنسان"، ومن هنا جاء اسم المجموعة، وذلك منذ مرحلة الطفولة (الروضة) إلى مرحلة اكتمال نضجه (الجامعة) وفق منظومة تربوية متكاملة تتمثل فى :(رسم الاستراتيجية الشخصية - تحديد التخصص وبناء مهارات سوق العمل - بناء عناصر النجاح - اكتشاف المواهب والقدرات - بناء الشخصية - بناء القيم). وتتمثل الخطوة الأولى لبناء الأجيال، رسم استراتيجية شخصيتهم وتسليحهم بالسمات الشخصية المتميزة، وكذلك تتمكن المؤسسة من اكتشاف المواهب والقدرات ومن ثم تحديد التخصص الملائم وإصقال الطالب بمهارات سوق العمل ليتمكن من التميز فى عمله. وتتم العناية بالإنسان من خلال 3 منظومات (التشخيص - البناء - التقويم) فمن خلال الموقع الالكترونى لمؤسسة بناء تستطيع اجتياز اختبارات تُحدد للكبار والصغار للتعرف على سماتك وصورتك فى التعلم كمتدرب، كما يقدم مجموعة من البرامج التربوية. العديد من الخبراء والمهتمين بالتعليم أشادوا بمؤسسة بناء، قال عنها الدكتور عبدالرحمن اليوبي مدير جامعة الملك عبدالعزيز المكلف، "يدرب هذا البرنامج الطالب على اكتشاف ميوله وربط هذه الميول والقدرات بالتخصص المناسب". وأضاف أن اختيار التخصص المناسب للطلاب له أثر كبير فى حياته الحاضرة والمستقبلية فهو قرار مصيرى حاسم يحدد مستقبله، ويرسم له معالم النجاح أو الفشل، ففى الوقت الذى نجد بعضا من طلابنا غير متأكدين من التخصص الذى يريدونه والوظيفة التي يريدون أن يعملوا بها، وينظر الكثير منهم إلى الدراسة الجامعية على أنها شئ ينبغى أن يفعلوه بعد أن ينتهوا من الدراسة الثانوية، ويحتار كثيرون فى اختيار تخصصهم، ويلجأ بعضهم إلى تغييره فى وقت ما ويستغرق لذلك وقتا أطول للتخرج". فيما أكد الدكتور عبدالمنعم الحياني عميد شؤون الطلاب بجامعة الملك عبدالعزيز، أنه لا شك أن برنامج "اختبار تخصصك المناسب" يحمل فى طياته تدريبا فعالا لطلبنا على مهارات تحديد الأهداف والتخطيط للمستقبل وعمليات اتخاذ القرار، وهو بذلك بشكل عام لا مهما ومساعدا للطلاب فى اختيار التخصص فحسب، بل وفى مساعدتهم على النجاح فى الدراسة والحياة ، وهو ما بدأنا نلمس ثمراته وننعم بنتائجه ومتطلعون لأبعد من ذلك". الدكتور رشدى جمال تاج وكيل عمادة شؤون الطلاب الخريجين بجامعة الملك عبدالعزيز، أكد أن البرنامج تجربة مهمة في مجالات التربية والخبرة المستقبلية، وتعاون ناجح أثمر عن برنامج متكامل يهدف إلى مساعدة الطالب في اختيار تخصصه المناسب بناء على سمات الطالب وميوله واتجاهاته الوظيفية". الخبير التربوي الدكتور عبدالرحمن حبيب، قال إن مثل هذه البرامج تساعد الطلبة في اختيار التخصص الذي يناسب قدراتهم وميولهم وتطلعاتهم المستقبلية وخصائصهم المهنية بأسلوب علمي ومنهجي وبالتالي يساعد في ضمان نجاحهم في السنة التحضيرية وتميزهم بإذن الله غدا فى سوق العمل". وأضاف، "نتمنى أن يكون هناك تطبيق مماثل لتلك الفكرة هنا فى مصر، وتطبيق فعال للنهوض بالمستوى التعليمي ككل، فمن خلال معرفة قدرات وإمكانيات كل طالب نستطيع توجيهه والأخذ بيده إلى بداية طريق مستقبله الصحيح، وبذلك ننهض بالمجتمع ككل".