شهدت قاعة "كاتب وكتاب " ندوة لمناقشة كتاب "التعليم والثورة " لمؤلفته الدكتور إلهام عبد الحميد بمشاركة كل من الدكتور شبل بدران الخبير التربوى والدكتور كمال مغيث الخبير التربوى . أوضحت "عبد الحميد" مؤلفة الكتاب أن الواقع تجاوز وزارة التعليم نظرا لأنها شهدت تراجعا كبيرا على المستوى التعليمى والثقافى، الأمر الذى أدى إلى هجر الطلاب لمدارسهم وفصولهم ، مؤكدة أن كل هذا يحدث فى وقت نحتاج فيه إلى فلاسفة، وأشخاص على مستوى كبير من الوعى ، وهو الأمر الذى لا يمكن أن يحدث فى ظل تراجع عملية التعليم. وأضافت: العملية التربوية تفتقد إلى فكر المشاركة المجتمعية والتربية المدنية وهو الأمر الذى يؤدى إلى التعامل مع الآخر سواء كان فكرا مختلفا أو مجتمعات أخرى بشكل سىء من خلال استبعاده أو تجاهله. لافتة إلى أن كل القضايا المطروحة داخل الكتاب كانت نتيجة التواصل مع عدد كبير من الشباب وورش عمل مستمرة لاستيضاح الواقع والمأمول وإحداث نقلة نوعية للتعليم والثقافة فى مصر . أما الدكتور شبل بدران الخبير التربوى فأوضح أن التعليم دائما مايكون بوابة للتقدم ، ومحمد على حينما أراد أن يحقق نهضة فى مصر بدأ بالتعليم من قبل حتى أن يركز على بناء الجيش، وذلك من خلال تعليم مدنى حديث، حتى دول أسيا التى تقدمت أهتمت بالتعليم ودول أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية كل هذه الدول اهتمت بالتعليم فى البداية لتحقيق النهضة، ونحن فى مصر كانت لدينا تجربة فى الماضى القريب بالمشروع القومى لمجانية التعليم عقب ثورة يوليو ، واضاف أن التعليم لم يتغير بعد ثورة 25 يناير عنما كان عليه قبلها نظرا لعدم تواجد مشروع واضح المعالم للإرتقاء بالتعليم ، وعدم وجود رغبة لدى القيادة السياسية، وكل ما يحدث من تطوير هو مجرد تغيير صور بصور أخرى وتغيير صورة زعيم بأخر مع وصفه بالزعيم الملهم . لافتا إلى أن التعليم المصرى يعود الطالب على السمع والطاعة ولا يعوده على الإبداع، فنحن نطبق نظام الأمير الذى يرمز للمدرس والقطيع الذين يقدمون فروض السمع والطاعة له ، وهو الأمر الذى يرسخ لعدم وجود ثقافة الإختلاف فى مصر، بالتالى فالتعليم فى مصر يرسخ للتطرف . لافتا إلى أن إختيارات المناهج والمعرفة وصناعتها لا تقوم على فكرة المواطنة او المساواة فنجد أن الإختيارات تجد فيها تحريض على القتل من خلال بعض الإختيارات التى تفرض كمناهج على الطلاب. مشيرا إلى ان الرئيس طلب تعديل المناهج وشكلت لجنة من وزارة التعليم لتعديلها بشكل عشوائى دون أن تحدد الأسس التى نحتاج أن تخرج عليها المناهج سواء على أساس المواطنة أو على أساس حقوق الإنسان من اجل إنتقاء المواد التى تدرس للطلاب وفقا لهذه المفاهيم . أما الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى فيرى أن نظام التعليم فى زمن مبارك تعرض لعملية تخريب متعمدة حتى فى ما يتعلق بالمهارات والثقافة ، فلم اكن اتصور أن خريجوا الدبلومات الفنية لا يعرفون حتى كتابة أسمائهم . واضاف أن التعليم فى الماضى قبل عصر مبارك كان له معنى ، حيث أنه فى النهاية سيكون المتعلم له دور محترم فى الدولة من خلال استفادته من شهادته فى العمل بوظيفة محترمة تؤمن له مبلغ مالى محترم ، بعكس الواقع الحالى أننا نكره التعليم حينما ننظر إلى خريج كلية هندسة وفى النهاية يعمل سائق على توك توك وبالتالى فالتعليم لم يفيده فى شىء .