شهدت قرية الكريمات التابعة لمركز أطفيح بجنوب الجيزة، التي تبعد عن القاهرة 90 كيلومتراً، معركة مسلحة بين ضباط مديرية أمن الجيزة وعناصر إرهابية تابعة لخلية "دار السلام"، استمرت 3 ساعات، وانتهت بمقتل 4 من أعضاء الخلية التابعين ل«أجناد مصر»، والمتهمين بتنفيذ 14 عملية إرهابية بمحافظتي القاهرةوالجيزة. وتحولت القرية إلى ثكنة عسكرية، فجر أمس الأول، وأغلقت أجهزة الأمن مداخل ومخارج القرية، وطالبت الأهالي بالتزام منازلهم بعد أن وردت معلومات إلى جهاز الأمن الوطني باستئجار 4 أشخاص منزلاً داخل القرية استخدموه مخبأ لهم للتنفيذ والتخطيط لعمليات إرهابية ضد مؤسسات الدولة. وقالت التحريات بقيادة اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة بمباحث الجيزة، إن المباحث تلقت بلاغاً من أهالي قرية الكريمات بدخول 4 غرباء القرية منذ 6 أشهر، وأنهم استأجروا منزلاً صغيراً داخل القرية، وأكدوا خلال البلاغ وجود عناصر أخرى تتردد على المنزل من وقت إلى آخر، وأن أهالي القرية لم يشاهدوا أحداً من هؤلاء الغرباء يخرجون للعمل بل للتسوق فقط، وهو ما جعلهم يشكّون فيهم. وأكدت التحريات التى شارك فيها اللواء رضا العمدة، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، أنه بالبحث في بلاغ الأهالي تبين أن أحمد سيد عبدالله، 24 سنة، ومحمد فاروق أبوالحسن، 29 سنة، من مركز العياط، قاما بالتعاون مع شخصين آخرين عضوين بتنظيم "أجناد مصر"، هما أكرم محمد حسن، 29 سنة، من مواليد مدينة نصر، ويعمل مهندس بترول، وعبدالله محمد عبدالنبي، 25 سنة، من محافظة كفرالشيخ، باستئجار منزل منذ 6 أشهر داخل قرية الكريمات مقابل 200 جنيه شهرياً. وأضافت التحريات أن جهاز الأمن الوطني، بالتعاون مع مباحث الجيزة، تمكن من تحديد أكثر من 22 عملية إرهابية شاركت فيها هذه العناصر تحت قيادة أحمد جلال إسماعيل، زعيم خلية أجناد مصر، الذي تمت تصفيته الفترة الماضية، ومن هذه العمليات اغتيال أحد مجندي القوات المسلحة بطريق الأوتوستراد، واغتيال أميني شرطة أحدهما أثناء تواجده بخدمة تأمين متحف الشمع بحلوان، والثاني من قوة قسم شرطة حلوان، واغتيال أحد أبناء البدو بمحافظة شمال سيناء، وتفجير عبوة بسيارة أحد ضباط الشرطة بالقرب من ميدان الشهداء بحلوان، وتفجير كمين أمني تحت الإنشاء بطريق الأوتوستراد، إضافة إلى إضرام النيران بوحدة مرور حلوان، وإضرام النيران بإدارة شرطة النجدة بحلوان، وإضرام النيران بنقطتي شرطة بمساكن الزلزال ومنطقة عرب الوالدة بحلوان. وتابعت التحريات أن قوة أمنية تحركت فى الرابعة فجر أمس الأول، تضم ضباط الأمن الوطني ومباحث قسم شرطة أطفيح، وبمجرد اقتراب قوات الأمن من المنزل فوجئت بكثافة نيرانية توجه تجاههم من داخل المنزل، مما دفع ضباط المباحث إلى التعامل معهم، وأسفر ذلك عن مصرع 4 عناصر بعد معركة استمرت ساعات. وعثرت أجهزة الأمن داخل المنزل على سلاح آلي وطبنجة عيار 9 مم، وفرد خرطوش صناعة محلية عيار 9، وسيارة ملاكي ثبت أنها استخدمت من قبل في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية، ودراجة بخارية بدون لوحات معدنية. وأوضح مصدر أمني، أن قوات الأمن عثرت أيضاً على جهاز اللاب توب الخاص ب«أكرم» مهندس البترول، ويحمل مراسلات بينهم وبين عناصر أخرى جارٍ ضبطها خلال الساعات المقبلة. وأستطرد المصدر أن تلك المجموعة الإرهابية كانت فى طريقها لتنفيذ عمليات إرهابية من خلال استخدام العبوات المتفجرة التى يتم زرعها أمام المنشآت الشرطية، مؤكداً على أنه تم العثور أيضاً على خريطة بالأماكن التى كانت تسعى الخلية إلى تفجيرها خلال الفترة المقبلة.