هل تأثرت الثقافة بمشهد السياسة وتغيراتها الدراماتيكية في حياتنا نحن العرب ؟ سؤال طرحته مائدة مستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب تحمل عنوان "تجليات الأحداث السياسية الكبرى في الكتاب العربي"، بقاعة الموائد المستديرة، بمشاركة كل من: عبد القادر الهواري، د.محمد فياض، عادل ربيعة، محسن عبد العزيز، عادل حسين، حسام الحداد، وهاني نسيرة. وقالت د.سهير المصادقة في تقديمها للجلسة إن المنطقة شهدت تحولات سياسية "كبرى"، خلال الخمس سنوات الماضية، مما يدفع للتساؤل: هل انعكست هذه التغيرات على الثقافة. وتساءلت: هل طرحنا للنقاش مصادرنا الأولى، التي قد تحوي مغالطات؟ وتضيف المصادفة أن بعض الكتب التي صدرت في السنوات الخمس الأخيرة، أي السنوات التي شهدت هذه التحولات السياسية، أشارت إلي أن سؤال الثقافة العربية عاد ليطرح نفسه من جديد، وأن هناك دعاوى كبرى تحت عنوان "تجديد الخطاب الديني"، متسائلة: كيف كان الحصاد في الكتب التي صدرت مؤخراً؟ من جانبه قال حسام حداد، الذي تولى إدارة الجلسة إن الخطاب الديني ليس في حاجة إلى تجديد، إنما الذي يحتاج إلى تجديد هو التفكير الديني. ووصف الحداد الدولة بأنها "سلفية"، تتفق في الأمر نفسه مع الدولة والكنيسة، مشيرا إلى أن من يتصدرون المشهد يحملون فكراً سلفياً، حتى اليساريين الآن أصبحوا سلفيين. أما محسن عبد العزيز فرأى استحالة تجديد الخطاب الديني، متسائلاً: إن أردت التجديد فهل تجدد حسب وجهة نظر الأزهر، أم حسب وجهة نظر المعارضين له؟ حسب وجهة نظر السنة، أم حسب وجهة نظر الشيعة؟ وتابع: إذا كان شخص واحد فقط قد استطاع، باعترافه، أن يضع أربعة آلاف حديث غير صحيح، منها أحاديث واردة بصحيح البخاري، فكيف تتثبت إذن أن هذه الأحاديث صحيحة؟ وعن رؤيته للبديل يقول عبد العزيز: الحل يكمن في إعلاء القيم والأخلاق، لابد من فصل الدين عن الدولة، وهذا ليس حطاً من شأن الدين، ولكن لا يمكن أن نتخيل أن يتحول المجتمع إلى مجتمع من الملائكة بمجرد تجديد الخطاب الديني. ويستطرد عبد العزيز: أزمة الأنظمة العربية في الاستبداد، وهذا ما أشرنا إليه عند سقوط بغداد، فما أسقط بغداد هو الاستبداد الذي كان مسيطرا عليها. واستكمالا لحديثه عن الاستبداد يقول: الفكرة إذا اختلفت مع السياسة كان مصيرها السجن. في حين انطلق د.محمد فياض في حديثه من كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق، قائلاً: أحب أن أشير إلى ما أحدثه هذا الكتاب من طفرة كبيرة، في فترة كان الناس حديثي عهد بسقوط الخلافة العثمانية على يد مصطفى كمال أتاتورك، وكان هناك بعض الحكام المسلمين مثل الملك فؤاد في مصر، يسعون لأن يحلوا محله. وتابع: كان موقف الأزهر من هذا الكتاب أن حاكموا علي عبد الرازق، وجردوه من العالمية، وشطبوا اسمه من كشوف الجامع الأزهر، ومنعوه من التعيين في أية وظيفة مدنية.