أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أمس السبت، فقدان 12 صياداً مصرياً على متن مركب "زينة البحرين"، في السودان. ورصدت شبكة الإعلام العربية "محيط"، تفاصيل رحلة "الموت"، التي بدأت في 8 يناير الماضي، بخروج مركب الصيد "زينة البحرين" من ميناء الاتكة في السويس، تحمل 14 صياداً، لا يعرفون مصيرهم، يرفعون أكفهم بالدعاء أن يعودوا سالمين إلى أسرهم. واستغرقت رحلة الصيد 14 يوماً، ليصلوا في السبت الماضي 23 يناير لميناء برنيس جنوب محافظة البحر الأحمر، وبعد اعتماد التصاريح، انطلق المركب في الرحلة الأطول والأقسى في البحر، رزقهم على الله، يمنون أنفسهم بالعودة وقد ملئوا طاولات الأسماك والثلاجة بخير البحر وما يفتح الله به عليهم من الرزق. وسارت الرحلة على ما يرام، لمدة 3 أيام، وفي اليوم الرابع، وهو الأربعاء الماضي تعرضت المركب لعطل مفاجئ في المحرك، أدى إلى توقف الرفاص، وشل حركة المركب، وذلك بمنطقة "مسابرين بالبحر الأحمر". وفي هذا الوقت، ظهرت في الأفق "نوة الكرم"، والتي حملت رياح شديدة وأمواج تتجاوز ارتفاع المركب، فأمر رئيس الصيادين بالمركب بإلقاء "الهانكور" للسيطرة على حركة المركب، مع تصدير مقدمتها في اتجاه الريح ليسهل شقها. ولكن لأن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فقد قطعت الرياح الشديدة، جنزير "الهانكور" من شدتها، وأضحت القبطان والدفة تحرك المركب يمينا ويسارا لمدة ثلاثة أيام، والصيادين لا حول لهم ولا قوة، وقد تعطل جهاز اللاسلكي وبات من الصعب التواصل مع باقي زملائهم الصيادين في البحر أو بمركز الاستغاثة بسفاجا. وأشار شيخ الصيادين بكري أبو الحسن، إلى أن المركب استقرت بعد ذلك في منطقة السبعات بالمياه السودانية، وهي منطقة تكثر فيها الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر. وقد اهتدي إليهم لنش بحري، قدم المساعدة للصيادين المصريين، ونقل اثنين منهم إلى أقرب منطقة حرس حدود سودانية، والتي تبعد 30 ميلا بحريا عن السبعات. وأكد أبو الحسن، على أنه وفقا للمعلومات الواردة من السودان، والتواصل مع الصيادين الناجين فإن مركب الصيد "زينة البحرين"، لم تغرق بعد، وإنما هي شاحطة على الشعاب المرجانية بمنطقة السبعات والواقعة داخل المياه الإقليمية السودانية. وأضاف أنه أجرى اتصالات هاتفية بالسفير المصري، في الخرطوم، ومسئولي وزارة الخارجية لسرعة التدخل وإنقاذ طاقم المركب قبل غرقها بالطاقم. وأوضح شيخ الصيادين، أنه في استجابة سريعة من الرئيس عبد الفتاح السيسي والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، تم التنسيق مع الجانب السوداني وانطلقت طائرة سودانية للبحث عن الصيادين المفقودين. لفت بكري إلى أنه بعد الإغاثات المرسلة للرئيس، لإنقاذ 12 صيادًا على متن مركب الصيد الشاحطة، تم التنسيق مع الحكومة السودانية للبحث وإنقاذ طاقم المركب. وانطلقت إحدى طائرات البحث السودانية للتحليق فوق منطقة الحادث للوصول لمكان المركب الشاحط لإنقاذ الصيادين. وأفاد بكري أن هناك 2 من الصيادين متواجدين الآن لدى السلطات السودانية، وهما اللذان قاما بإبلاغ نقطة حرس الحدود السودانية بالحادث. ونوه أبو الحسن، إلى أن هناك غرفة عمليات مشكلة على مستوي رسمي، تنتظر وصول أي معلومات عن رحلة البحث السودانية، لنطمئن على طاقم مركب الصيد المصري. وفي سياق متصل، كشف محمد عضمة، شيخ الصيادين في مدينة عزبة البرج بدمياط، عن أن هناك متابعة للتوصل إلى الموقف الحالي للمركب واستبيان مصير الصيادين على متنه. وقال أحد صيادي عزبة البرج بدمياط، إن الصيادين الموجودين على متن المركب "زينة البحرين" هم: "حسن العفيفي صياد، وشقيقه جلال العفيفي مالك المركب، وعلي العفيفي نجل مالك المركب، وجلال جلال العفيفي نجل مالك المركب"، وآخرين.