القدس المحتلة : ذكرت تقارير استخبارتية إسرائيلية الاثنين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدم للسلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية "تنازلات" بغية استئناف المفاوضات من بينها الموافقة على الانسحاب من الضفة الغربية ونشر القوات الأردنية هناك. وقال موقع "تيك ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي العسكري أن الأسبوعين الماضيين شهدا اجتماعات سرية مكثفة بحضور أطراف سعودية وأمريكية وإسرائيلية وأوروبية في العاصمة الأردنية عمان، وافق نتنياهو خلالها على تقديم عدة تنازلات مقابل توقيع اتفاقية تسوية سلمية مع السلطة. وأشار الموقع إلى أن نتنياهو لم يكشف لأعضاء الكابينيت الإسرائيلي المصغر حتى الآن عن ماهية تلك الاجتماعات، لافتا إلى أن نتنياهو ومستشاره الخاص يتسحاق مولخو هما المطلعين الوحيدين على نتائج الاجتماعات، وأن وزير الحرب أيهود باراك ورئيس هيئة الأركان غابي أشكنازي نفسيهما لم يطلعا على ماهيتها. وأوضح " ديبكا" أن تجميد الاستيطان الجديد لمدة 90 يوما لن يسري إلا على النشاط الاستيطاني الذي باشرت مستوطنات الضفة باستئنافه في أعقاب انتهاء فترة قرار التجميد القديم في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، مشيرا إلى أنها لن تسري على القدسالمحتلة. وطبقا ل "ديبكا"، وافقت الإدارة الأمريكية على تقديم مشروع جديد للكونجرس للتصويت على منح الاحتلال 20 طائرة متطورة من نوع "اف 35 " بقيمة 3 مليارات دولار، وهي التي ستضاف إلى 20 طائرة أخرى كان الاحتلال قد أقر ابتياعها قبل عدة أشهر. وإلى جانب ذلك، تعهدت الإدارة الأمريكية بالتوقيع على اتفاق دفاع مشترك مع "إسرائيل" في حال توصلت هذه الأخيرة إلى توقيع معاهدة تسوية مع السلطة الفلسطينية، واستخدام الفيتو في حال انعقاد أي اجتماع لمعاقبة الاحتلال وإلزامه بخطوات سياسية، أو محاولة إعلان إقامة دولة فلسطينية، ونزع الشرعية، ومعارضة أي خطوة تهدف إلى سلب الحق الإسرائيلي بالدفاع عن النفس. وأشار الموقع إلى أن الاجتماعات التي عقدت في عمان بمشاركة فلسطينية توصلت إلى اتفاقيات عدة تتعلق بالضفة الغربية. وأوضحت مصادر إسرائيلية مطلعة أنه تم التوصل إلى اتفاق يسمح بنشر قوات أجنبية على الحدود بين الضفة الغربية والأردن، والتي تتعاون وتنسق مع الاحتلال لمنع تهريب السلاح، مشيرة إلى أن القوات الأردنية ستنتشر على جانبي الحدود. وأضافت:" اتفق أيضا على أن ينتشر الجيش الأردني في الضفة الغربية، بينما تستمر مستوطنات الاحتلال في منطقة الأغوار بالتوسع لمدة أقصاها 50 عاما، لتنضم إلى الدولة الفلسطينية بعد ذلك في حال اعترف بهذه الدولة وأقيمت. واتفق أيضا على أن يستمر جيش الاحتلال بانتشار في بعض الأماكن بالضفة الغربية، حيث سيتم الانسحاب بشكل جزئي بعد ذلك، وأن تكون كل هذه الاتفاقيات سارية المفعول في أعقاب توقيع معاهدة التسوية بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية.