تعد تايوان مركزاً عالمياً رئيسياً في قطاع تكنولوجيا المعلومات والأتصالات، كما تتوفر في منتجاتها التكنولوجية قيمة كبيرة، وتصميم حديث، وخصائص مبتكرة. وتلعب شركات التكنولوجيا التايوانية دورًا مهمًا في سلسلة التوريد العالمية الخاصة بالمنتجات الإلكترونية، إذ تسهم الشركات التايوانية بنحو ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي من الحاسبات، ونصف الإنتاج العالمي من الشاشات البلورية السائلة (LCD)، كما تنتج تايوان نحو خمس الإنتاج العالمي من التليفونات المحمولة، وربع الإنتاج العالمي من أشباه الموصلات. وقد أدى تقارب المسافات بين الشركات في تايوان إلى تكوين مجموعات صناعية تقدم مزايا بارزة ما جعل تايوان مركزًا موحدًا لعمليات الشراء، ودعم التصميم، والطرح التجاري السريع لأفكار المنتجات. وقد عرفت تايوان على مدار سنوات طويلة بقوة مصنعي المعدات ومصنعي التصميمات الأصلية فيها، فهى تبني الآن على هذا الأساس من أجل دفع الابتكار والتصميم، والعلامات التجارية قدمًا. وفي مسعاها هذا، تهدف تايوان إلى إكتساب حصة أكبر من سلسلة القيمة وتحفيز تنافسيتها حول العالم. وتأتي هذه الأستراتيجية الجديدة بثمار غنية، فالمنتجات المبتكرة من الشركات التايوانية يتزايد فوزها بجوائز التصميم، مثل iF وreddot كل عام. ووفقًا لتصنيفات بلومبرج 2014 للأكثر إبتكارًا على مستوى العالم، جاءت تايوان ضمن أول 10 دول تعد الأكثر إبتكارًا والأولى في نشاط براءات الأختراع، كنتيجة لألتزامها طويل المدى بتطوير تكنولوجيا جديدة. وإضافة إلى ذلك، جاءت تايوان في التصنيف السابع في مجال البحث والتطوير، والثاني في كثافة التكنولوجيا الفنية. إنترنت الأشياء تصبح مشروع تايوان المستقبلي بقيمة تريليون دولار وفقًا لتوقعات شركة الأبحاث TrendForce، من المتوقع أن ينمو عدد أجهزة إنترنت الأشياء بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 35% بين 2014 و2020. وبحلول عام 2020، سيكون إجمالي عدد أجهزة إنترنت الأشياء حول العالم قد بلغ 30 مليار وحدة. وفي الوقت ذاته، من المتوقع أن تبلغ السوق العالمية لأجهزة إنترنت الأشياء 1.7 تريليون دولار وفقًا لشركة IDC. وتتوقع شركة TrendForce أنه بدءًا من عام 2015 فصاعدًا، ستتبنى نحو 25% من الشركات في تايوان تكنولوجيا إنترنت الأشياء، بحيث يبلغ حجم صناعة إنترنت الأشياء التايوانية 900 مليار دولار تايواني، ما يجعله المشروع الوطني المقبل بقيمة تريليون دولار. وبفضل تكامل سلاسل توريد أجهزة وبرمجيات إنترنت الأشياء، تحتل الشركات التايوانية مكانة مناسبة للأستثمار في السوق الجديدة المتنامية، وذلك حسب TrendForce. كما أكدتTrendForce أن هذا هو السبب في قرار جوجل بإنشاء مركزها الثاني لأبحاث وتطوير إنترنت الأشياء – والأول خارج الولاياتالمتحدة – في تايوان، ومن ثم، ستكون شركات التكنولوجيا التايوانية الأختيار الأول لجوجل للشراكة مع الشركات الأجنبية من أجل تطوير إنترنت الأشياء، وذلك في ظل قدراتها البحثية في المكونات، وتجميع النظم، ومجموعات الصناعة سريعة الأستجابة، حسبما يرى الخبراء. ولكل من مراكز جوجل البحثية خارج الولاياتالمتحدة تركيز مختلف، فجوجل تايوان عملت على إنترنت الأشياء في مجالات تشمل الأجهزة القابلة للأرتداء وواجهات برمجة التطبيقات (API) على المنصات الطبية ومنصات السيارات، وذلك حسبما أكد المدير التنفيذي لجوجل تايوان تشين لي فنج. ولكن الأكثر إثارة بالنسبة لقطاع تايوان هو أن إنترنت الأشياء ليست فقط مجرد إبتكارًا تكنولوجيًا إضافيًا ينتظر تبنيه في الأسواق، ولكنه نقلة نموذجية رئيسية. وسوف تعمل التليفونات المحمولة كقاطرة لهذا التحول الجذري، حيث ستتيح أجهزة التليفون المحمول إتصال الكثير من أجهزة ومجسات إنترنت الأشياء. ووفقًا لمعظم توقعات السوق، من شأن هذه الأجهزة والمجسات مجتمعة أن تضيف نحو 30-50 مليون وحدة بحلول عام 2020، أي نحو 6-8 أضعاف عدد أجهزة التليفون الذكية. وتظهر التطبيقات الذكية لإنترنت الأشياء فرص أعمال واعدة عبر العديد من القطاعات التي تنشط فيها الشركات التايوانية، بما فيها الرعاية الصحية، والرياضة والترفيه، والطاقة والبيئة، والتصنيع، والأمن، والمواصلات، واللوجستيات. وفي حين يبدو المستقبل مشرقًا أمام الكثير من تطبيقات إنترنت الأشياء، لا يستطيع المراقبون حاليًا الجزم بأي تطبيقات إنترنت الأشياء ستكون هي التطبيقات المفضلة، وذلك حسب معهد أبحاث التكنولوجيا الصناعية التايواني. وفي ظل هذه الشكوك، يشغل قطاع تكنولوجيا المعلومات والأتصالات التايواني مكانة مميزة تؤهله للأستثمار في خبرات البحث والتطوير والتصنيع لأكتساب مكانة قوية في قطاع إنترنت الأشياء الناشئ. ومع إزدياد طلب الكثير من تطبيقات ونظم إنترنت الأشياء الناشئة على تكامل الأجهزة والبرمجيات، فسيكون ذلك فرصة لأستغلال نقاط قوة تايوان في تصميم الدوائر المتكاملة، وسبك الدوائر المتكاملة، وتعبئة أشباه الموصلات، والتليفونات المحمولة، والمجسات، وميكانيكيات الدقة. نمو سوق المحمول التايوانية بنسبة تتعدى 21% عام 2015 يتمتع قطاع الأتصالات اللاسلكية والشبكية بنمو ضخم على خلفية التكنولوجيا المتقدمة به، فضلاً عن قدراته في مجالات البحث والتطوير والتصنيع التي تضاهي المستوى العالمي. ومن المتوقع أن يتوسع هذا القطاع إلى نحو 3.3 تريليون دولار تايواني (108.2 مليار دولار أمريكي) في 2015، أي بإرتفاع قدره 17.2% عن 2014، وذلك حسب معهد معلومات وإستشارات السوق، وهو معهد بحثي في تكنولوجيا المعلومات والأتصالات، ويقع مقره في تاييبي. وتسهم إتصالات المحمول عمومًا بأكبر حصة في القطاع، حيث يصل معدل نموها السنوي 20.7% وقيمة مبيعاتها 2.2 تريليون دولار تايواني (72 مليار دولار أمريكي). وتعمل عدة عوامل على دفع أرباح الشركات التايوانية قدمًا في قيمة توريدات التليفونات الذكية. وقد كان أحد عوامل هذا النمو طرح جهازي شركة آبل الآيفون 6 والآيفون 6 بلاس. وقد عني عدد من مصنعي الإلكترونيات المتعاقدين التايوانيين بإنتاج أحدث محمول من أبل، بما في ذلك Hon Hai، وTSMC، وبيجاترون، ولارجان، وكاتشر. كما يستفيد المصنعون التايوانيون من زيادة الطلبات التي يطلبها العملاء في الصين، ومن الأسواق الناشئة. ونتيجة لذلك، تتوقع MIC أن يرتفع حجم مبيعات وقيمة صناعة التليفونات الذكية التايوانية في 2015 من 17.3% حتى 21.2% على التوالي. ومن ضمن العلامات التجارية التايوانية للتليفونات الذكية Asustek، ومن المقدر أن تشهد نموًا كبيرًا في مبيعاتها في 2015. وتظل أبل متصدرة مكانة أكبر عميل لمصنعي الإلكترونيات التايوانيين المتعاقدين، مثل: The Culpertino، وهي شركة تكنولوجية ضخمة يقع مقرها في كاليفورنيا، ومن المتوقع أن تصدر 20 مليون طلب للتعاقد الخارجي لدى الشركات التايوانية هذا العام. وفي نفس الوقت، من المتوقع أن تصل طلبات مصنع التليفونات الذكية الصيني (شياومي) إلى 6.6 أو 6.8 مليون طلب هذا العام. وعليه، تقدر حصة تايوان في حجم مبيعات التليفونات الذكية بالعالم كله أن يصل إلى 24% عام 2015. إرتفاع نشاط شريحة الألعاب بتايوان على خلفية قوة النظام البيئي، والتصميم الابتكاري تعمل تايوان أيضًا على الإبطاء من سرعة معدلاتها في الأبتكار في قطاع ألعاب الحاسب. وتفخر تايوان بتقارب النظام البيئي لمصنعي المكونات الذين ينتجون منتجات خاصة باللاعبين، والذين يبني كثير منهم أداءه العالي على الحاسب. ويمثل قطاع ألعاب الحاسب أهمية كبيرة للكثير من الشركات التايوانية، ولذلك، تعمل الشركات على تخصيص مبالغ أكبر لأبحاث وتطوير الألعاب من أجل تقديم أكثر المنتجات إبتكارًا وأداءً للعملاء. وتعمل علامات تجارية مثل Gigabyte، وThermaltake، وMSIعلى تغيير ساحة الألعاب من خلال تصميمهم المبتكر للمنتج والترويج الدائم للرياضة الإلكترونية. كما يقوم Thermaltake بتصنيع وحدات الإمداد الكهربائي التي يمكنها تشغيل أقرب وحدات المعالجة الرئيسية ووحدات المعالجة العامة. وتحتل الشركات التايوانية المكانة الأكثر نشاطًا في الدفع قدمًا من أجل تحويل ألعاب الحاسب إلى رياضة إحترافية، ويأتي على رأس هذه الخطوة، تقرير Thermaltake'sTteSports، والتي تتمتع ب15 فريقًا محترفًا للألعاب يلعبون تحت العلامة التجارية Thermaltake، بما فيها فريق Team Thermaltake في ألمانيا. ويتدرب فريق TteSports تدريبًا شاقًا في مقر الشركة كل يوم على دفع ميزة تايوان التنافسية قدمًا في الساحة.