أكدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية لم يدخل القدس بتأشيرة إسرائيلية، موضحة أنه تم التنسيق مع السلطة الفلسطينية للدخول من دون تأشيرة اسرائيلية. وأضافت الكنيسة في بيان لها اليوم أن "البابا تواضروس لم يلتق خلال وجوده في القدس بأي مسئول سواء من الجانب الاسرائيلي أو الفلسطيني، ولا مجال هنا للمزايدة والتكهنات بترويج فكرة التطبيع، ومنهج الكنيسة واضح وهو ألا ندين السياسة او نسيس الدين فلا داعي لقراءة الموقف علي نحو سياسي". وأشار البيان إلى أن البابا لم يدخل القدس عن طريق الأردن لان هذا الأمر يخضع للترتيبات الأمنية والتي لا دخل له فيها ولأن الزيارة كانت مفاجئة للجميع فسارت علي هذا النحو. وأكد البيان أن موقف الكنيسة من زيارة القدس ثابت ولم ولن يتغير، فلا زيارة للقدس إلا مع جموع المصريين يدا بيد. وقال البيان "هذا واضح جليا من أول لحظة إتخاذ القرار سواء عن طريق قداسة البابا نفسه أو المتحدث الرسمي، ولو كان قداسة البابا يريد إعادة النظر في القرار فما هو الذي يمنعه من عقد مجمع مقدس وطرح الموضوع واتخاذ قرار بشان ذلك ؟! .. لكن الأمر واضح وقاطع وحاسم وهو /لا تغيير في موقف الكنيسة من زيارة القدس لأن سفر قداسة البابا قاصر علي صلاة الجنازة فقط". وأشارت الكنيسة الى أن البابا تواضروس كان مقيم خلال تواجده بالقدس بمقر الكرسي الأورشليمي ببطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدسالشرقية ولم يذهب لأية زيارات دينية أو سياسية. قالت الكنيسة الأرثوذكسية في بيانها " أثبتت الكنيسة المصرية القبطية عبر التاريخ وطنيتها بشكل يعلمه ويشهد به العالم كله بمواقفها الفاعلة والمؤثرة، إنها درة تاج الوطنية فهي كنيسة كل المصريين بل لا أزايد حين أقول إنها كنيسة العرب أيضا". وأضاف البيان "باباوات الكنيسة ضربوا دوما المثل في الولاء للوطن سواء برفض الحماية الأجنبية مثل البابا بطرس الجاولي أو مدرسة حب الوطن التي رسخ دعائمها البابا شنودة الثالث أو إعلاء مصلحة الوطن مثل البابا تواضروس الثاني، ففي الوقت الذي ارتعشت فيه الأيدي وساد الخوف، امتلكت الكنيسة شجاعة القرار ممثلة في قداسة البابا بمشاركته دون تردد في خارطة الطريق في لحظة فارقة في تاريخ مصر وهو يعلم أنه سيدفع ثمنا غاليا إزاء هذا الموقف، وحتى بعد تدمير أكثر من 65 كنيسة أخذ قداسة البابا قرارا أكثر شجاعة بإعلاء مصلحة الوطن". وعن سبب سفر البابا تواضروس لحضور قداس جنازة الأنبا ابراهام مطران الكرسي الأورشليمي "القدس" والشرق الأدنى قال البيان إن "مطران الكرسي الأورشليمي له مكانة خاصة في المجمع المقدس للكنيسة القبطية وهو الرجل الثاني بعد قداسة البابا وكان من المفترض أن يأتي الجثمان إلى مصر ويصلي عليه قداسة البابا ولكن وصية الأنبا أبراهام بأن يدفن في القدس حالت دون ذلك ولولا الوصية ما كان هناك داعي لسفر قداسة البابا". وأضاف البيان أن صلاة الجنازة من صميم العمل الرعوي، ووفقا لتقاليد الكنيسة يجب علي البابا أن يقوم بهذا العمل ويحسب مقصرا أمام شعبه إذا لم يقم به". وأكد البيان أن الكنيسة لا تضع في حسبانها أية معادلات سياسية فكل خطواتها رعوية ووطنية فقط، ولذلك فإن زيارة القدس لا تدخل فيها أية حسابات سياسية وينبغي ألا تفسر علي هذا النهج علي الإطلاق وهنا يجب أن نذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اجري إتصالا هاتفيا بالبابا فور وصوله إلى القدس وأعرب عن ترحابه الشديد وسعادته بوجود قداسته بالأراضي المقدسة مقدما تعازيه والشعب الفلسطيني لقداسة البابا في رحيل الأنبا أبراهام، كما وجه أبو مازن الدعوة لقداسة البابا لزيارة رام الله ، فيما اعتذر قداسته عن عدم تلبية الدعوة مؤكدا أنه لن يدخل رام الله أو القدس لزيارة الأماكن المقدسة إلا في صحبة شيخ الأزهر. وأكد البيان أن هذا الموقف لن يؤدي إلى أن يكسر المسيحيون الموقف الكنسي بحظر السفر للقدس، وقالت الكنيسة إن "الشعب القبطي على وعي بتقاليد الكنيسة وقوانينها ويعلم أن رئاسة قداسة البابا للجناز واجب رعوي يجب أن يقوم به، وان هذا لا يعني السماح له بالزيارة، فلا مجال للتشكيك في أن الشعب سينتهز بذلك الفرصة لزيارة القدس". وعن الأنشطة الرعوية الأخرى للبابا تواضروس خلال وجوده في القدس، قال البيان إن البابا تواضروس "يسند أولاده وشعبه في محنتهم ويفتقدهم ويعيش ظروفهم و يدبر احتياجاتهم الرعوية خصوصا في موضوع اختيار مطران للقدس وهو أمر في غاية الأهمية وذلك لمكانة لكرسي الأورشليمي سواء لمصر أو الشرق الأوسط وللحفاظ على كيان كنيستنا القبطية بالقدس وكذلك متانة ارتباطها بمصر على اعتبار أنها جزء من الوطن، والمحافظة على مكانة ووضع الكرسي الأورشليمي وسط الكنائس بالقدس". وطالب البيان وسائل الإعلام بفحص الأمور بدقة قبل إبداء الرأي وتحميل الامور بما ليس فيها والبعد عن الفانتازيا الإعلامية ونحن نثق في وعي المصريين وأنهم سيميزون بين من يقوم بالمزايدة علي موقف الكنيسة المصرية الوطنية وبين الأمناء ، فوطنية الكنيسة القبطية أمر لا يستطيع أحد أن يزايد عليه.