حذَّر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية من موجة سُعار إرهابي تضرب العالم كله في إطار تنافس وتصارع بين تنظيمى القاعدة وداعش ؛ حيث تبارى التنظيمان في استعراض القوة وتنفيذ العمليات الدموية في الأسابيع القليلة الماضية بهدف تأكيد زعامة كل تنظيم لما يطلقون عليه «حمل راية الجهاد في العالم». جاء ذلك التحذير فى بيان للمرصد اليوم في أعقاب عملية إرهابية دنيئة قام بها تنظيم «داعش» الإرهابي، استهدف فندق (سويس إن) بمدينة العريش والذى تقيم به اللجنة القضائية المشرفة على الإنتخابات البرلمانية . وأكَّد المرصد أن هذه العملية الدنيئة تهدف إلى تقويض العملية الديموقراطية التي تشهدها مصر، حيث تَعتبر التنظيمات المتطرفة أن الديمقراطية نوعٌ من الكفر والرضا بغير ما أنزل الله – حسب زعمهم - ولم تكن تلك العملية هي الأولى التي استهدف فيها تنظيم «داعش» مؤسسة القضاء المصري، بل سبقتها هجمات أخرى استهدفت تقويض العدالة والتأثير على أحكام القضاة ومنعهم من تأدية واجبهم، دون جدوى تُذكر. ولفت المرصد إلى أنه لولا بسالة القوات المسلحة المصرية وشجاعتها وتصديها للمهاجمين الإرهابيين، لتمكَّن التنظيم من قتل العديد من رجال القضاء الشرفاء؛ حيث كان الفندق يستضيف العديدَ من القضاة المشرفين على العملية الانتخابية في العريش. ولاحظ انه وبالرغم من لجوء التنظيم إلى استخدام سلاح الأحزمة الناسفة – وهو تطور نوعي خطير في العمليات الإرهابية في سيناء – فإن القوات المسلحة كانت لهم بالمرصاد، وأثبتت أنه لا مكان للإرهاب في وجود جيش وطني قوي يحمي ويحافظ على أمن الوطن ومستقبله. ونبَّه المرصد إلى أن تنظيمي القاعدة و«داعش» يتباريان في إثبات جدارة كلٍّ منهما في تصدُّر مشهد «الجهاد العالمي» على حد وصفهما؛ حيث قام تنظيم «داعش» بتنفيذ مجموعة من العمليات الإرهابية في فرنسا أوقعت نحو 120 قتيلًا ومئات الجرحى، وقبلها عملية إرهابية في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية أسفرت عن سقوط 43 قتيلًا، ونحو 200 جريح، أعقبها قيام تنظيم القاعدة بالإعلان عن أحقيته ووجوده على الساحة عبر عملية إرهابية حقيرة استهدفت فندق " راديسون " في باماكو بمالي، وأسفرت عن مقتل نحو 20 شخصًا من بينهم اثنين من منفذي العملية . ودعا المرصد إلى ضرورة التعاون الدولي والإقليمي في مواجهة العمليات الإرهابية التي طالت العديد من الدول في ثلاث قارات، حيث باتت تلك التنظيمات عابرةً للحدود، وقادرةً على ضرب عمق الدول عبر استراتيجية «الذئاب المنفردة»، و«الخلايا النائمة» التي استندت إليها التنظيمات الإرهابية مؤخرًا في العمليات الإرهابية الكبرى.