بعد نحو 7 سنوات من توقيع عقد تطويره، شهد اليوم السبت بدء التشغيل الفعلي لفندق "النيل ريتز كارلتون" ، أحد الفنادق التاريخية المملوكة للحكومة في صورة شركة مصر للفنادق التابعة للشركة القابضة للسياحة. وشهد الافتتاح الصاخب مساء اليوم 9 وزراء هم أشرف سالمان وزير الاستثمار، وأشرف العربي، وزير التخطيط، وخالد حنفي وزير التموين، ومحمد شاكر، وزير الكهرباء، وزير العدل، أحمد الزند، وهشام زعزوع وزير السياحة، بالإضافة إلى طارق الملا وغادة والي وأحمد زكي بدر وزراء البترول والتضامن الاجتماعي والتنمية المحلية. وفي عام 2008 وقعت شركة مصر للفنادق عقد تطوير الفندق المطل على النيل مع شركة "ريتز كارلتون" لإدارة الفنادق، لينتهى عهد إدارة الفندق مع شركة "هيلتون" بعد نحو نصف قرن، وأرجعت الشركة القابضة للسياحة تأخر تنفيذ أعمال التطوير لوقوع الفندق في منطقة حيوية في قلب القاهرة، شهدت أحداثا ساخنة واضطرابات شديدة منذ ثورة 25 يناير 2011، على الرغم من توقيع عقد تطوير الفندق قبل الثورة بما يزيد على العامين. وتشير تقديرات الشركة القابضة إلى أن أعمال التطوير التي استغرقت نحو 7 سنوات تكلفت ما يقارب المليار جنيه، وفر منها البنك الأهلي المصري نحو 40% في صورة تسهيلات ائتمانية، وهو مبلغ ضخم قياسا بتكاليف إنشاء وتطوير الفنادق بشكل عام. وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، أعلنت الشركة المالكة للفندق عن أكثر من موعد لافتتاح عمليات التطوير، كان أولها في أكتوبر 2013، وتم تأجيل موعد الافتتاح حتى ديسمبر من العام نفسه، ثم إلى يونيو من العام الماضي، حتى إتاحة رخصة تشغيل الفندق لصالح شركة "ريتز كارلتون" عبر وزارة السياحة في أكتوبر الماضي. ويتوقع مراقبون في قطاع السياحة أن تؤدي ارتفاع تكاليف تطوير الفندق إلى زيادة في أسعار الغرف الفندقية بمنطقة وسط القاهرة، إذ من المنتظر أن تقوم شركة "ريتز كارلتون" بزيادة أسعار بيع الغرف بالفندق المكون من 13 طابقا تضم نحو 327 غرفة و52 جناحا بمستويات مختلفة. وشملت عمليات التطوير إنشاء جراج سيارات تحت الأرض بطاقة 280 سيارة، وكذلك تطوير القاعات التاريخية وقاعات الاجتماعات، فضلا عن إنشاء مطعم وتراس يطل على النيل وإحلال وتجديد أنظمة تشغيل الفندق بشكل كامل، ورفضت شركة ريتز كارلتون مقترح لمجلس إدارة "مصر للفنادق" خلال العام الماضي بعمل افتتاح مبدئي للفندق خلال يونيو 2014 ، وتمسكت "ريتز كارلتون" بضرورة افتتاح الفندق بالكامل بعد انتهاء جميع عمليات التطوير. وستحصل شركة مصر للفنادق على 12 مليون دولار في صورة منحة من الشركة التي تدير الفندق، مع أول نزيل يقوم باستئجار غرفة، فضلا عن العائد السنوي المنصوص عليه في التعاقد بين الجانبين، والمقدر بحوالي 29 مليون دولار سنويًا. وحسب العقد تحصل "ريتز كارلتون" على 10% من عوائد الفندق السنوية، منها 2% مقابل استغلال العلامة التجارية و8% مقابل الإدارة، فيما تحصل "مصر للفنادق" على 90% من العوائد. وسجلت شركة مصر للفنادق، المدرجة بالبورصة، صافي ربح قدره 4,966 مليون جنيه في الفترة من يوليو حتى سبتمبر الماضي، مقابل خسائر مقدرة بنحو 6,969 مليون جنيه عن نفس الفترة من العام الماضي. وفي أبريل من العام الماضي توصلت شركة مصر للفنادق إلى اتفاق مع البنك الأهلي لمد فترة سداد القرض البالغ 625 الذي حصلت عليه الشركة لتمويل عمليات تطوير الفندق.