"سحر غريب" كتاب جديد مارينا وارنر عن الف ليلة وليلة الساحرة الخالدة فى الشرق والغرب معا..فيما تقول المؤلفة ان هذا العمل الفاتن عبر التاريخ والأجيال يثبت ان الفن قادر على رد الموت وان السرد المبدع يعادل الحياة فى مواجهة الشرور وازهاق ارواح البشر.
وبدا الكتاب الجديد الذى يقع فى 436 صفحة وكأنه تشريح منهجى معرفى لألف ليلة وليلة فيما تلفت مارينا وارنر الى ان الف ليلة وليلة هى" حكايات داخل الحكايات وحكايات عن الحكايات" بما يتجاوز التسلية البسيطة او السطحية ومن ثم فالليالى بحاجة لقراءة واعية .
ومن اول وهلة يلحظ القارىء مدى الاتقان فى هذا الكتاب حيث عمدت المؤلفة للشرح المضىء مع المعلومات الغزيرة والهوامش التى تخدم المتن دون ان تشوش عليه فضلا عن تنوع المصادر وتعدد المراجع التى استعانت بها فى حديثها عن السحر الغريب لألف ليلة وليلة.
ومع ان الروايات الشفاهية عن الف ليلة وليلة تسربت رويدا رويدا لأوروبا عبر حقب طويلة ومنذ زمن بعيد وتجلت مؤثراتها فى اعمال عمالقة الفلسفة والفن والأدب الأوروبى مثل دانتى وشكسبير الا انها باتت جزءا من التيار الرئيسى للثقافة الأدبية والشعبية الأوروبية فى القرن الثامن عشر بفضل ترجمتها للفرنسية على يد انطونيو جالاند.
وهكذا عرف الأوروبيون علاء الدين ومصباحه السحرى وعلى بابا وال40 حرامى وراحوا يتناقلون حكايات الف ليلة وليلة بانبهار وشغف فيما لاتستبعد مارينا وارنر ان يكون المترجم الفرنسى جالاند قد استحدث بعض التعديلات والاضافات اثناء ترجمته لهذا العمل الخالد وتبدو مستحسنة لهذا التوجه فى الترجمة.
غير أن المقولة التى قد تكون جديرة بالاستحسان والموافقة فى هذا الكتاب الجديد أن مارينا وارنر اعتبرت الف ليلة وليلة فى رحلتها بين الشرق والغرب مثال جيد للحوار والتفاعل بين الحضارات مؤكدة على ان الليالى بقت كقوة غامضة تفعل افاعيلها الابداعية فى الثقافة المعاصرة.
ولم تخف مارينا وارنر تأثرها بأفكار المفكر الراحل ادوارد سعيد عن اهمية التلاقح والتفاعل الثقافى بين الحضارات بدلا من الهيمنة الغربية على بقية شعوب العالم منوهة بأن الف ليلة وليلة تثبت انه اذا كانت السياسة تفرق بين الشعوب المنتمية لحضارات مختلفة فان الادب والفن والفلسفة التى لاتعرف الحدود والقيود قادرة على تحقيق التواصل الايجابى بين الشرق والغرب.
وفى مقابل الافكار الانسانية للراحل والاستاذ المرموق فى جامعة كولومبيا ادوارد سعيد كان هناك جيل من المستشرقين فى الغرب لم يكف عن محاولة فهم الشرق ليس من اجل تعزيز الحوار والتفاعل الانسانى وانما من اجل تكريس الهيمنة الغربية كما تلاحظ مؤلفة الكتاب وبحيث تتحول ثقافة مثل الثقافة العربية الى ساحة تغزوها الثقافة الغربية او تتحول فى افضل الأحوال الى مادة غرائبية لتسلية الأوروبيين.
وتعيد مارينا وارنر للأذهان فى كتابها "سحر غريب" ان الف ليلة وليلة ترجمت من العربية للفرنسية فى عصر التنوير او الأنوار الأوروبى موضحة ان الاستنارة شرط للحوار والتفاعل الايجابى بين الحضارات والثقافات المختلفة.
ومن طرائف الاكتشافات فى هذا الكتاب الجديد ماتؤكده المؤلفة من ان بعض المناطق فى المشرق العربى كانت تسلم فى القرن الرابع عشر بمسألة زواج الانس والجان بل ان الأمر وصل لحد تقنين هذه الزيجات. وخصصت مارينا وارنر حيزا فى كتابها لمناقشة قضية علاقة الانسان بالجماد كما تضمنتها الف ليلة وليلة من بساط الريح الى مصباح علاء الدين وهى قضية راسخة فى الذهن الانسانى ولعلها تتجلى بوضوح فى الرسوم المتحركة كفن معاصر بل ان النظرة المتمعنة تكشف عن تأثير كبير لألف ليلة وليلة على هذا الفن المعاصر.
وإذا كانت شهرزاد قد اختارت ان تحكى كل ليلة حكاية لشهريار فداء لروحها المعلقة بكلمة منه فانها اهدت البشرية كلها فنا خالدا وحكايات مازالت تبهر الشرق والغرب معا.
"سحر غريب".. كتاب أجنبي عن "الف ليلة وليلة" الساحرة
أ ش أ
"سحر غريب" كتاب جديد مارينا وارنر عن الف ليلة وليلة الساحرة الخالدة فى الشرق والغرب معا..فيما تقول المؤلفة ان هذا العمل الفاتن عبر التاريخ والأجيال يثبت ان الفن قادر على رد الموت وان السرد المبدع يعادل الحياة فى مواجهة الشرور وازهاق ارواح البشر.
وبدا الكتاب الجديد الذى يقع فى 436 صفحة وكأنه تشريح منهجى معرفى لألف ليلة وليلة فيما تلفت مارينا وارنر الى ان الف ليلة وليلة هى" حكايات داخل الحكايات وحكايات عن الحكايات" بما يتجاوز التسلية البسيطة او السطحية ومن ثم فالليالى بحاجة لقراءة واعية .
ومن اول وهلة يلحظ القارىء مدى الاتقان فى هذا الكتاب حيث عمدت المؤلفة للشرح المضىء مع المعلومات الغزيرة والهوامش التى تخدم المتن دون ان تشوش عليه فضلا عن تنوع المصادر وتعدد المراجع التى استعانت بها فى حديثها عن السحر الغريب لألف ليلة وليلة.
ومع ان الروايات الشفاهية عن الف ليلة وليلة تسربت رويدا رويدا لأوروبا عبر حقب طويلة ومنذ زمن بعيد وتجلت مؤثراتها فى اعمال عمالقة الفلسفة والفن والأدب الأوروبى مثل دانتى وشكسبير الا انها باتت جزءا من التيار الرئيسى للثقافة الأدبية والشعبية الأوروبية فى القرن الثامن عشر بفضل ترجمتها للفرنسية على يد انطونيو جالاند.
وهكذا عرف الأوروبيون علاء الدين ومصباحه السحرى وعلى بابا وال40 حرامى وراحوا يتناقلون حكايات الف ليلة وليلة بانبهار وشغف فيما لاتستبعد مارينا وارنر ان يكون المترجم الفرنسى جالاند قد استحدث بعض التعديلات والاضافات اثناء ترجمته لهذا العمل الخالد وتبدو مستحسنة لهذا التوجه فى الترجمة.
غير أن المقولة التى قد تكون جديرة بالاستحسان والموافقة فى هذا الكتاب الجديد أن مارينا وارنر اعتبرت الف ليلة وليلة فى رحلتها بين الشرق والغرب مثال جيد للحوار والتفاعل بين الحضارات مؤكدة على ان الليالى بقت كقوة غامضة تفعل افاعيلها الابداعية فى الثقافة المعاصرة.
ولم تخف مارينا وارنر تأثرها بأفكار المفكر الراحل ادوارد سعيد عن اهمية التلاقح والتفاعل الثقافى بين الحضارات بدلا من الهيمنة الغربية على بقية شعوب العالم منوهة بأن الف ليلة وليلة تثبت انه اذا كانت السياسة تفرق بين الشعوب المنتمية لحضارات مختلفة فان الادب والفن والفلسفة التى لاتعرف الحدود والقيود قادرة على تحقيق التواصل الايجابى بين الشرق والغرب.
وفى مقابل الافكار الانسانية للراحل والاستاذ المرموق فى جامعة كولومبيا ادوارد سعيد كان هناك جيل من المستشرقين فى الغرب لم يكف عن محاولة فهم الشرق ليس من اجل تعزيز الحوار والتفاعل الانسانى وانما من اجل تكريس الهيمنة الغربية كما تلاحظ مؤلفة الكتاب وبحيث تتحول ثقافة مثل الثقافة العربية الى ساحة تغزوها الثقافة الغربية او تتحول فى افضل الأحوال الى مادة غرائبية لتسلية الأوروبيين.
وتعيد مارينا وارنر للأذهان فى كتابها "سحر غريب" ان الف ليلة وليلة ترجمت من العربية للفرنسية فى عصر التنوير او الأنوار الأوروبى موضحة ان الاستنارة شرط للحوار والتفاعل الايجابى بين الحضارات والثقافات المختلفة.
ومن طرائف الاكتشافات فى هذا الكتاب الجديد ماتؤكده المؤلفة من ان بعض المناطق فى المشرق العربى كانت تسلم فى القرن الرابع عشر بمسألة زواج الانس والجان بل ان الأمر وصل لحد تقنين هذه الزيجات. وخصصت مارينا وارنر حيزا فى كتابها لمناقشة قضية علاقة الانسان بالجماد كما تضمنتها الف ليلة وليلة من بساط الريح الى مصباح علاء الدين وهى قضية راسخة فى الذهن الانسانى ولعلها تتجلى بوضوح فى الرسوم المتحركة كفن معاصر بل ان النظرة المتمعنة تكشف عن تأثير كبير لألف ليلة وليلة على هذا الفن المعاصر.
وإذا كانت شهرزاد قد اختارت ان تحكى كل ليلة حكاية لشهريار فداء لروحها المعلقة بكلمة منه فانها اهدت البشرية كلها فنا خالدا وحكايات مازالت تبهر الشرق والغرب معا.