استقال رئيس الوزراء الروماني فيكتور بونتا أمس الأربعاء في خطوة مفاجئة قد تؤدي إلى تشكيل حكومة جديدة يرأسها تكنوقراط انصياعا لمطالب متظاهرين احتشدوا احتجاجا على الحريق المميت الذي التهم ملهى ليليا في بوخارست. ويواجه بونتا محاكمة بتهم تتعلق بالفساد وهو يتعرض لضغوط تطالبه بالاستقالة من المعارضة ومن الرئيس كلاوس يوهانيس الذي هزمه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وقال يوهانيس إنه سيبدأ المشاورات بشكل منفصل مع كل من الاحزاب السياسية بشأن تكليف رئيس الوزراء الجديد يوم الخميس متوقعا الخروج منها بمرشح محتمل في الأيام القليلة المقبلة. وقال يوهانيس "في الليلة الماضية تحول غضب الرومانيين إلى ثورة حقيقية" في إشارة الى نزول أكثر من 20 ألف شخص إلى شوارع العاصمة يوم الثلاثاء فضلا عن الاحتجاجات التي عمت مناطق اخرى. وأضاف "لا نعتقد أن التغيير الحكومي وحده سيحل مشاكل الرومانيين. هناك المزيد لنفعله." وشارك أكثر من 15 ألف شخص في الاحتجاجات في بوخارست ليل الأربعاء وتدفق الآلاف غيرهم إلى شوارع المدن في أرجاء رومانيا مطالبين بأن تكون استقالة الحكومة الحالية بداية عملية إصلاح للطبقة السياسية والادارة العامة التي يعتبرها الكثيرون فاسدة. وأثار حريق اندلع خلال حفل موسيقي في ملهي كولكتيف الليلي يوم الجمعة وأسفر عن مقتل 32 شخصا وجرح 200 تقريبا غضب الناس ونزع منهم الثقة بقدرة الإدارة العامة على ممارسة الرقابة مما أشعل الاحتجاجات في أرجاء البلاد. وقال بونتا للصحفيين "يمكنني خوض أي معركة سياسية لكنني لا أستطيع أن أحارب الشعب."