"صنداي تليجراف": امريكا تحقق فيما اذا كان شهرام اميري عميلا مزدوجا مراسم استقبال العالم الايراني شهرام اميري طهران: كشفت صحيفة "صنداي تلجراف" البريطانية الاحد ان وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية "سي اي اية" تجري تحقيقا فيما إذا كان عالم الفيزياء الايراني شهرام أميري الذي عاد إلى بلاده بعد غياب طال لمدة عام في الولاياتالمتحدة "عميلا مزدوجا". وكان شهرام قال فور عودته إلى طهران بعد غياب دام 14 شهرا انه تعرض للاختطاف من قبل الاستخبارات الامريكية بالتعاون مع الاستخبارات السعودية ، الا ان واشنطن قالت انه كان جزءا من شبكة صغيرة لعملاء كانوا يقدمون معلومات عن البرنامج النووي الإيراني وجرى إعادة توطينهم في الولاياتالمتحدة بعد منحهم مكافآت مالية بما في ذلك 5 ملايين دولار خصصت لأميري. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مسئولين سابقين في "سي اي اية" :" قضية أميري غريبة وحيرت المخابرات الأمريكية التي أقرت دفع 5 ملايين دولار له نظير تقديمه معلومات حول برنامج إيران النووي". وقال المسئولون في هذه اللحظة يلقى أميري استقبال الأبطال في إطار الحرب الدعائية مع أميركا، لكنه سيواجه لاحقا تحقيقا شاقا داخل إيران عن ماذا فعل مع الأمريكيين وولائه ، الا انه يتوقع أن يتوارى عن الأنظار او يتم ايداعه في السجن" . ويتوقع ان يواجه اميري صعوبة في توضيح روايته بأنه اختطف، ثم كيف فر منهم بسهولة ووصل إلى السفارة الباكستانية، وسمحت له الولاياتالمتحدة بعد ذلك باستقلال طائرة تجارية عائدا إلى بلاده. وتشير الصحيفة إلى تساؤلات حول سماح السلطات الإيرانية له بالسفر منفردا إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج العام الماضي، كما تتسائل عن السبب الذي جعل أميري يترك عائلته في إيران إذا كان قد ينوي مغادرة إيران بشكل نهائي. شبكة جواسيس في ذات السياق ، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية ان الاستخبارات الامريكية نقلت شهرام اميري وجاسوس اخر لم تكشف عن اسمه الى واشنطن العام الماضي ، بعد أن شكت أن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية ربما تتابعهما. ونقلت جريدة "الشرق الاوسط" عن الصحيفة الامريكية عن مسئولين بالاستخبارات الامريكية "بالإضافة إلى الاثنين اللذين نقلا إلى أمريكا السنة الماضية جرى نقل 6 جواسيس إيرانيين من إيران إلى أمريكا خلال السنوات القليلة الماضية ، وإن كل واحد منهم منح مبلغا كبيرا من المال، رصد في حسابه في بنك أمريكي من دون أن تتصرف فيه "سي آي إيه". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية ذكرت الجمعة ان اميري ظل يعمل لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية داخل إيران لعدة سنوات وقدم معلومات عن البرنامج النووي لبلاده. واضافت الصحيفة "شهرام قدم لمسئولين في "سي اي اية" تفاصيل كيف أن إحدى جامعات طهران أصبحت مقرا سريا للجهود النووية في البلاد ، وربما كان هو أحد المصادر التي استند إليها تقرير تقدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية المثير للجدل عام 2007 . وقال مسئولون امريكيون للصحيفة "أميري وفر على مدار سنوات عدة ما معلومات مهمة وأصلية عن الجوانب السرية للبرنامج النووي لبلاده". وعلى الجانب الاخر ، اعلن شهرام اميري الخميس فور عودته الى بلاده ان الاستخبارات الامريكية عرضت عليه 50 مليون دولار مقابل بقائه في الولاياتالمتحدة، وضغطت عليه من اجل الاسهام في الحملات الدعائية المعادية لبلاده ، وذلك بعد اختفاء دام اكثر من عام متهما "سي اي اية" باختطافه. وقال ان ضباط "سي اي ايه" اختطفوه امام فندقه في المدينةالمنورة ونقلوه الى الولاياتالمتحدة على متن طائرة عسكرية ، مضيفا "طلبوا مني ان اقول لوسائل الاعلام الامريكية انني طلبت اللجوء الى الولاياتالمتحدة وانني جلبت معي وثائق وكمبيوتر محمول يحوي معلومات سرية حول البرنامج النووي العسكري". ونفى اميري فور وصوله طهران قادما من الدوحة التي كان قد وصلها في طريق عودته أن يكون عالما نوويا ، مؤكدا انه باحث ولا علاقة له بموقعي نطنز وفوردو النوويين الإيرانيين. واضاف "لم انجز اي بحث نووي ، ولكني مجرد باحث بسيط يعمل في جامعة مفتوحة للجميع ولا يوجد أي عمل سري بداخلها" ، ووصف عملية اختطافه بأنها وسيلة استخدمتها الولاياتالمتحدة لممارسة الضغط السياسي. وفقد اثر اميري في السعودية في يونيو/حزيران 2009 بينما كان يؤدي مناسك العمرة. وتؤكد طهران ان الولاياتالمتحدة قامت بخطفه بمساعدة الاستخبارات السعودية. افادت شبكة التلفزيون الامريكية "ايه بي سي" في اواخر مارس/آذار ان اميري منشق وهو يتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "سي آي ايه". وبحسب وسائل الاعلام الايرانية فان شهرام اميري هو "باحث في النظائر المشعة الطبية في جامعة مالك الاشطر" التابعة للحرس الثوري. وفي 7 يونيو/حزيران عرض التلفزيون الايراني تسجيل فيديو يظهر فيه رجل يقول انه اميري وانه تعرض للخطف من قبل الاستخبارات الامرسكية وانه محتجز بالقرب من توكسون ولاية اريزونا. وفي نهاية حزيران/يونيو بثت وسائل الاعلام الايرانية شريط فيديو ثان يظهر الرجل ذاته، اكد فيه انه افلت من ايدي العملاء الامريكيين وانه موجود في فرجينيا شرق الولاياتالمتحدة. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن أميري باحث في جامعة طهران، لكن تقارير أخرى قالت إنه يعمل في وكالة الطاقة الذرية الإيرانية ولديه معرفة شاملة بالبرنامج النووي الإيراني.