تم اعتماد "إعلان بوينس آيرس" حول الحوار الاستراتيجي بين الإيسيسكو والفاتيكان، وذلك في ختام أعمال المؤتمر الدولي حول تعزيز ثقافة الاحترام والتضامن الإنساني بين أتباع الأديان ، في العاصمة الأرجنتينية وأكد هذا الإعلان على أهمية الحوار بين المؤسسات الثقافية والدينية الإسلامية والمسيحية من أجل تعزيز ثقافة الاحترام والتضامن الإنساني. وأوضح الإعلان أن الإسلام والمسيحية دينان سماويان عالميان ينتميان إلى الشجرة الإيمانية الإبراهيمية، ولذلك فإنه من الضروري أن يتم التعاون بين أتباعهما من أجل تعزيز الاحترام المتبادل وتفعيل التضامن الإنساني، ونشر ثقافة التسامح والتعايش، وإقرار العدالة الاجتماعية، وحماية حقوق الإنسان. وأوصى الإعلان بضرورة تعزيز القيم الأخلاقية المشتركة التي يتم التعبير عنها في التقاليد الدينية ، والالتزامَ بالاحترام المتبادل، من منطلق أن البشرية عائلة واحدة، ولا مجال للتمييز بين أفرادها على اعتبارات العرق أو الجنس أو السن أو اللون أو الدين أو اللغة أو الموطن ، والعمل على تحقيق مجتمع متماسك، والحفاظ على تكافؤ الفرص لجميع البشر. وأكد الإعلان على أهمية تشجيع التضامن الإنساني لتعزيز ثقافة السلام واحترام الحق في الحياة باعتبار السلام نعمة إلهية كما أدان الإعلان كل أنواع العداء ضد المؤمنين والإساءة إلى معتقداتهم ، كما أدان أي عمل من أعمال العنف أو الاضطهاد المرتكبة ضد شخص أو جماعة بسبب معتقداتهم، وتدنيس أو تدمير أماكنهم المقدسة والإساءة إلى رموزهم الدينية. وأكد (إعلان بوينس آيرس) أن التراث الديني والثقافي للشعوب في العالم هو أحد الأصول الثمينة والذي لا غنى عنه لكونه ينتمي إلى جذور الإنسانية، ولذاك دعا الإعلان إلى بناء آليات مؤسسية للحوار من أجل تعزيز التعاون المتبادل بين أتباع الأديان. يذكر أن المؤتمر عقدته الإيسيسكو والفاتيكان، بالتنسيق مع الحكومة الأرجنتينية، والمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية والكاريبي، يومي 18 و 19 سبتمبر 2015. وحضر جلسته الافتتاحية كل من السيد إدواردو سوين ،نائب وزير الخارجية الأرجنتيني ،والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو، والكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس البابوي للحوار مع الأديان، ، والمهندس محمد يوسف هاجر ،الأمين العام للمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية والكاريبي ،والسيد عمر عبود ،الأمين العام للمعهد الأرجنتيني للحوار.وهدف المؤتمر إلى نشر قيم الاحترام المتبادل والتضامن بين أتباع الأديان والحوار بين الثقافات، وتجديد الخطاب الديني من أجل ترسيخ ثقافة الحوار والسلم، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية والدينية في بناء السلم العالمي، من أجل تحقيق المزيد من التقارب والتفاهم في ظل المبادىء السامية المشتركة التي تجمع بين أتباع الأديان السماوية.كما ناقش المؤتمر سبل معالجة آثار خطاب الكراهية والتمييز، وإشاعة ثقافة السلم والتعاون والإخاء والعدل