تحل اليوم الثالث عشر من سبتمبر الذكرى السابعة والثلاثين لوفاة الفنان القدير عدلى كاسب الشرير ذى الوجه الضاحك . فنان مصري راحل، تميز بقدرته على تنوع الأدوار فعلى الرغم من وجهه البشوش الضاحك إلا أن اشتهر بإجادته لأدوار الشر في السينما والمسرح والتلفزيون حيث لمع في دور صديق البطل. ولد "عدلي عبد الحميد علي كاسب" يوم 17 أبريل عام 1917م بفم الخليج بحي مصر القديمة في القاهرة، تخرج من كلية الفنون التطبيقية ثم المعهد العالي للفنون المسرحية في دفعته الثانية 1949م.تزوج "عدلي" من السيدة «آمال» -وكان وقتها عمره 29 عاما- التي أنجب منها أبناءه الأربعة "كاسب" خريج لكية فنون جميلة، و"ممدوح" خريج كلية تجارة ويعمل ممثلاً بالمسرح القومي، ثم "أمينة" خريجة فنون جميلة، وبعدها أصغر ابناءه "ايهاب" خريج كلية الاعلام. "كاسب" بدأ مشواره مع الحياة العملية كمهندس وأستاذ في كلية الهندسة «ادارة الورش» لمدة 12 عاما، كما كان مشرفاً على النشاط الرياضي بالكلية من سباحة وكشافة وجوالة حيث كان رياضياً متميزاً وأحد أبطال رفع الأثقال، ثم أصبح وكيل وزارة في وزارة التربية والتعليم ومسؤولاً عن المسرح المدرسي ورائداً من رواد التربية المسرحية. الفنان "عدلي كاسب" كان أيضا يحب الموسيقى وبارعاً في عزف «الناى»، ولكنه اكتشف موهبته على يد كبار نجوم المسرح فاتجه الى التمثيل ليقدم أكثر الأدوار تناقضاً واختلافاً من الطيب إلى الشرير ومن الجاد الى الكوميدي ليؤكد أن النجم لا يجب أن يسجن في شخصية واحدة. ارتبط "عدلي كاسب" بالفن منذ طفولته حيث التحق بفريق التمثيل المدرسي، وكان يتابع عروض العديد من الفرق المسرحية، وعقب تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية انضم إلى فرقة المسرح الحديث عام 1950م ومنها إلى فرقة اسماعيل يس عام 1954م ثم فرقة الريحاني 1957م والتي ظل بها 10 سنوات. سر نجاح كاسب لم يكن في موهبته فقط، وإنما تقديره الشديد لفنه ولزملائه، فكما يروي ابنه الأوسط ممدوح كاسب، كان ذات يوم يتجول بسيارته مع ابنه الأكبر كاسب، وهو في عز مجده وشهرته، والتقيا مصادفةً بأراجوز يقدم استعراضات فنية في الطريق، وهنا توقف الفنان القدير وجلس يراقبه وحينما سأله ابنه «لماذا توقفنا؟!» أجابه ببساطته المعهودة «زميل لي يعرض فنه فيجب أن أشجعه». من أبرز الأعمال المسرحية التي شارك بها: "إلا خمسة- حسن ومرقص- كوهين- حكم قراقوش- 30 يوم في السجن- الشايب لما يدلع- سنة مع الشغل الذيذ- حكم قراقوش- ابن حلال- كدب في كدب". إلى جانب المسرح، اتجه الفنان "عدلي كاسب" إلى السينما حيث قدم ما يقرب من مائتي فيلم أثرى من خلالهما السينما المصرية، ومن أشهر الأدوار التي جسدها شخصية "أبوجهل" في فيلم "هجرة الرسول"، وشخصية "العربجي" في فيلم "الحرمان"، كما أبدع في شخصية الجزار الشرس في فيلم "السفيرة عزيزة". ومن أبرز أعماله السينمائية أيضا: "لقاء مع الغروب- المراهقات- الحب كده- الكرنك- نادية- لحن الخلود- اللص والكلاب- سر طاقية الاخفاء- أم العروسة- زقاق المدق- عائلة زيزى- شقاوة بنات- نحن لا نزرع الشوك- على من نطلق الرصاص". ومع بداية التليفزيون عام 1960م قدم الفنان الراحل مجموعة من الأعمال التلفزيونية، ومنها "الدوامة" و"المجهول" و"أشجان" و"العشرة الطيبة" و"كلمة حق"، بينما كان مسلسل "أحلام الفتى الطائر" الذي قدمه مع الفنان «عادل امام» و"عمر الحريري" هو آخر أعماله التلفزيونية. أقرب أدوار كاسب إلى نفس فكان دور أبوجهل في فيلم «هجرة الرسول» مع إيهاب نافع، وكذلك دور زوج الأم القاسي الشرير في فيلم «المراهقات» مع ماجدة الصباحي، وكثيرًا ما تأثر لمشهد وفاة صفية، والتي قامت بها الفنانة زيزي مصطفى، أما فيلم «لقاء مع الغروب» مع رشدي أباظة فكان الأقرب لشخصيته الحقيقية، كما ذكر ممدوح كاسب. توفي صاحب الوجه الضاحك "عدلي كاسب" فى 13 سبتمبر، 1978 عن عمر يناهز ال60 عاما وعدد قليل من الأشهر، إثر إصابته بإزمة قلبية عقب عودته من بروفات مع الفنان «حسن يوسف» والمخرج «ابراهيم الشقنقيرى».
