لا مانع من محاورة الإخوان .. بشروط كيف نتفاهم مع داعش بعد قتلهم المسلمين واغتصابهم النساء؟!! التربية السليمة ووقف فوضى الخطابة علاج للتطرف ممارسات "الإسلام السياسي" تسيء للدين وللمجتمعات أكثر الإسلاميين في الأردن ولبنان لا ينتهجون العنف رضوان السيد مفكر لبناني رزين ،انشغل بمجالات البحث والفكر والثقافة وعلم الاجتماع السياسي منذ عقدين أو يزيد من الزمان ، يقول ان الإسلام السياسي المتطرف نشأ منذ سبعين عاما ولا نستطيع القضاء عليه في عام أو عامين. التقته شبكة الإعلام العربية " محيط "علي هامش "مؤتمر الفتوي.. إشكاليات الواقع وأفاق المستقبل " وكان لنا هذا الحوار الذي فتح لنا أبوابا كثيرة على منافذ للمعرفة وطرق الفهم والتحليل ، حيث تحدث السيد عن دوافع التطرف والإرهاب الفكري والمادي الذي تمارسه جماعات العنف السياسي في مصر والعالم العربي وغيرها من الموضوعات الهامة التي وجدنا إجابة لها في السطور التالية : مع الزميل عمرو عبد المنعم كيف ستتمكن الدول العربية من مواجهة التطرف والإرهاب ؟ نحن الآن نواجه انفجارا عقائديا حقيقيا فى فهم وتطبيق ديننا وينبغي أن نفعل أي شيء لتلافى تلك الآثار التي تترتب علي ذلك من أجل إعادة الاستقامة والسوية الى الدين . فالأزهر يعقد مؤتمرات ضد التطرف والإرهاب و دار الإفتاء أنتهت للتو من عقد مؤتمر للفتوى يهدف إلى مواجهة التطرف والتشدد، إذ أن كل خرق وثغر وتشتيت كان قد حدث ينبغي أن يسد وتملأ فراغاته لأن ديننا ومجتمعاتنا في خطر محدق . هل تمتلك مؤسساتنا الدينية القدرة والعقلانية لحسم المعركة ؟ نعم المؤسسة الدينية قادرة بوحدة العقيدة والعبادة والفتوى والإرشاد على اقليام هذه المهمة ، ليس هذا فقط بل ينبغي أن تتولاها أيضا المؤسسات الرسمية لنعيد تسكين الإسلام فى المجتمعات والحواضر ونعيد السوية الى ديننا . ولذلك فإن مؤتمرا مثل مؤتمر الفتوي الذي عقد بالقاهرة مؤخرا ، أراه مفيدا جدا لأنه يجمع علماء مصر و نخبا من علماء العرب والمسلمين من خارج مصر لحث سبل مواجهة الخلل العقائدي و التطرف الفكري و كيفية التعامل مع المبهم والغامض من القضايا الدينية من جهة أخري ، وكما نظرت فيها من قبل وزارة الأوقاف فأن هناك خلل من جهة إعادة تكوين وتربية وتدريب الأئمة الذين يملكون قدرة وتأثيرا على الناس بشكل مباشرا. هل " داعش" تشكل خطرا على الأمة أكبر من التيارات الجهادية والإسلامية الأخرى ؟ هذان مساران وليس واحدا في تلك المسالة ، الأول بروز جماعة الإسلام السياسي وكل المقولات والنقولات الموجودة الان من وعن داعش وتنظيم القاعدة والجهاد المتشددة والجماعات الأخرى هي في الأصل نتاج أفكار الإسلام السياسي وجميعها يريد تطبيق الشريعة كما يقولون ولكن الإخوان مثلا يرون أن تطبيقها سيكون أولا عن طريق الانتخابات ثم الوصول إلى الهدف المرغوب فيه ، في حين يري الجهادي أن انتهاج سبل وطرق العنف أقرب إلى صحيح الدين وأشد تأثيرا للوصول للهدف المرغوب . وأي الطريقين أسهل في الوصول للغاية المنشودة ؟ كلاهما مر وصعب ولكن هذا الثاني (أي العنيف ) قطع حبال الود والتفاهم معنا قطيعة كاملة ونفذ رصيده بمعنى أنه بدأ يقتلنا ومن ثم نحن ندافع عن أنفسنا فكيف تحاوره وهو يقتلك أو يسبي نساءك أو يغتصبهن كل هذه الأمور ما عاد يمكن الصبر عليها قال الله تعالى ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )ومنهم بالفعل من يخرجوننا من ديارنا أنظر مثلا يوجد مليون ونصف المليون سني هجروا في العراق عندما استولت داعش على ديارهم لأنهم لا يريدون مبايعتهم ولذلك هؤلاء قتله ومجرمون لا أدرى كيف نحاورهم . أما الفريق الثاني اذا أرادوا الحوار وثبت أنهم لا يمارسون العنف ولا يحاولون زعزعة نظام الدولة فينبغي الاستجابة لهم لانهم فريق من الناس ومبدئيا لا مشكلة في الحوار ولكن بشروط إذ أن ما نوجهه الأن شيء هائل وفظيع أ، وأنا تحدثت معهم في الأردن ولبنان وسوريا ووجدت أكثرهم لا ينتهج عنف ولا يميلون إليه ولكنهم لا يعرضون شيئا بمكن أن يكون بادئة لحوار و ما زالوا يعتبرون أنفسهم أنهم ممثلون للإسلام. وما رأيك في مساندة مراصد التكفير والفتاوى أمام الهجمة الشرسة لإعلام داعش الإلكتروني ؟ نعم يجب ان تتم مساندتها ، والحقيقة أن جهات الفتوى المعتمدة والصحيحة أصبحت تملك وسائل حديثة وتكنولوجية متقدمة لمكافحة مثل هذه الافتراءات فضلا عن التركيز على أمور الدعوة . وأرى أن كفاحنا يجب أن يعتمد على شقين الأول لمن ثبت أنهم يشاقون الدين ويكفرون المسلمين، والأخر يخص تحصين الشباب ومنعهم أن يميلوا او ينضموا اليهم ويمكن تحصينهم عن طريق عرض الإسلام الصحيح والإسلام الوسطى من كل جهات التأثير . إذن من أين نبدأ ؟ نبدأ من تربية جيل واع خلوق على علم ودرية بمفاهيم الإسلام الصحيحة ، و يزداد التركيز على دار الإفتاء المصرية للعمل على مواجهة التطرف والمتطرفين ومنعهم من استعمال المساجد لنشر دعوات العنف وتحدد من له الحق فى الفتوى ، ومشيخة الأزهر تعمل أيضا على كل المستويات . والإسلام السياسي تشكل في حوالى ستين او سبعين سنه فلا يمكن إزالته في سنة او اثنتين ولكننا بدأنا ، ولا يجب ان نتوقف لأنها ليست خطرا على الدول فقط بل خطر على المجتمعات وعلى الدين.