"زقاق" بأحد المناطق الأكثر شعبية في منطقة المرج شرق القاهرة ، يحيطه من جميع الاتجاهات زحام كثيف لمارة عابرين وسيارات تحتضن مداخل العمارات في رحلة الخروج من الزقاق صباحا ومساء، وباعة جائلون،احتلوا جنبات الرصيف من الناحيتن . هناك تجلس الحاجة فريال سلامة علي أحد الأرصفة بزيها الأسود المهترئ، الذي لا يتبدل ، تتأمل وجوه المارة، تنظر، تبتسم تارة، وتنهمر في البكاء تارة أخري. " أنا معايا 7 بنات وكنت فاتحة كشك، ومعايا رخصته، هدوه ليا السنة اللى فاتت وقطعوا لقمة عيشي منهم لله" قالتها الحاجة فريال صاحبة ال 62 عاماً وصوتها يتهدج من البكاء، زوج ملازم للفراش وعاجز عن العمل لشدة مرضه، تكفلت بتربية حفيدها بعد أن تركه والديه، وتزوج كل منهما " انا خدت محمد لحمة حمرا لأن ابوه وأمه اتطلقوا وكل واحد منهم شاف حياته، أنا تعبانة والهم هيموتنى خلاص" لم يكتف حظ العجوز الستينية بهذا القدر من البؤس والمرارة ، بل خيم ذل المرض على فقرقها يضاجعان بعضهما ويرسمان ظلال سوداء على ما تبقي لها من عمر ، تقول "انا عملت 3 عمليات وشيلت المرارة والفتاء وعندي السكر وبتحرك بالعافية"، و ذهبت لرؤساء الحي الذي أقطن به ، لعل قلوبهم تلين فيساعدوني في استرجاع ال " الكشك" ولكن لا حياة لمن تنادي، لدرجة أن موظفي الحي أصبحوا يتقاسمون علي لإهانتي والسخرية مني بقولهم هاتي فلوس الأول، أو أشتغلى في أى حته، طيب أجيب فلوس منين ياناس وأشتغل ازاى وانا عاملة 3 عمليات ومليش مصدر رزق . تجلس الحاجة فريال على الرصيف وتنتظر رزقا من الله يأتيها من محسن قد يرق قلبه لحالها ، تقول : بفضل قاعدة مستنية اللي يأكلنى واللى يشربنى، ده ربنا بيرزق الدودة جوه الحجر وبيخلق الطير ورزقه معاه، تعيش مع بناتها في غرفة صغيرة وتدفع 300 جنيه ثمن إيجارها فضلا عن مصاريف الماء والكهرباء، تقول" معاش جوزي 400 جنيه، يدوب بندفع الإيجار والميه والنور ويخلصوا، ودايماً بقول مستورة والحمد لله" مصدر رزق يقيم ظهر الحاجة فريال ويمنعها من ذل السؤال هو أقصي أمانيها "كشك" صغير ربما يتكفل بستر سبعة بنات وطفل وعجوز فهل تضن به الدولة على امرأة لاقت من الحياة ما لاقت وعانت من مرارتها وقسوتها كل تلك المعاناة .. كشك صغير يا محلب بيه "