انتهت فاعليات اليوم الأول من ملتقي التوظيف والخرجين الجدد بكلية الآداب جامعة القاهرة والذي تستمر فعالياته حتى الخميس المقبل، بمشاركة وزارة الشباب والرياضة وأكثر من 30 شركة من القطاع الخاص، ويشمل الملتقى أيضا ثلاث ورش تدريب لإعداد الخرجين لسوق العمل عن كيفية إعداد السيرة الذاتية وإجراء المقابلة الشخصية، والثالثة تخص البحث عن وظيفة علي الانترنت. وفي بداية الملتقي أعلن الدكتور شريف شاهين وكيل كلية الآداب عن ثلاث مشروعات خاصة بالكلية الأول قاعدة بيانات كبيرة بها أعمال ومؤلفات لعظماء وأشهر الأساتذة بالكلية من جميع الأقسام، بالإضافة إلى تدشين موقع الكتروني جديد للكلية يتناسب من كثرة المعلومات المضخة به ويسهل على الطلاب الوصول للمعلومة دون تعب، والأخير هو جمعية خاصة بخريجي كلية الآداب والعاملين بها. وأوضح الدكتور أحمد الشربيني رئيس قسم التاريخ والأمين العام للجمعية أنها ستقدم خدمات اجتماعية للتواصل مع الخريجين وسيتم تشكيل مجلس الإدارة عن طريق الانتخاب الحر المباشر لتكون هذه الجمعية المنتج الثالث التي تخرج من رحم كلية الآداب في الفترة القادمة. وفي تصريح لشبكة الإعلام العربية "محيط" أكد الشربيني أن أهم أسباب البطالة التي تعاني منها مصر تكون لتمسك الشباب بتخصصات بعينها، مضيفا "لا مانع من عمل الشاب في غير مجاله فهو لا يريد أن يتعب، فعليه السعي فالدولة لا تقدر على توفير فرص عمل لكل الخريجين". وأضاف الشربيني أنه لم يعد هناك مجال مغلق علي تخصص بعينه حيث أن هناك الكثير من الشخصيات المشهورة والناجحة تركوا مجال دراستهم وعملوا في أخري واثبتوا أنفسهم بشكل كبير من الإعلاميين والفنانين ورجال الأعمال ودبلوماسيين، منوها أن اكتساب الخبرات والمهارات يهدم الحواجز بين التخصصات. وأكد الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة أن هذه الفعاليات تساهم في سد الفجوة بين سوق العمل والدراسة وتفتح آفاق الخريجين والشباب، مضيفا "لدينا خريجين "زي الفل" ولا يجب أن ينتظروا لخمس أو سبع سنوات وينسى ما تعلمه ويتعرض للإحباط فنحن نحاول أن نفتح له آفاق جديدة فالشركة في حاجة لخريج والشاب أيضا في حاجة لوظيفة ونحن نعمل على تقريب المسافات". وأضاف في تصريحات لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن نسبة نجاح هذه الفعاليات في دورها غير محورية، قائلا "لو نجحت بنسبة 1% أنا الكسبان لو خرجت الملتقى اليوم بتوظيف فرد واحد فأنا كسبت ليس الفرد نفسه لأنه سيخبر من حوله بدور الملتقى في توظيفه وتشيع هذه الثقافة فمن لم ينجح في الحصول على فرصة عمل اليوم سيذهب لملتقى آخر وينجح". لا نريد أن نصادر على المطلوب فعله فغير واقعي أن يكون الهدف من الملتقى هو التوظيف بنسبة 100% لأنه محاولة لإلقاء حجر في مياه راكدة وله تأثير حتى إذا كان تأثيرا سلبيا سيدفع للتفكير في علاج هذه السلبيات، وعن دور وزارة الشباب والرياضة في توظيف الخريجين قال إن جامعة القاهرة والوزارة بينهم بروتوكولات تعاون على عدة مستويات. وأوضح أن ثقافة الوظيفة الميري أو الحكومية ليست مرتبطة بالشباب فحسب بل بالعقلية المصرية لارتباطهم بفكرة الدولة وهذا ما جعل تيار مثل الإخوان لم يستطع "ابتلاع الدولة المصرية" لأن الدولة متينة وهي التي يسمونها الدولة العميقة وها جزء من المميزات التي يجب أن نعتز به ونقدره، معتبرا أن البعض لديه ثقافة أن الدولة يجب أن تعمل له كل شيء في حياته من احتياجاته ولا يوجد دولة في العالم يمكن أن تنجح لو تحول شعبها إلى مجموعة من موظفين حكومة". واستكمل "لدينا 6 ونصف مليون موظف حكومي بالمقارنة بالصين التي يصل عدد سكانها إلى مليار و800 مليون نسمة بها 5 مليون ونصف فقط موظف حكومي ولذلك فتغيير مفهوم الوظيفة الحكومية يكون بتغيير الثقافة فالطالب الذي يتخرج وينتظر لعشر سنوات لوظيفة لن توفر له إمكانيات معيشية في حدودها الدنيا فيجب أن تتغير فكرته ليكون لديه شجاعة المنافسة على فرصة في القطاع الخاص أو تدشين مشروع خاص". ومن جانبها قالت سمية عبد السلام مدير عام مشروعات الشباب وممثلة وزارة الشباب والرياضة بالملتقي، أن مهمة الوزارة القضاء على البطالة وأهم أولوياتها، مضيفة أنه يتم التعاون مع القطاع الخاص والجهات المختلفة من أجل تحقيق هذا الهدف. وأشارت إلى أن هناك قافلة تابعة للإدارة المركزية للتوظيف بالوزارة تجوب المحافظات لمعاونة الشباب ومشروعاتهم، مؤكدة أن الوزارة توفر العديد من فرص العمل للمؤهلات العليا والمتوسطة ودون المؤهلات أيضا. وفي تصريح خاص لمحيط أكدت عبد السلام أن وزارة الشباب تتعاون مع كلية الاداب جامعة القاهرة لتنظيم الملتقي بمشاركة أكثر من 66 شركة خاصة فقط من صناعة السيارات والأدوية والسياحة والفنادق والأمن وغيرها الكثير في المجالات المختلفة. كما أوضح عدد من ممثلين الشركات المختلفة في الملتقي أنه فرصة جيدة لانتقاء الكفاءات من المتقدمين للعمل بها وأنهم دائمين المشاركة في مثل هذا الملتقي الذي يعقد في عدد من جامعات مصر الحكومية والخاصة ويتم تعين الشباب من خلاله. ومن أبرز الشركات التي شاركت في الملتقي شركة العربي لإنتاج الأجهزة المنزلية والكهربائية، فقال مسئول التواصل إنه التدريب يتم من خلال التوظيف المباشر، أما من يحتاج للتدريب هو المجال الهندسي فقط، مضيفا "وهذا لا يشكل عندي إلا 5 % وقد شاركت في ملتقي التوظيف في جامعة عين شمس وبعض المراكز الشباب". في حين قال خالد سليمان مندوب شركة البصريات الدولية "لو أي" إن شركته وتسعي لتوظيف الشباب علي الفور، مضيفا أنه يجري تدريب الشباب علي العدسات البصرية واهم الشركات المصنعة وطريقة قراءة الكشف الطبي، فيما أعلنت شركة مطاعم "شاورما الريم" عن الوظائف الشاغرة لديها بفروعها المختلفة في جميع أنحاء الجمهورية. ومن المراكز التي شاركت في الملتقي مركز اللغات والترجمة بجامعة القاهرة والذي عرض مجموعة من الدورات الجديدة لتأهيل الطلاب والخرجين وتزويدهم بالمهارات المطلوبة لسوق العمل وتقديم مجموعة من فرص العمل للمدربين بالتعاون مع كبري الشركات، وأعلن عن قبول أطفال من سن 7 إلى سن 14 لبعض الدورات التدريبية لتعلم اللغات في فرع المركز بالشيخ زايد . كما وزع المركز دورية بعنوان "الترجمان "ويعتبر الإصدار الأول والتي تهدف لتكون معبر ثقافي نحو المستقبل وتقدم مجموعة من الموضوعات المترجمة الهامة مثل الموجات الثورية في محطاتها العربية، أدب السجون ومتاهة الألم، أدب الأطفال في ألمانيا سينما نهاية العالم، وهي دورية يرأس تحريرها الدكتور عاطف معتمد عبد الحميد الأستاذ بكلية الآداب . وشاركت أيضا جمعية رعاية النابغين والتي تتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية حيث أكد محمد خليل مسئول التوظيف أن الجمعية تهدف لرفع مهارات الخريج، وسوف تعلن قريبا عن مجموعة من التدريبات في مجال سوق العمل يهدف للرفع الكفاءة العلمية والعملية. كما تشارك الجمعية بتفعيل دور أخصائي المكتبات من خلال بناء كوادر شابة بمحافظة القاهرة الكبرى وتدريبه علي أحدث التقنيات والخبرات التكنولوجية وقد وضعت منهج علمي لأخصائي المكتبات به مهارات إدارة المكتبات الرقمية ومهارات تنظيم مصادر المعلومات وإعدادها .