يصدر قريبا عن سلسلة الجوائز بالهيئة المصرية العامة للكتاب ترجمة لرواية مارك توين "يوميات آدم وحواء" ، ترجمة محمد عيد إبراهيم . يعدّ "مارك توين" أباً للأدب الأمريكيّ بعامة، حسب كلمات الروائيّ "وليم فوكنر"، وقد استحوذت على "توين"، في كتابه هذا "يوميات آدم وحواء"، فكرة أن يقدّم صورة لوالد البشرية، عبر أداء نوع من التناظر الإبداعيّ مع "الكتاب المقدّس"، بينما كان آدم يسعى حثيثاً نحو الكمال والمثال والسموّ الأخلاقيّ، لكنه في بدايات سعيه يسقط سريعاً. رأى "توين" آدم شخصاً يعتمد على نفسه كثيراً، ويعشق الاستقرار في البيت، بينما رأى حواء امرأة مستطلعة مستفهمة دائماً فضولية أبداً، مع أنه وظّفها في شخصية "التابع" النمطيّ، لكن تبدو كأنها التي توجّه السرد، أو الفعل كلّه عبر مسار الحياة التي كانت تبدأ الحياة في الكون. تطرح حواء السؤال بعد السؤال، ولا تهدأ حتى تستنتج ما تبحث عنه، وهو مختلف عن المألوف بطبيعة الحال، وتعتمد على فهمها، مع غياب الفكرة الدينية بشكل ما عن بالها، ومن هنا جاء تمرّدها الذي أفضى بهما كليهما إلى الطرد من جنة "عدن" في النهاية. من اليوميات : * الجمعة تقول الحيّة تنصحها أن تجرّب تفّاحة تلك الشجرة، وتقول إن النتيجة ستكون تعليماً عظيماً ورائعاً ونفيساً. أخبرتها أنه ستكون هناك نتيجة أخرى، أيضاً ستولج الموت في العالم. ممّا عَدَدتهُ خطأً. فالأفضل أن أحتفظ بتعليقي لنفسي؛ فقد وهبها فكرةً أن تدّخر الصقر المريض، وتزوِّدَ الأُسود والنمور اليائسة بلحمه الطازج. فنصحتها بالبعد عن الشجرة. قالت، لن تفعل. أتنبّأ بحلول كارثة. سأهاجر.